لافروف: الاتفاق يعود بالفائدة على الجهود المبذولة لحل المشكلة السورية

 أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم أن جوهر الاتفاق بين السداسية وايران يستند إلى فكرة طرحها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ونقل موقع روسيا اليوم عن لافروف قوله تعقيبا على الاتفاق .."انتهت مفاوضات صعبة وطويلة حول الملف النووي الإيراني وتم التوصل إلى اتفاق يتوج الاتصالات التي مرت على مدى سنوات" مشيراً إلى أنه ومع "وصول رئيس جديد لإيران شعرنا بأن الإعلان عن الرغبة لحل هذه المعضلة يحمل تحت طياته أساساً جاداً" وقال "إن هذا الأمر ظهر في مواقف المفاوضات لدى الزملاء الإيرانيين منذ أسبوعين عندما جرى أول لقاء في جنيف وخلال الأيام هذه في جولة المفاوضات وأثناء المرحلة النهائية عندما وصل وزراء خارجية الدول الست".

وأكد لافروف أن "الاتفاق الذي تم التوصل اليه يستند إلى فكرة طرحها في وقتها الرئيس بوتين والتي طالما نصت عليها سياسة روسيا الخارجية".

وأعرب لافروف عن ثقته بأن إيران ستتعاون بنزاهة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية مشددا على أن الاتفاق يعني أننا موافقون على ضرورة الاعتراف بحق إيران بالحصول على الطاقة النووية للأغراض السلمية ومن بينها حق التخصيب" مع إدراك أن جميع الأسئلة الموجهة إلى البرنامج النووي الإيراني سيتم إغلاقها والبرنامج ذاته سيوضع تحت المراقبة الشديدة للوكالة الدولية للطاقة الذرية" مضيفاً "أنه الهدف النهائي وتم تسجيله في الوثيقة اليوم".

وأوضح لافروف أن المرحلة الأولى للتوصل إلى هذا الهدف ستستمر 6 أشهر وقال "خلال هذه الأشهر الستة ستجمد إيران برنامجها النووي ولن تضيف أجهزة طرد مركزي جديدة ولن تقوم بأي خطوات تتعلق ببناء مفاعل آراك للماء الثقيل" مضيفا "أي أن حجم البرنامج النووي الإيراني الذي يخضع لمراقبة كاملة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيبقى كما هو خلال الأشهر الستة القادمة".

وأكد لافروف أن "هذا الأمر من شأنه أن يعزز الثقة ويسمح لشركائنا في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بتخفيف ضغط العقوبات التي فرضوها على إيران باتخاذهم قرارات أحادية خارج إطار مجلس الأمن" مضيفا "نحن لم نعترف يوماً بهذه العقوبات واعتقد أنه من الصواب أن تخفيف الضغط عن إيران يجب أن يتم عبر إلغاء هذه العقوبات الأحادية".

وتابع لافروف قائلاً "خلال الأشهر الستة لن يتم التقيد بالوضع الراهن فحسب بل ستتم مباحثات مكثفة للتوصل إلى اتفاق نهائي حول تلك المعايير التي ستحتاجها إيران لنشاطها النووي السلمي قبل كل شيء لإنتاج الوقود للمحطات النووية وللمفاعلات البحثية التي تنتج النظائر للأغراض الطبية والإنسانية".

ولفت لافروف إلى أن الامكانيات أمام الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستتوسع لمراقبة البرنامج النووي الإيراني إذ أن "إيران وافقت على عدد من الإجراءات الإضافية" معرباً عن رأيه بأنه "في نهاية المطاف هذا ربح لنا جميعا".

وشدد لافروف على أنه عبر الاتفاق الحالي "رفعنا مخاطر ورفعنا الأسئلة التي ظهرت لدى الكثير من البلدان فيما يخص وجود تهديد لانتشار أسلحة الدمار الشامل في البرنامج النووي الإيراني".

واعتبر وزير الخارجية الروسي أن الاتفاق بخصوص النووي بين السداسية وإيران قد يكون مفيدا بالنسبة للتحضيرات من أجل عقد المؤتمر الدولي حول سورية جنيف2.

وقال لافروف.. "إضافة إلى الايجابيات المتعددة لهذا الإتفاق فإني آمل أن يعود أيضا بالفائدة على الجهود المبذولة لحل المشكلة السورية وذلك من خلال انضمام إيران إلينا بالعمل البناء من أجل عقد جنيف 2.

وفي بيان أصدرته اليوم أكدت وزارة الخارجية الروسية أن الاتفاق "يخول إيران ممارسة حقوقها كعضو في معاهدة الحد من انتشار السلاح النووي".

وذكرت الخارجية الروسية أن "جوهر الفكرة التي طرحها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ويرتكز عليها الاتفاق هو الاعتراف بحق إيران في تطوير البرنامج النووي السلمي بما فيه حقها في تخصيب اليورانيوم في ظل فرض رقابة دولية صارمة عليه ورفع العقوبات المفروضة عن إيران ومنها الأحادية الجانب والتي لم نعترف بها قط ".

وأضافت إن "الإتفاق ينص على تخفيف العقوبات المفروضة على إيران والتي أثرت سلبا في الوضع الاجتماعي والاقتصادي لهذا البلد كما ينص الاتفاق على جملة من الإجراءات الملموسة ترمي إلى المزيد من الشفافية في التعامل مع البرنامج النووي الإيراني وهي إجراءات ستتخذ بالتعاون الوثيق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال الأشهر الستة القادمة".

وتابعت الخارجية الروسية "إنه سيستمر العمل على تنسيق القرار النهائي الشامل الذي سيرفع كل القضايا المرتبطة ببرنامج إيران النووي".

وأكد بيان الخارجية الروسية أن الاتفاق سيؤثر بشكل بناء في وضع منطقة الشرق الأوسط وسيساهم في التغلب على النزعة التي تبلورت في السنوات الأخيرة والمتمثلة بمحاولات حل الأزمات والنزاعات في الشرق الأوسط باستخدام القوة.

من جانبه أكد ميخائيل مارغيلوف رئيس اللجنة الدولية لمجلس الاتحاد في روسيا أن "روح ونص الإتفاق مماثل لموقف روسيا التي تصر دائما على حق إيران بالاستخدام السلمي للطاقة النووية".

وقال مارغيلوف في مقابلة مع وكالة ايتار تاس الروسية اليوم إن "الاتفاق بين طهران والسداسية من الوسطاء الدوليين بشأن البرنامج النووي الإيراني يمثل تقدما دبلوماسيا واضحا" وبعده سيكون الوقت مناسبا لإعادة التأكيد على موضوع شرق أوسط خال من أسلحة الدمار الشامل.

واعتبر مارغيلوف أن الشكوك حول العمل بشأن الأسلحة النووية أدت إلى تفاقم الوضع بما في ذلك خارج منطقة الشرق الأوسط غير المستقر مع سير البرنامج النووي الإيراني إلى جانب أزمة نظام عدم الانتشار النووي حيث أن عضوا جديدا في النادي النووي قد يدفع دول الهامش إلى صنع ترسانات نووية جديدة وبالتالي فإن التوقيع على الاتفاق "انفراجة دبلوماسية واضحة".

وأشار مارغيلوف إلى أنه سيكون بالتأكيد هناك الكثير من العمل للسيطرة على الالتزام باتفاق جنيف مضيفا "الآن وبعد أن تم التوقيع على اتفاق جنيف فإن الوقت يبدو مناسبا تماما لأن أكرر موضوع شرق أوسط خال من أسلحة الدمار الشامل".