لافروف يلتقي كيري بجنيف ويدعو لحماية المسيحيين في الشرق

ارشيف

بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره الأميركي جون كيري مكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي إضافة إلى تسوية الأزمة الأوكرانية والملف النووي الإيراني.

وأشار بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية إلى أن لافروف أكد خلال اللقاء عدم وجود آفاق لحل الأزمة السورية بالقوة، منوها بأهمية تهيئة الظروف لإطلاق حوار سياسي شامل بين الحكومة والمعارضة في سوريا، مع أخذ خبرة اللقاء التشاوري في موسكو في كانون الثاني الماضي بالاعتبار. كما أكد الوزير الروسي ضرورة تنسيق الجهود بين التحالف الدولي المضاد لتنظيم "داعش" الإرهابي والقوات السورية التي تكافح الإرهابيين على الأرض.

وشدد الوزيران على ضرورة تنفيذ بنود اتفاقات مينسك التي تم التوصل إليها في 12 شباط بمساعدة زعماء "رباعية النورماندي". وذكّر لافروف بالتزام كييف بإجراء إصلاح دستوري ومنح منطقة دونباس وضعا خاصا. كما بحث الوزيران تحريك عملية السلام في الشرق الأوسط وآفاق التوصل إلى اتفاق شامل نهائي بشأن البرنامج النووي الإيراني.

من جهة أخرى عقد وزير الخارجية الروسي مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف على هامش اجتماع المجلس الأممي لحقوق الإنسان حول وضع وآفاق المفاوضات النووية بين إيران والسداسية، وكذلك التعاون الثنائي.

بينما اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف جرائم تنظيم "الدولة الإسلامية" بحق المسيحيين في الشرق الأوسط من مظاهر الإبادة.

وقال وزير الخارجية الروسي إن مختلف الطوائف في سوريا كانت في السابق تتعايش في سلام واحترام متبادل، لكن هذا النظام الفريد للتعايش السلمي يتدهور نتيجة انتشار القوى المتطرفة التي يتم استغلالها من أجل إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد.

وأشار إلى تنامي الجماعات الإرهابية في مناطق واسعة في سوريا والعراق والتي أعلنت عن تأسيس ما يسمى بـ "الخلافة"، مضيفا أن ذلك كان يرافقه تدمير العشرات من الكنائس وهروب الكثير من المسيحيين.

وأكد لافروف أن الجهاديين يرتكبون جرائم بشعة في الأراضي التي يسيطرون عليها، بما في ذلك قتل مسيحيين وقساوسة وبيعهم ونهبهم وطردهم من أراضيهم واختطافهم، مشيرا إلى حادث اختطاف مجموعة كبيرة من المسيحيين في شمال شرق سوريا منذ أسبوع وكذلك ذبح 21 قبطيا في ليبيا.

وقال الوزير الروسي إنه يرى في مثل هذه الجرائم مظاهر إبادة، كما تنص عليه معاهدة عام 1948.

وأضاف أن خروج المسيحيين من الشرق الأوسط عملية ستكون لها انعكاسات سلبية جدا فيما يتعلق بالتراث التاريخي والثقافي للمنطقة والذي يحمل أهمية كبيرة للعالم بأكمله.

ودعا لافروف إلى توحيد الجهود لمكافحة التطرف والإرهاب في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مشيرا إلى أهمية الخطوات التي وردت في قراري مجلس الأمن الدولي رقم 2170 و2199.

وأكد أن الأمر الحاسم في هذا المجال سيتمثل في القدرة المشتركة للدول على قطع قنوات دعم "داعش" و"جبهة النصرة" وغيرهما من المنظمات الإرهابية باستخدام آليات لمجلس الأمن الدولي.

وقال إن روسيا تدعم مبادرات رجال دين مسيحيين وإسلاميين في المنطقة تهدف إلى التصدي لمحاولات مختلف المتطرفين الخاصة بتشويه المبادئ الأخلاقية السامية للأديان العالمية، مؤكدا ضرورة الحيلولة دون نجاح الجهاديين في غسل أدمغة الشباب وتجنيدهم إلى صفوف الإرهابيين.

كما أكد لافروف أن الأحداث المأساوية في المنطقة أكدت ضرورة التخلي عن التدخل في شؤون الدول الداخلية وجعل شعوبها رهائن طموحات جيوسياسية.