لافروف: المجموعات المسلحة في سورية تسعى لإستثارة كارثة انسانية لتبرير التدخل الخارجي

اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان هدف المجموعات المسلحة المتطرفة التي تنشط في سورية هو إحداث كارثة انسانية من أجل تبرير مطالبها بالتدخل الخارجي في شؤون البلاد.
وتطرق لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الجزائري مراد مدلسي في موسكو اليوم الثلاثاء الى الوضع في مدينة حمص قائلا انه يجذب "اهتماما خاصا".
وأضاف وزير الخارجية الروسي ان المجموعات المسلحة تخرج الى الشوارع ليلا من أجل قصف نقاط تابعة للجيش ومبان إدارية ومستشفيات ومنشآت أخرى في البنية الاجتماعية للمدينة.
وتابع قائلا: "لا شك في ان هدفهم يكمن في إثارة كارثة انسانية كي تكون لهم ذريعة للمطالبة بالتدخل الخارجي". لافروف يدعو سورية الى استقبال بعثة مراقبي الجامعة العربية.
من جهة أخرى قال لافروف ان موسكو تدعو القيادة السورية يوميا الى التوقيع على البروتوكول الذي اقترحته الجامعة العربية لإرسال بعثة مراقبيها الى سورية، مضيفا: انه إذا كانت دمشق مهتمة بهذا الامر، فان روسيا وشركاءها في مجموعة البريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا) قد يرسلوا مراقبيهم الى سورية لينضموا للبعثة العربية.
وقال لافروف: "ان توصياتنا التي نقلناها الى دمشق ونؤكد عليها يوميا، تكمن في الدعوة الى التوقيع على البروتوكول واستقبال المراقبين في أسرع وقت ممكن".
وتابع قائلا: "لقد قلنا بشكل علني اننا خلال اتصالاتنا مع قيادة الجامعة العربية والحكومة السورية أعربنا عن استعدادنا لإرسال مراقبينا لينضموا الى البعثة، إذا كان هناك اهتمام باقتراحنا"، مضيفا ان هناك احتمالا بإرسال مراقبين من دول أخرى من مجموعة البريكس.
وشدد لافروف على ضرورة تجاوز الأزمة في سورية في إطار جهود جامعة الدول العربية ودون توجيه انذارات. وقال انه ونظيره الجزائري أكدا خلال مباحثاتهما في موسكو على تطابق وجهتي نظر البلدين إزاء الوضع في سورية.
وتابع لافروف قائلا: "نحن نتمسك بمواقفنا التي تكمن في ضرورة احترام سيادة القانون في الشؤون الدولية واحترام حق الشعوب في تحديد مصيرها دون تدخل خارجي".
وحول مباحثاته مع مدلسي قال لافروف: "اننا بحثنا مبادرة الجامعة العربية واننا نؤيدها. ونحن واثقون من انه لا يجوز تحويلها الى انذار. ان مواقف روسيا والجزائر تتطابق في هذا الموضوع".
أكد لافروف ان روسيا تعارض فرض عقوبات على سورية. وجاء تصريح لافروف تعليقا على مطالبة الدول الغربية روسيا والصين بتأييد مشروع قرارها بشأن سورية في مجلس الامن الدولي. واشار وزير الخارجية الروسي الى ان العقوبات آلية غير فعالة الا في حالات نادرة للغاية. وتابع قائلا: "اننا غير مستعدين للجوء اليها (العقوبات) الا عند الحاجة القصوى".
ووصف لافروف اتهام روسيا بانها تشل عمل مجلس الامن بشأن سورية، بانه "غير أخلاقي".
وأعاد لافروف الى الأذهان ان مشروع القرار الدولي الذي قدمته روسيا والصين الى مجلس الامن الدولي مازال على طاولة المفاوضات. وتابع قائلا انه إذا كان الذين يرفضون الضغط على الجناح المتطرف المسلح في المعارضة السورية، يتهمون روسيا بعرقلة عمل مجلس الامن، فان هذا الموقف يمكن وصفه بانه "غير أخلاقي".
وأضاف ان روسيا تؤيد اتخاذ اجراءات حاسمة بشأن سورية، ولكن من أجل البحث عن سبل للسلام وليس من أجل زيادة الضغط الأحادي الجانب.
وتابع قائلا: "ان شركاءنا في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يبدون تصميما عندما يفرضون عقوبات جديدة ضد سورية، بما فيها عقوبات اقتصادية تؤثر سلبا في وضع السكان. لكنني اظن ان هذا التصميم غير مفيد".
اما روسيا فذكر لافروف انها أيضا تبدي تصميما خلال اتصالاتها اليومية مع الحكومة السورية وقيادة النظام السوري من جهة، وخلال اتصالاتها الدورية مع المعارضة السورية ، من جهة أخرى. وقال: "اننا نحث على بدء الحوار على أساس مبادرة الجامعة العربية ونحث دمشق على الموافقة على استقبال المراقبين في أسرع وقت ممكن".
وشدد لافروف على ان الجانب الروسي يدين العنف مهما كان مصدره. لكن المشكلة تبدأ عندما لا يريد شركاء روسيا إدانة العنف الذي تلجأ اليه المجموعات المسلحة المتطرفة التي تصعد نشاطها ضد السلطات السورية.
شام نيوز - وكالات