لافروف: موسكو مرتاحة للتقدم الحاصل على المسارين السوري والإيراني

عبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن ارتياح بلاده للتقدم الحاصل على المسارين السوري والإيراني مشيدا بسير عملية إتلاف الأسلحة الكيميائية في سورية.
وقال لافروف في كلمة له اليوم أمام نواب مجلس الاتحاد الروسي نقلها موقع روسيا اليوم إن "عملية إتلاف الأسلحة الكيميائية تجري وفق الجدول المحدد" مبينا " أن المرحلة الأولى من العملية أنجزت بنجاح والآن تبدأ المرحلة الثانية التي تتطلب حل مهمات أكثر صعوبة وتوحيد جهود العديد من الدول" لافتا إلى أن ذلك سيصبح "خطوة مهمة في عدم انتشار أسلحة الدمار الشامل".
وأكد لافروف أن موقف بلاده الثابت ساهم في التوصل إلى القرارات وإطلاق العمل الفعلي على وضع الأسلحة الكيميائية تحت الرقابة الدولية بهدف إتلافها لاحقا مشيرا إلى أن روسيا بالموازاة مع مساهمتها في إتلاف الأسلحة الكيميائية السورية كانت منذ البداية تصر على ضرورة حل الأزمة سياسيا عبر الحوار بين السوريين واحترام سيادة هذه البلاد ووحدة أراضيها.
وأوضح لافروف أن روسيا تعمل من أجل عقد المؤتمر الدولي حول سورية جنيف2 و "إذا تمكنت المعارضة السورية من توحيد صفوفها فذلك سيساهم في إنجاح هذه الجهود".
من جهة ثانية أكد وزير الخارجية الروسي تمسك بلاده بتنفيذ جميع العقود الموقعة مع سورية في مجالي الاقتصاد والتعاون العسكري/التقني.
وقال "إن جميع العقود التي تم توقيعها بين روسيا وسورية بما فيها العقود في مجال التعاون العسكري/التقني سارية ويجري تنفيذها" مضيفا أن "الأوضاع الميدانية في مناطق سورية تؤثر على تنفيذ بعض العقود في المجال الاقتصادي حيث يجري تنفيذ العقود الاقتصادية في الأماكن حيث يسمح الوضع بذلك".
وحول برنامج إيران النووي قال لافروف إن "روسيا ستواصل البحث عن حل أوسع للقضية النووية الإيرانية بالتعاون مع شركائها يقبله الجميع ويضمن حق إيران في تطوير قطاع الطاقة النووي للأغراض السلمية تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالموازاة مع ضمان أمن جميع دول المنطقة بما فيها إسرائيل".
وبين وزير الخارجية الروسي أن "مبادرات روسيا بشأن تسوية الوضع حول البرنامج النووي الإيراني على أساس مبدأ التحرك على مراحل والمبادلة بالمثل حازت تأييدا واسعا ولعب هذا المبدأ دورا مهما في ضمان نجاح المفاوضات التي جرت في جنيف نهاية تشرين الثاني الماضي وانتهت بالتوصل إلى اتفاق متوازن أصبح خطوة مهمة لكنه كان خطوة أولى فقط لحل إحدى العقد الأكثر صعوبة في السياسة العالمية".
وفي تصريحات للصحفيين عقب اجتماع مجلس الاتحاد الروسي قال لافروف "إن روسيا تشعر بالقلق إزاء تفاقم "الإرهاب الدولي" في سورية وازدياد تأثير الجماعات الإرهابية على الوضع هناك" مشيرا على وجه الخصوص إلى المجازر التي ارتكبتها المجموعات الإرهابية المسلحة بحق المدنيين في عدرا بريف دمشق وقال بهذا الصدد "إن موضوع مكافحة الخطر الإرهابي في سورية والشرق الأوسط برمته من المسائل الأساسية التي سيبحثها مؤتمر جنيف 2 الذي نأمل أن يعقد في مدينة مونترو يوم 22 كانون الثاني القادم".
وأوضح لافروف أن "الإرهابيين يحاولون الظهور باستمرار بمظاهر مختلفة فهم يسمون أنفسهم "الجبهة الإسلامية" وكأن لا علاقة لهم ظاهريا بتنظيم القاعدة ولكن الواقع يشير إلى نحو مختلف حيث أن أولئك الذين يتمسكون بالأفكار "الجهادية" لا يقبلون بوجود مجموعات سكانية متعددة الطوائف في سورية وهم يمثلون التهديد الرئيسي لهذا الوضع ليس فقط في سورية بل في جميع بلدان الشرق الأوسط أيضا".
وأعلن لافروف أنه ينبغي على الحكومة السورية و"المعارضة" أن تتحدان في محاربة الإرهاب وقال "إن أدراك هذه المهمة الرئيسية أصبح يتبلور لدى الشركاء الغربيين" مشيرا إلى أن النضال ضد الإرهاب يجب أن يصبح أحد أهم المواضيع الرئيسية في المؤتمر الدولي لحل الأزمة في سورية.
وكان وزير الخارجية الروسي تطرق خلال جلسة مجلس الاتحاد الروسي لعدد من القضايا والمسائل الدولية حيث أعرب عن استغرابه من محاولات الغرب الرامية إلى الضغط على أوكرانيا بعد توصل الأخيرة إلى اتفاق مع موسكو مشيرا إلى وجود تناقض بين هذه المحاولات ومطالبات الغرب بأن تختار كييف بـ "حرية" طريق التكامل مع أوروبا.
وأعرب وزير الخارجية الروسي عن أمله في أن تتمكن أوكرانيا من تجاوز المشاكل المتراكمة في إطار الدستور والقانون وأن تتخذ قرارا خاصا بها.
من جهة أخرى أكد لافروف أن روسيا ليست مستعدة بعد لإلغاء تأشيرات الدخول لمواطني جورجيا على الرغم من أن الأخيرة كانت قد ألغت من جانبها التأشيرات لدخول المواطنين الروس إلى أراضيها أثناء حكم الرئيس السابق ميخائيل سآكاشفيلي.
وحول العلاقات الروسية الأمريكية أشار لافروف إلى وجود عدة عوامل توتر هذه العلاقات منها خطط واشنطن لنشر عناصر من الدرع الصاروخية في أوروبا.
واعتبر لافروف أن تسوية الملف النووي الإيراني يجب أن تؤدي إلى إعادة النظر في مشروع الدرع الصاروخية الأوروبية.
وقال لافروف "إن روسيا مهتمة بان يقدم كل أعضاء المجتمع الدولي مساعدات لأفغانستان في كل المجالات حيث يواجه هذا البلد تهديدات كبيرة على رأسها تهريب المخدرات".
وشدد لافروف على ضرورة تعاون الناتو مع منظمة معاهدة الأمن الجماعي في مكافحة تهريب المخدرات ولاحظ أن الحلف الأطلسي يمتنع عن هذا التعاون من اعتبارات ايديولوجية مع أن نصف أعضائه يشاركون بصفة مراقبين في العملية الدولية لمكافحة تهريب المخدرات.
وأكد لافروف أن مسألة الوجود الدولي الجديد في هذا البلد تناقش حاليا على شكلين حيث ستقوم وحدات الناتو بتدريب القوات الأفغانية فيما ستنفذ الوحدات الأمريكية مهام مكافحة الإرهاب ومن أجل هذه الأهداف تنوي الولايات المتحدة إقامة 9 قواعد عسكرية على أراضي أفغانستان بعد سحب القوات الائتلافية عام 2014.
وأشار لافروف إلى أن الاتفاقية بهذا الصدد لم توقع بعد فالجانب الأفغاني يصر على ضمان حقوقه السيادية.