لماذا عيادات الأطباء إذاً ؟

كثرت منذ سنوات ظاهرة مدعي ممارسة طب الأعشاب وكثرت أساليبهم في اصطياد المرضى وإخضاعهم لعلاجات وهمية بالأعشاب ولقاء مبالغ خيالية لا يتوقف استنزافها من قبلهم.
اخر أساليب هؤلاء نشرة دعائية تم توزيعها وعليها عنوان: الطب الأصيل وللأمراض الشائعة والتداوي بالأعشاب الطبيعية المجربة) وبأسفلها عنوان بارز لـ(م. ب) ورقم هاتفه الخليوي وبما يوحي أنه الطبيب المعالج وبجانب العنوان ما يشبه شعاراً مبهماً يتضمن عبارة الأعشاب المعنية.
المنشور يكتفي بتعداد الأمراض التي يستطيع موزع المنشور معالجتها وهي بالمئات وتشمل كافة الاختصاصات وبحيث نعجز عن تصنيف هذه الأمراض, مثل:
خافضة لنسبة السكر في الدم ومنشطة للبنكرياس - مفتتة للحصى ومزيلة للرمال - الصداع - السعال ومقشعة للربو وضيق التنفس - مزيلة للنفخة وطاردة للغازات - مقوية ومنشطة للإسهال - للإمساك المزمن - للروماتيزم والتهاب المفاصل ولتيبس الرقبة وآلام الظهر والعمود الفقري والديسك وحالات الشلل - الكريب والرشح - منحفة ومزيلة للبدانة الزائدة وللتنحيف الموضعي والبطن والأرداف - مزيلة لحب الشباب - للإقلاع عن التدخين.
على هذا النمط تستمر النشرة فتورد مئات الأمراض بحيث لا تبقى شكوى يمكن أن يشتكي منها المرء إلا وسيجد علاجها فوراً لدى موزع النشرة.
لماذا عيادات الأطباء إذن ؟
ونحن نقرأ النشرة وما توحي به من قدرات شاملة على علاج كافة الأمراض بالأعشاب تساءلنا: لماذا وجود كليات الطب والمشافي التعليمية وغرف العمليات ومخابر التحليل وعيادات التصاوير الشعاعية وأطباء التجميل والنوادي الرياضية وعيادات الحمل الاصطناعي مادام لدى صاحب النشرة القدرة على معالجة كل مرض بدون تحاليل ولا اختصاصيين ولا أطباء ولا وجع راس!!
لا حاجة لأطباء الجلدية مثلاً لأن الأعشاب الموجودة تتضمن علاجاً للبهاق والصدفية والحزاز والنمش والهالات السوداء تحت العيون والكلف.. إلخ.
لا حاجة للطب النسائي لأن هناك أعشاباً سحرية لاضطراب الدورة النسائية ومعالجة حالات العقم عند الرجال والنساء..إلخ
باختصار المطلوب بموجب هذه النشرة إغلاق كافة العيادات الطبية والمشافي العامة والخاصة ففي الأعشاب بديل حتى في علاج الشلل والديسك.
شام نيوز - الجماهير