لا عيد للحب في حلب

اختفت مظاهر الاحتفال بعيد الحب، الذي يصادف اليوم الثلاثاء، في حلب حداداً على أرواح الشهداء الذين قضوا في التفجيرين الإرهابيين الذين استهدفا المدينة الجمعة الفائت وعلى أرواح الشهداء السوريين عسكريين ومدنيين جراء أعمال العنف التي تشهدها بعض مناطق البلاد.
وألغى القائمون على مطارح الاحتفاء بالمناسبة برامج الاحتفال بعدما استعد بعضهم لها وأعلنوا عنها في اللوحات الطرقية وفي الجرائد الإعلانية وليلغوا العقود الموقعة مع مطربين جلهم من الدرجة الثانية: «الوقت غير مناسب للاحتفال بعيد الحب بعدما سالت الدماء في حلب فقررنا إلغاء الحفل وفسخ العقد مع الفنان والاقتصار على تناول العشاء أسوة بالأيام الأخرى دون تقديم أي فقرة خاصة بالمناسبة»، وفق قول صاحب أحد المطاعم ».
 

وتراجعت حركة الإقبال على المطاعم والمقاهي إلى حدودها الدنيا في الأيام التي أعقبت التفجيرين، ويتوقع أصحابها ألا تحقق الحجوزات تقدماً ملحوظاً بحلول عيد الحب اليوم «تضامناً مع أسر الشهداء وعدم إبداء أي مظاهر للاحتفالات في أي مناسبة كانت»، كما يقول أحد الأطباء المؤيدين للفكرة.
وبدت واجهات المحال التجارية قاتمة بمعروضاتها داكنة اللون من مقتنيات وهدايا وألبسة كانت تصطبغ عادة باللون الأحمر في عيد الفالنتاين الذي جرت العادة على الاحتفال به في العقد الأخير من فئات اجتماعية رأت فيه في السابق نوعاً من البدع التي لا تستقيم مع أعراف المجتمع المحافظ مثل المجتمع الحلبي.
«أزلت من واجهة العرض الهدايا الحمراء مثل الدببة وقلوب الحب التي اشتريتها خصيصاً للمناسبة ثم عدلت عن رأي بعرضها في هذا الظرف غير المناسب في ظل إحجام الناس عن الاحتفال وإعلان الحداد على أرواح الشهداء»، حسب قول صاحب محل لبيع الهدايا في حي الجميلية. وامتنعت معظم محال بيع الورود عن عرض الورود الحمراء التي تعبر عن المناسبة واختفت البسطات التي تبيعها من الشوارع والتي تنشط عادة في اليومين السابقين لعيد الحب وتحقق أرقام مبيعات جيدة كما في السنوات السابقة.
واختفت أيضاً الألبسة حمراء اللون من واجهات المحال التي كانت تستعد للمناسبة إرضاء لذوق العشاق وطغت عليها الألوان القاتمة «استجابة لمشاعر الناس واحتراماً لمشاعرهم على الرغم من أنني تكبدت خسائر بشراء الملبوسات الخاصة بعيد العشاق... »، وفق قول صاحب محل في شارع النيل لـ«الوطن».

 

 

شام نيوز - الوطن