للمرة الأولى.. سحب جائزة زايد للكتاب من ناقد جزائري

سحبت جائزة الشيخ زايد للكتاب، لقب الجائزة من كتاب "مدخل في نظرية النقد الثقافي المقارن"، الذي حصل عليه في فرع الآداب في الدورة الرابعة، لكاتبه الأستاذ الجزائري الدكتور حفناوي بعلي.
وأوضحت الجائزة في بيان، اليوم، أنه "ورد للجائزة العديد من الملاحظات من قراء ومتابعين لها تشير إلى مآخذ منهجية اشتمل عليها الكتاب، فيما باشرت الجائزة باعتماد سلسلة من الإجراءات للتحري في أمر الشواهد والاقتباسات التي بني عليها المؤلف كتابه، وعلى مدى امتثالها للأعراف العلمية السائدة من خلال لجنة خبراء متخصصين".
وأضاف البيان "أنه تبّين للجائزة بعد كل التحريات، أن كتاب مدخل في نظرية النقد الثقافي المقارن(الدار العربية للعلوم ناشرون - منشورات الاختلاف-الطبعة الأولي 2007)، رغم طرافة موضوعه وغزارة المادة النقدية التي تضمنها، إلا أنه قد ساده منهج في عرض مادة النقد الثقافي تجاوز حدود الاستشهاد والاقتباس وتحول في سياقات عديدة إلى الاستحواذ على جهد الآخرين مضمونا ونصاً".
وأشار البيان إلى أنه "بناءً على ذلك وحرصاً على الأهداف التي من أجلها أنشئت جائزة الشيخ زايد للكتاب، والتي تمنح للمبدعين من المفكرين والناشرين والشباب عن مساهماتهم في مجالات التأليف والترجمة في العلوم الإنسانية ذات الأثر الواضح في إثراء الحياة الثقافية والأدبية، والاجتماعية وفق معايير علمية وموضوعية والالتزام بحقوق الملكية الفكرية كما ينص على ذلك نظامها الأساسي، فقد تقرر سحب لقب الجائزة من الكتاب المذكور".
وكان الناقد المصري المقيم في المملكة العربية السعودية عبدالله السمطي، أول من فجّر القضية، عندما أشار في مقال له نشر على الموقع الالكتروني، «دار السمطي» بتاريخ 26 سبتمبر الماضي، بعنوان «سرقات أدبية في غفلة من أكبر جائزة عربية للكتاب»، إلى «اقتباس الدكتور حفناوي بعلي في كتابه الفائز بالجائزة، من كتاب الدكتور عبدالله الغذامي «النقد الثقافي» نحو 30 اقتباساً، أشار إلى خمسة منها، ولم يشر إلى الـ25 اقتباساً الأخرى والتي نسبها إلى نفسه، وهو في هذه الاقتباسات سطا على جهد غيره، وفاز بجائزة لا يستحقها». وكان السمطي قد أشار إلى أخطاء منهجية عدة في الكتاب، حين يغير في بعض الكلمات والمفاهيم والمصطلحات، وحين يتنقل من فقرة إلى أخرى في صفحات كتاب الغذامي غير آبه بأسلوب الكتابة النقدية، ولا بترتيب السياقات النقدية، كما أنه يستعير عناوين الغذامي نفسها، وأسلوبه، وينقل عنه ما ترجمه من كتب أو اصطلاحات استخدمها الغذامي في كتابه. وتناقلت صحف عربية عدة القضية، ومن بينها صحيفة «الفجر» الجزائرية. وكان بعلي قد أدلى في وقت سابق بتصريح لـ«الجزائر نيوز»، عاداً كلام السمطي لا يرقى لأن يرد عليه، لأنه نشر في موقع إلكتروني، ولم يصدر عن مؤسسة رسمية أو مطبوعة مسؤولة، وأكد بالمقابل أن الأمر ليس أكثر من «غيرة وحسد بعض المغرضين» الذين لم يهضموا فوزه بتلك الجائزة المرموقة، وأن النتائج جاءت نتيجة لـ20 تقرير محكم لأكاديميين مرموقين، وأن الغذامي نفسه كان ضمن لجنة التحكيم التي منحته الجائزة، وهو نفسه الذي سأله بعض «المغرضين» عن الأمر وأكد بالقول -قبل أشهر من الآن - إنه أخذ من المصدر الذي أخذت منه. وأضاف بعلي أن «لغة النقد تعتمد على مصطلحات دقيقة مشتركة وهو الذي يعتقده القارئ غير المتخصص سرقة وهو عكس ذلك، فالمصادر هي أسبق من كتاب «النقد الثقافي» للغذامي، وقال إن هذه القضية المفجرة حديثاً ما هي إلا اجترار لكلام قيل قبل أشهر من الآن، عندما فاز بالجائزة، لكنها لم تستند إلى أي دليل علمي. واعتبر أن جائزة الشيخ زايد هي الرابعة في مسيرته العلمية بعد جوائز دولية مرموقة منها «جائزة القدس الدولية».
ومنذ فترة قريبة نشرت صحيفة «عكاظ» السعودية تعليقاً للناقد الغذامي، قال فيه إن «قضية سرقة فقرات من كتابه «النقد الثقافي» من قبل الجزائري حفناوي بعلي، الفائز بجائزة الشيخ زايد للكتاب، أحيلت إلى اللجنة العلمية المكلفة التحقق من السرقة، لن أسبق الأحداث، فالقضية منظورة أمام اللجنة العلمية للجائزة، وأنا أنتظر الرد».
على إثر نشر هذه التصريحات، توالت ردود أفعال عدد من الكتّاب والنقاد العرب، عبروا عنها في مقالات نشرت بوسائل الإعلام المختلفة، من بينهم حليمة المظفر في مقال بعنوان «الغذامي يسرق على عينك يا تاجر»، والناقد التونسي عبد الدائم السلامي في مقال بعنوان «النقد السايب يعلّم السرقة»، والكاتب د.إبراهيم خليل في مقاله «جائزة الشيخ زايد للكتاب»، كذلك ناقش برنامج «المشهد الثقافي» الذي يبث الثلاثاء من كل أسبوع على القناة الثقافية السعودية ويقدمه الناقد محمد بودي، الموضوع، وخلال الحلقة أكد الكاتب والناقد الدكتور حسين المناصرة أنه «بعد كشف هذه السرقات الخطرة، ومنها سرقات من كتب أخرى، فإن هذا الكتاب لا يستحق الجائزة، وأنه بعد قراءة 20 صفحة من الكتاب يمكن الحكم عليه بأنه كتاب ملفق، فالمؤلف لم يكتب شيئاً من عنده، كما أن الفقرات التي اقتبسها دون إشارة إلى مرجعها تعدّ نوعاً من السرقة الأدبية». وأشار المناصرة إلى أن «بعلي يقوم بالسطو على صفحات كثيرة من كتب ومراجع ومصادر عدة، من دون الإشارة إلى ذلك، ما يوقع كتابه في دائرة السرقة، وهو سطو متعمّد». وأوضح الكاتب عبدالله الملحم أن «هذا الكتاب يسيء إلى واحدة من أكبر الجوائز العربية، وهي جائزة الشيخ زايد للكتاب. في زمن انتشرت فيه السرقات الأدبية، والأكاديمية التي نراها في بحوث الماجستير والدكتوراه». وأشار الناقد يوسف وغليسي الحائز جائزة الشيخ زايد للكتاب فرع المؤلف الشاب، إلى أن «مشكلة حفناوي بعلي تتمثل في قيامه بالاقتباس من كتب متنوعة دون الإشارة إليها، وهي طريقة غير علمية وغير منهجية، والاقتباس له شروطه التأليفية والبحثية».
شام نيوز- وام- صحف