لافروف يطرح فكرة اعلان هدنة في سورية لمساعدة مهمة الابراهيمي

طرح سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي فكرة اعلان هدنة في سورية تحت مسؤولية اللاعبين الخارجيين، لان دون ذلك فان مهمة المبعوث الجديد الاخضر الابراهيمي لن تأتي بنتائج.
وقال لافروف في مقابلة مع قناة " سكاي نيوز" التي تم عرضها يوم 18 آب ان "الحوار السياسي لن يبدأ.. وهذه الجهود لن تأتي بنتائج نهائية ما لم يتم وقف العنف.. وهذا أمر لا يتعلق بالابراهيمي.. ولا يتعلق بالمراقبين الذين تابعوا كيف يتم تنفيذ الهدنة المعلنة في ابريل".
واستطرد قائلا "الآن نحن نعرض مرة اخرى اعلان هدنة، لكن تحت مسؤولية اللاعبين الخارجيين، الذين يملكون تأثيرا على الحكومة وعلى المجموعات المسلحة من المعارضة"، مضيفا "لذلك فان اردنا نحن جميعا نجاح العملية السياسية، فعلينا بشكل جماعي الضغط على جميع المجموعات المعارضة وارغامها على وقف اطلاق النار واقناعها بالتبليغ عن اسماء مفاوضيهم وارسالهم الى مكان مناسب للجميع والذي سيتم التوافق عليه وبدء الحوار".
وفيما يخص الابراهيمي، اشار لافروف الى ان بعثته ستكون أصغر من بعثة المراقبين الدوليين، قائلا "ستتألف من بضعة عشرات الاشخاص وتتضمن عناصر قليلة من المراقبين العسكريين وعناصر سياسية وعناصر ستساعد في تطبيق المشاريع الانسانية من ايصال المساعدة والخ.. وفي حال نظرنا الى حجم هذه المجموعة والوضع في البلاد، حيث تستمر العمليات القتالية فانا استبعد بان يتمكن ممثليها من مغادرة دمشق الى مدن اخرى".
وتابع " انطلاقا من هذه الظروف في هذه المرحلة فان جل انتباههم سيركزوه على العملية السياسية وانشاء اتصالات تساعد بدء الحوار السياسي".
كما
أكد سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي رفض روسيا فرض حظر جوي على سورية مشددا على أن ذلك يشكل انتهاكا للسيادة السورية وميثاق الأمم المتحدة.
وقال لافروف: "لقد سمعت ما ذكره ممثلو القيادا ت العسكرية الأمريكية عن فرض حظر جوي على أراض سورية وهي ليست المرة الأولى التي يطرحون فيها مثل هذا الأمر والذي إن حصل فسيكون انتهاكا للسيادة وكذلك لميثاق الأمم المتحدة".
وأضاف لافروف.. "إذا كان الهدف من ذلك الأمر الاهتمام بمصير اللاجئين والنازحين فنحن أيضا نرغب في تسهيل أمورهم ومن الضروري الاتفاق حول هذا الشأن وفق آليات شتى" لافتا إلى أن فاليري اموس مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية زارت دمشق وعددا من المناطق السورية وإلى أن هناك موافقة من الحكومة السورية لحل مشاكل اللاجئين والنازحين "أما إذا حاولوا إنشاء مناطق امنة ومناطق حظر جوي لأهداف عسكرية فهذا أمر غير مقبول" .
وتعليقا على احتمال الالتفاف خارج إطار مجلس الأمن فيما يخص الشأن السوري قال لافروف:"أمريكا أعلنت بالفعل أنها ستتحرك خارج إطار مجلس الأمن الدولي وهو موقف غير مفهوم لنا لأنها أعلنته بعد أيام قليلة من اجتماع جنيف الذي نتج عنه تشكيل لجنة عمل أصدرت بيانا فصل خطة عنان بنقاطها الست وأقر هذا البيان وعندما بدأنا النقاش حوله في مجلس الأمن كنا مستعدين لإقراره حرفيا دون إضافة تعديلات لكن اتضح أن شركاءنا لم يكونوا جاهزين لذلك وحاولوا تفسير البيان وكأنه يحتوي على تفويض بإسقاط النظام بل حتى استبعاده عن المفاوضات وهذا ما لم يتضمنه البيان إطلاقا الذي أقر بلغة إنكليزية واضحة وبسيطة ضرورة وقف العنف من جميع الأطراف وأن تقدم الحكومة والمعارضة أسماء المفاوضين الذين من المفترض أن يجتمعوا للتوصل بالإجماع إلى تكوين هيئة انتقالية تضم ممثلي الحكومة والمعارضة على أساس توافق السوريين أنفسهم".
وقال لافروف: "ما نسمعه من واشنطن وبعض العواصم الأخرى حول موت بيان جنيف أمر غير مسؤول فهو أهم اجتماع تم التوصل إليه حول سورية بمشاركة الدول الغربية والولايات المتحدة والأوربيين وروسيا والصين والدول العربية الرائدة وتركيا والقول الان بموت البيان يعني أن هناك من يبحث عن أي ذريعة للإعلان عن عدم وجود أفق للتسوية بالوسائل السلمية واللجوء إلى عمل عسكري ما وهو ما يقلقنا جدا لأنه طريق لكارثة كبيرة في المنطقة".
وبشأن اجتماع مجموعة العمل حول سورية في مجلس الأمن الدولي على مستوى المندوبين الدائمين الذي دعت إليه روسيا قال لافروف : "كنا نريد بالفعل عقد اجتماع في نيويورك للمندوبين الدائمين لجميع الدول التي حضرت اجتماع جنيف إضافة إلى السعودية وإيران لكي نقول إن المفاوضات التي عقدناها في جنيف كانت نزيهة وبناءة وانتهينا بالإجماع إلى موقف لا يزال يحتفظ بمفعوله وإننا مستعدون لتطبيقه على الأرض وقد طرحت ممثلة الخارجية الأمريكية سؤالا عن موضوع الاجتماع قائلة "إن بلادها لا تفهم ما يجري الحديث عنه "وأقول إن الجميع يفهم كل شيء ولا داعي لأن يتظاهر المسؤولون الأمريكيون بأنهم غير محنكين خلافا للواقع على الأقل أعطينا ودون مواربة جوابا لمن سأل عن الاجتماع أما إذا كان البعض يحاول التملص من هذا الأمر فهذا يعني إما أنهم كانوا غير مخلصين في جنيف أو أنهم غيروا رأيهم الان ويجب أن يتحدثوا عن ذلك بصراحة".
وأكد لافروف تمسك روسيا بخط واضح لحل جميع الأزمات يتمثل في ضرورة التوصل إلى مواقف جماعية يتم تنفيذها بالإجماع وهو ما حدث في مجلس الأمن عند إقرار خطة عنان حيث التزمت روسيا كلاعب خارجي "بالضغط على كافة الأطراف السورية لتنفيذ هذه الخطة".
وقال لافروف.."هدفنا ليس موجها لاختراع مبادرات تثير ضجة كإنشاء منطقة حظر جوي أو مناطق امنة ولا نسعى لإرضاء الرأي العام الداخلي بل هدفنا إدراك جوهر النزاع وهو ما نفعله على أساس توافقي وجماعي كما في اتفاق جنيف الذي تتلخص مبادرتنا اليوم في تطبيقه".
واستغرب لافروف أن إحدى أهم النقاط في بيان جنيف تتحدث عن ضرورة وقف العنف من جميع الأطراف في حين يتملص الغرب من هذا الاتفاق ويخرق الالتزامات التي قطعها على نفسه ويطالب بوقف الأعمال العسكرية من جانب واحد هو الحكومة السورية التي يريدها أن تسحب الياتها العسكرية من المدن السورية وفقط بعد ذلك سيكون مستعدا لأن يطلب من المعارضة وقف أعمالها العسكرية.
وأوضح لافروف أنه لو سحبت الحكومة السورية الاليات العسكرية من المدن فإن المعارضة لن تلقي السلاح بل ستستولي على هذه المدن وتخضعها لسيطرتها كما وقع في الخريف إبان محاولة تنفيذ الخطة العربية وهذا "الأمر غير واقعي إطلاقا سواء من وجهة نظر سياسية أو عسكرية وعندما يتحدثون عن ضرورة نزع السلاح من جانب واحد فإن الهدف لا يتعلق بتهدئة الوضع أو إنقاذ أرواح المدنيين بل تغيير النظام خرقا لمبادئء ميثاق الأمم المتحدة".
وشدد لافروف على أنه لابد من الجلوس إلى طاولة المفاوضات لحل الأزمة في سورية وأن يتفق السوريون أنفسهم بشأن مستقبلهم لافتا إلى أن دور الدول الخارجية واضح في "الدعوة المباشرة إلى تسليح المعارضة وحثها على رفض المفاوضات مع النظام وأن تستمر بالصراع المسلح وكل هذه الدعوات تصب الزيت على النار وتتعارض مع القرارات ذات الصلة في مجلس الأمن وخطة كوفي عنان وبيان جنيف".
ونبه لافروف إلى أن المرحلة الراهنة من الأزمة في سورية مختلفة تماما حيث هناك مواجهة مسلحة بين الحكومة وما يسمى "الجيش السوري الحر الذي أعلنت فصائل منه مؤخرا الالتحاق بمقاتلي القاعدة في سورية وتلك إشارة خطرة جدا سبق أن حذرنا منها لكن شركاءنا في الغرب يفضلون تجاهل تحذيرنا تماما مثل بعض دول المنطقة التي تريد تغيير النظام".
وقال لافروف: "نقترح إعلان وقف مماثل لإطلاق النار تحت مسوءولية اللاعبين الخارجيين الذين يتمتعون بنفوذ على الحكومة وفصائل المعارضة المسلحة وإذا أردنا نجاحا في المسار السياسي فمن الضروري أن نضغط بصورة جماعية على كافة المجموعات المعارضة المسلحة وإجبارها على وقف اطلاق النار وإقناعها بسرعة بتعيين أسماء المفاوضين عنها وإرسالهم إلى مكان يتفق عليه الجميع وبدء التوافق حول هيئة انتقالية وتحديد مصير القوانين الرئيسية بما في ذلك الدستور وبالطبع الإعداد للانتخابات.. والشعب من يقرر مصير القيادة".
وأكد لافروف ضرورة ان يقرر الشعب السوري مصيره بنفسه وأن دور اللاعبين الخارجيين يجب أن يقتصر على مساعدة السوريين على الجلوس الى طاولة الحوار .
وبالحديث عن مهمة الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي الجديد إلى سورية قال لافروف: "إن قوام مهمته سيكون أقل من مهمة المراقبين وعددهم بضعة عشرات وهناك تخطيط لتقسيمهم إلى مراقبين عسكريين وآخرين سياسيين وقسم ثالث يساعد في تطبيق المشاريع الإنسانية وإيصال المساعدات معربا عن اعتقاده بأن المهمة ستركز" على الإجراءات السياسية والاتصالات التي تسمح ببدء حوار سياسي وهو أمر مرهون نجاحه بتوقف العنف وليس على شخص الأخضر الإبراهيمي رغم خبرته وحنكته ".
وأكد لافروف ضرورة "الاعتراف بواقع يقول إن إطلاق النار يتم من جانب المعارضة أيضا وليس من الجانب الحكومي وحده وأن هناك ضحايا يسقطون بنيران المعارضة وقد أعلنت منظمات دولية إنسانية مؤخرا أن المعارضة المسلحة ترتكب جرائم ضد الإنسانية"
بدورها أعربت الصين عن أملها أن يواصل الإبراهيمي حل الأزمة في سورية بالطرق السياسية بتنفيذ خطة سلفه كوفي عنان وتوصيات اجتماع جنيف للدفع نحو حل سلمي وعادل ومناسب لهذه الأزمة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشين قانغ أمس "إن الصين ترحب بتعيين وزير الخارجية الجزائري الأسبق الإبراهيمي خلفا لكوفى عنان وتأمل أن يواصل حل الازمة في سورية عن طريق سياسي وتحث جميع الاطراف المعنية على وقف العنف بأسرع وقت ممكن وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ومقترحات عنان السداسية النقاط وتوصيات اجتماع جنيف".
ونقلت وكالة الأنباء الصينية شينخوا عن تشين قوله في رده على سؤال صحفي" إن الصين ستؤيد وتتعاون بشكل نشيط مع جهود الإبراهيمي للوساطة السياسية في هذا الصدد"لافتا إلى أن الإبراهيمي دبلوماسي محنك ومرشح مناسب لتولي المنصب".
وكان أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون أعلن أمس الأول تعيين الأخضر الإبراهيمي موفدا خاصا للأمم المتحدة في سورية.