لا عنب النظـــام ،ولا بلح المعــــــــــارضة

ساهرة صالح . شام نيوز
اجتمعت لجنة الحوار الوطني لتتحاور حول الحل الأفضل و الأمثل للخروج من الأزمة الحالية بأقل خسائر ممكنة، و تحقيق المطالب الشعبية المشروعة،
فاجتمعت بعدها المعارضة الداخلية للتحاور حول الحل الأفضل و الأمثل للخروج من الأزمة الحالية بأقل خسائر ممكنة، و تحقيق المطالب الشعبية المشروعة،
وقبل أن يتحاورا معا، خرج من تظاهر يوم الجمعة حاملا شعار " لا للحوار " والذي بدوره قد تم إستيراده ممن يسمون أنفسهم معارضة خارجية،وفي نفس الوقت خرج إلى الشارع من يناصر الإصلاح القادم على أيادي النظام ليعبروا بدورهم عن رأيهم ...
معارضة في الداخل لا يعترف بها الشارع المتظاهر و تعترف هي به ،
ومعارضة في الخارج لا يعترف بها الشارع المؤيد ولا تعترف هي به ،
و حوار يتم وأده و هو ما زال في المهد رضيع ...
وهكذا بين حانا و مانا يبقى الحال على ما هو عليه، كما يبقى الوطن عالقاً بين فكيّ أزمة تكاد تحرق الأخضر و اليابس ...
و الحجج على قارعة الطريق ، فهناك من قال لن نذهب للحوار بدون توفر بيئة مناسبة له ،وهي سحب الجيش و الأمن من كافة المناطق و المدن السورية ( وكأن هذا الجيش تابع لدولة أخرى ) حتى يتثنّى لهم الجلوس على الطاولة و مناقشة دراسة كيفية إمكانية الخروج بالبلد من الأزمة الرّاهنة ، في نفس الوقت الذي طالبوا فيه سابقاً بلإسراع في عملية الإصلاح ...
ولنفترض أن النظام استجاب لهذا المطلب وقام بسحب الجيش والأمن من كافة المناطق السورية و ترك الكروم خاوية على عروشها ،وجلستم على طاولة الحوار،و خرجتم بحلول و مقترحات ...
فهل سيستجيب الشارع المتظاهر لمقترحاتكم بعدها، و هو أصلاً لا يعترف بتمثيلكم له، ويطلق على الجمع أسماء مسبقة الصنع ، تضطرون أنفسكم كمعارضة داخلية على اللحاق بركبها " لا للحوار " ...
فالمطالبة بالإصلاح حقّ للشعب ، وعدم القبول بالحوار تجاهلٌ للشعب، وهي معادلة ليس من السهل تجاوزها من دون التراجع خطوة إلى الأمام ، للإقتراب أكثرمن إمكانية وجود مخرج ما لوطنٍ بأكمله ...
لأن الحوارلا يعني التنازل و لا الهزيمة ، و إنّما البدء بجني ثمارالحراك الشعبيّ بشكل حضاري ...
و بدون الحوار لن نطول لا عنب النظام ولا بلح المعارضة، فمن ينفخ في نار النزاعات، ليس من حقه الشكوى إذا تطاير الشرر في وجهه ...