لافروف يرحب بقرار كي مون بدعوة إيران لحضور المؤتمر

رحب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بقرار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون توجيه دعوة رسمية لإيران من أجل حضور المؤتمر الدولي حول سورية "جنيف2" مشدداً على أن مشاركة طهران "مهمة لحل الأزمة في سورية" باعتبارها قضية تؤثر على الاستقرار في المنطقة برمتها.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره النرويجي بورغ برانداه في موسكو اليوم.. "أؤيد موقف الأمين العام للأمم المتحدة الذي وجه الدعوات إلى جميع تلك الدول بما فيها إيران" للمشاركة في المؤتمر.
واعتبر لافروف أن رفض بعض الأطراف مشاركة إيران في المؤتمر "يدل على عدم اهتمامها بالتسوية العادلة للأزمة" كما أن استبعاد أي من الأطراف التي ستؤثر على تسوية الأزمة في سورية "أمر يفتقر إلى المسؤولية".
وأضاف.. "الآن تضم قائمة المدعوين نحو 40 دولة بما فيها أستراليا والمكسيك وكوريا الجنوبية والبرازيل والهند وإندونيسيا وإذا غابت إيران عن تلك القائمة فإن ذلك "سيشوه فكرة المؤتمر وسيكون شبيها بالإبتذال".
ودعا لافروف المعارضين لمشاركة إيران في المؤتمر إلى الاعتبار من موقف الحكومة السورية المنفتح وقال إن "من بين الدول التي دعيت إلى المؤتمر أيضاً أطرافاً تمول "المقاتلين المعارضين" في سورية بشكل مباشر بمن فيهم المتطرفون لكن الحكومة السورية وافقت على الجلوس إلى طاولة التفاوض مع تلك الأطراف".
وأعرب لافروف عن دهشته من موقف "ائتلاف الدوحة" الذي تراجع عن قراره المشاركة بالمؤتمر مصراً على ما سماه "سحب الدعوة من إيران أولاً" واصفاً هذا التراجع بـ "المشاكسة" والتي تندرج في إطار المواقف المعروفة للائتلاف الذي "طرح منذ البداية شروطاً مختلفة متعددة".
وأشار الوزير الروسي إلى أنه التقى مراراً مسؤولين في الائتلاف ويرى أنهم يريدون تسوية للأزمة لكنه لفت إلى أنه" لا يجوز نسيان أن "الائتلاف" شكل من قبل ممولين خارجيين".
وتابع قائلاً.."إننا لسنا ضد مشاركة الائتلاف في جنيف2 بل رحبنا بقراره إرسال وفده الى المؤتمر بمونترو لكن علينا أن ندرك مواقف الأطراف بشكل عام وإذا كان أحد يشكك في ضرورة دعوة جميع اللاعبين المؤثرين لحضور جنيف2 فإنه غير مهتم بتسوية سلمية للأزمة في سورية عبر المفاوضات".
وكان هذا /الائتلاف/ تلقى الضوء الاخضر من راعيته الاصلية الولايات المتحدة قبل ان يعلن اعضاؤه موافقتهم على المشاركة في مؤتمر جنيف 2.
وشدد الوزير الروسي على أن اجتماع مونترو سيكون افتتاحا للمؤتمر وعبارة عن مناقشة رمزية يقدم كل من المشاركين فيها موقفه من سبل حل الأزمة في سورية مؤكداً أن المفاوضات المباشرة تبدأ لاحقا.
ورداً على سؤال عما إذا كان مشروع الترتيبات الأمنية الذي سلمه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم للجانب الروسي خلال زيارته لموسكو الأسبوع الماضي تضمن بندا ينص على نشر قوات أجنبية في حلب قال لافروف.."لم تقدم مثل هذه المقترحات لا من الجانب السوري ولا من شركائنا الأمريكيين".
واعتبر الوزير لافروف هذه المعلومات اشاعة جديدة قائلا.."هناك عدد غير قليل من الراغبين في استغلال أي ذريعة لإيصال أجهزة عسكرية دولية أو قوات حفظ سلام الى سورية".
وأعاد لافروف الى الأذهان أن "هذه الأطراف سبق أن حاولت تحقيق هذا الهدف عبر استغلال أزمة الأسلحة الكيميائية بسورية التي تمت إثارتها بشكل مصطنع وتحميل الحكومة مسؤولية استفزازات ارتكبها معارضون مسلحون".
وتابع لافروف ..أما الآن فيحاولون استغلال الأزمة الإنسانية لدفع أفكار الممرات الإنسانية ومناطق الحظر الجوي قدما الى الأمام.. كما ظهرت على ما يبدو أفكار تتعلق بعملية لحفظ السلام.
وأوضح لافروف أن فكرة المقترحات المتعلقة بحلب تكمن في اتفاق الحكومة والمعارضة على فتح ممرات معينة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى حلب دون أن تتعرض حياة عمال وكالات الإغاثة للخطر خلال عمليات نقل المساعدات.
وبشأن عمليات التخلص من المواد الكيميائية في سورية أكد وزير الخارجية الروسي ان موسكو ستعمل على تنفيذ جميع مراحل العملية بطريقة أكثر أمنا وسرعة.
وشدد على أن روسيا والنرويج تساهمان على حد سواء في عملية نقل المواد الكيميائية من سورية معربا عن ارتياحه لسير هذه العملية.
بدوره أشار وزير الخارجية النرويجي الى أن تنفيذ خطة إتلاف الأسلحة الكيميائية يجري في ظروف صعبة للغاية وعلى خلفية استمرار العمليات القتالية.
وقال إنه رغم ذلك فقد تم شحن أول دفعة من المواد السامة الى سفينة دانماركية تتوجه حاليا الى المكان الذي سيجري فيه إتلاف هذه المواد على متن سفينة أمريكية مزودة بأجهزة خاصة.
وفي الوقت نفسه لفت برانداه إلى أن القضية الأكثر أهمية في الوقت الراهن تكمن في تحقيق حل سياسي للأزمة في سورية وتخفيف المعاناة الانسانية للكثير من السوريين.