هل تساءلتم يوماً إن كان للحياة قوانين؟ أو لها دليل استخدام؟

لماذا لا يستطيع الجنس البشري العيش بسلام؟

ملفات

الأحد,٢٨ كانون الثاني ٢٠٢٤

نور درويش - شام إف إم

هل تساءلتم يوماً إن كان للحياة قوانين؟ أو لها دليل استخدام؟ حقيقة، في هذا العالم المعقد الذي نعيش فيه، تتجلى تناقضات الحياة وتتعاظم الصراعات والحروب بلا هوادة، أثار هذا الواقع الصعب العديد من التساؤلات العميقة حول طبيعة الإنسان وعجزه عن حياة السلام المطلقة. هل هو جزء لا يتجزأ من وجودنا؟ أم أن هناك جوانب في هذا الأمر يجب أن نستكشفها بحذر وحنكة؟

إن الجنس البشري يتخبط في عوالم تعج بالتنافس والجشع، بحثاً عن السلطة والثروة التي تثير شهوة التسلط والاستغلال. وبفعل فروقاتنا الثقافية والعرقية، نشهد التوتر يتسلل بين الشعوب والثقافات المختلفة، حينها يصبح التعايش المشترك أمراً صعباً وصراعات مستمرة تسببها القامات الرأسمالية، والدين والعقائد يضفي اللون الديني على لوحة التوترات، حيث تتصادم المعتقدات والمبادئ، والإنسان يمارس التمييز والاضطهاد بكل أشكاله، فتضعف روافد السلام وتسيل الحروب.

نتحدث كثيراً عن أعداد القتلى والضحايا وعن تأثر صحتنا النفسية والعقلية بالحرب، ونبحث في أسباب الحروب ولكن السؤال الأهم: هل يصعب على الإنسان العيش بسلام؟ لتوضيح ذلك نبدأ بنظرية الحرب، فبعض الدراسات في علم النفس تقول إن جينات الإنسان مسؤولة عن خوضها الحروب من أجل البقاء، ومن المعروف أن الحروب يقوم بها أفراد، والأفراد يكون لديهم دوافع للحروب أهمها الخوف من الآخر والتنافس على الموارد، وطبعاً بعض الجوانب الأخرى مثل العنف، وهو أحد المكونات الأساسية للنفس البشرية وخاصة الرجال، وهو لديهم متعلق بهرمون الذكورة (التيستسترون) ويظهر في السلوك العدواني والرغبة في إظهار القوة والانتقام أو إرهاب الأخرين وهذه دوافع نفسية تؤثر قي قرار اتخاذ الحرب والاستمرار فيه.

ولكن من المفاجئ أن يكون للحرب أثار إيجابية، فأحياناً يكون وراء الحرب هدف نبيل أو تحرير للأرض أو شعور قومي منتشر، ومن الممكن أن تؤدي الحروب إلى التناغم والعمل الجماعي إذا كان هناك هدف كبير يمكن تحقيقه.

من الحروب الإيجابية هناك الحرب العالمية الثانية التي حققت أكبر وأهم تطور صناعي نعيشه بسبب التنافس بين الألمان والأمريكيين والإنكليز، ما أدى لتطور في التكنولوجيا والإنتاج والمصانع.

فليس بالضرورة أن تكون الصراعات عسكرية وإنما هناك صراعات اقتصادية وسياسية وتكنولوجية وبهذا نستطيع أن نعبر عن اختلافنا وصراعاتنا وحروبنا بشكل غير عسكري ودموي وبهذا ينبغي على الشعوب الالتزام به.

وفي النهاية.. الإنسان يحمل القدرة الفائقة على تغيير الواقع وتشكيل مستقبل مختلف، يوحد الثقافات والديانات ويتعايش بحنكة وتفاهم. إن الحوار المثمر والتعاون الدولي المستدام هما السبيل لتحقيق هذا السلام المشتهى، بناء جسور التواصل وتعزيز التعليم والتفكير الإنساني، هو الدعامة الأساسية لترسيخ السلام في أرجاء الأرض.


الجنس البشري