لم ينتهِ المشوار يا عروية ....

ساهرة صالح. شام نيوز
ضمن بروتوكولات معينة و أماكن خاصة يحتفل في الأول من أب كل عام بعيد الجيش العربي السوري....
وبما ان للصدف دوماً وقعا ًخاصاً في أنفسنا ..تزامن هذا العام الاحتفال بعيد جيشنا الوطني مع إعلان أول ايام شهر رمضان المبارك بالاضافة لصيام ايام السيدة العذراء..
عيد الجيش في هذه الأوقات جاء على غير حاله خلال السنوات المنصرمة ، وبما أننا في أول أيام رمضان ( أيام الرحمة ) وكما يقال في الشهر الكريم، أبواب السماء مفتوحة و كلّ أمانينا ستتحقق بالخير طبعا ...
وأنا هنا أتوقع ولا أجزم ، بأن أغلبنا وبعد مرور نصف عام تقريبًا على أزمة لم نعرف لها سابقاً في بلدنا . ستكون توجهاتنا متشابهة (هذه المرة على الأقل) بالدعاء الى الله أن يخرج بلدنا من أزمتها أقوى ، و أن يرحم شهداء الوطن أجمعين ،عسكريين و مدنيين، و أن يحمي جيشنا الوطني وينصره على أعداءه في الداخل و الخارج ....
و هنا ربما يسأل سائل عن حكمي المطلق بتوصيفي الأعداء" بالداخليين قبل الخارجيين "؟؟
حكمي هذا لم يستند للروايات الإعلامية السورية ، ولا إلى تحليل السياسيين السوريين المتطرفة و المستفزة في بعض الأحيان وبرأي الكثيرين ، وإنما الى أقوالٍ لصحف أجنبية ( كون مزمار الحي لا يطرب ) و تحديدا منها الاسرائيلية التي قالت في إحدى دراستها :
(( الجيش السوري يجتاز تغييراً جوهرياً كماً وكيفاً بحرب العصابات المسلحة في سوريا ، كما أنه سجّل نقلة كبيرة في القدرات العسكرية ))
و لاننا لا نسمع الا ما نريد سماعه و يطرب أذاننا ، و لأن البعض في الفترة الأخيرة أصبح مغرماً "فجأة" بحب الوطن ،( رغم هروبه من خدمة العلم ومن هذا الوطن )تداعت التصريحات و المواقف و الاتهامات وكلّه بين قوسين تحت عنوان حبّ الوطن ...
و منها مثلاً أن على هذا الجيش توجيه آلته الحربية على إسرائيل وليس على شعبه الأعزل، و هذا كلام حق أريد به باطل، فمن المنطق و المفروض أن مهمة الجيش هي حماية حدود الوطن و الذود عنها ، ضدّ العدو الأول إسرائيل، وليس في الداخل، لكن ولنفهم أكثر منطق الحروب و إطلاق الرصاص والصواريخ علينا مراجعة على سبيل المثال أيضا الحرب الباردة التي لم تنتهي حتى الآن بين روسيا و أمريكا ، و لم تطلق فيها رصاصة واحدة، ولكن تمّ فيها استخدام كلّ الإمكانيات المتاحة لهزم الأخر و السيطرة عليه ...
عدا عن ذلك فإن سوريا قد أطلقت بالفعل الرصاص و الصواريخ على ما يسمى بإسرائيل عبر مساندتها لحزب الله و حماس و الجهاد ... الخ
و بالعودة الى الجيش السوري فالغريب أن السوريين لطالما تباهوا في الخارج و الداخل بهويتهم و بلدهم و اخلاقهم وجيشهم الصامد الى جانب طبعا عراقة تاريخهم
فهل يعقل لهذا الجيش الذي خرج أفراده من كلّ بيت في سوريا أن يتدخل لفرض الأمن في مناطق سوريه صنفت على أنها بؤر توتر، حتى تنهال عليه الإتهامات و يوصف بأشنع الألفاظ و نتناسى شهداءه الذين تجاوز عددهم الألف في خضم هذه الأحداث و نتباكى على من حمل السلاح في وجهه و أطلق النار عليه و كأنه جيش إحتلال ...
و ننثر الورود على سفير أمريكا الذي يحلم بأن يصبح حاكماً علينا يوما ما، ليحلّ مفاصل هذا الجيش كما فعل الحاكم المدني للعراق بول بريمر إبان الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 فأصدر قراراً بحلّ الجيش العراقي ليُعاد تشكيله وتسليحه من جديد بإدارة اميريكية بعد أن كان من أقوى الجيوش العربية و الاكثر عدداً برقم وصل إلى المليون تقريباً ..
أين هو هذا الجيش اليوم ؟؟؟؟؟
وردت معلومات وتصريحات مؤخراً لمسؤوليين عراقيين قبل الاميركيين تؤكد ضعف الجيش العراقي وصعوبه ضبطه للأمن المركزي و الحدود في العراق ، وهذه التصريحات بقدر ما هي صحيحة ، فهي أيضاً تعكس واقع حال ما وصلت إليه القوّة المسلّحة العراقية من تدهور وضعف نزولاً عند رغبة العم سام و حلفائه
فاليوم وان كذّبنا رواية المؤامرات و المخططات التي حيكت ضد سوريا ،
وإن لم نصدق أيضاً وجود ممارسات غريبة لم نعرفها يوماً من قبل ،
ورفضنا لضعف قلوبنا رؤية تشوهات جثامين عناصر من جيشنا الوطني تمت بأيدٍ خفيّه تفتعل أبشع الجرائم بحقّ بشريتنا،
وحتّى لو رفضنا أي طريقة للحوار أو التفاهم ، كلّ حسب مسمياته...
فالواجب ربما في هذه الظروف تحديداً أن نعتقد و نؤمن بأنّ جيشنا السوري هو خط أحمر ، خارج أفكارنا و أهواءنا وعواطفنا و حتى أحقادنا ، و الوطن معزوز بعزته و محميّا بقوّته ، فإذا استُنفذ و خارت قواه ، أصبحنا كمن كشف عنه الغطاء فبصره اليوم حديد ، ليرى حجم الكارثة ، ولات ساعة مندمِ
فالرحـــــــــمة على شهداء الوطن ، والعزة لــــــــــــــسوريا.........