لمن لا يهمه الأمر

ساهرة صالح . شام نيوز
نحن لا نعرفكم , و لا نعرف من أين أتيتم , و لا كيف تشكلتم , ولا كيف تواصلتم , ولا مرجعيتكم , ولا ماضيكم ...
تديرون حرباً من خلف ستار ,وتبتذلون الفعل بالأقوال , و تصنعون الكره جيلا يقف على أعتاب صفحات إلكترونية بائسة , لا تجيد إلاّ السبّ والقدح و الذمّ و التشهير ...
تكذبون و تكذبون وتكذبون حتى يصدقكم الناس , و تطلبون منّا أن نحشر أنفسنا غصباً في أحلامكم المستعرة ...
أهكذا تعلمتم كيف تصنع الثورات , أم هذا ما قيل لكم ؟
تقفون على أبواب صدت في وجوهكم تستجدون الثورة كما أسميتموها , و تطلبون من العالم أن يشاهد مأساةً رسمتم ملامحها بأنفسكم ...
و تنتظرون منه أن يتدخل بحجة أنّه يحمي شعباً كان الأجدر بأن يحميكم
فبئس ما قلتم و بئس ما كتبتم و بئس ما صنعتم بأيديكم ...
تديرون , و تكذبون , و تقفون , و تنتظرون من بعيد , ونحن علينا أن نصدقكم و نعرفكم ...
سأقول لكم ماذا أصبحنا نعرف الأن ....
أصبحنا نعرف ألوان العلم من تونس إلى البحرين , و عدد السكان , و كم مدينة توجد في ليبيا , ومن هم أهل مصر , واليمن , و الأردن , و عُمان ...
فكما هو واضح لكم , لم يعد بالإمكان تفريقنا , لأننا متحدون أكثر من أي وقت مضى , و إن كنّا لا نعرف ماذا نريد , فنحن نعرف الأن ...
نريدكم أن تصمتوا كثيرا , و تدعوا مجالا للعقل كي يفكر و يقرر , كيف يريد أن يحقق ما يريد ...
و أما أنتم يا شباب الوطن الأكبر و الأقدم و الأكثرَ حضارةً على وجه الأرض , فإني أناِشدكم أن ترفعوا أياديكم ولو قليلاً عن لوحة التحكم في جهاز الكومبيوتر , و أن تفكروا ملياً قبل أن تكتبوا أيّ كلمة أو أن تصنعوا من أي أحد أضحوكة تعلكها الأعين قبل الأفواه ...
و أن تزفوا تلك المواقع و الصفحات الإلكترونية المنحرفة فكرياً و أخلاقياً إلى مثواها الأخير, تلك المواقع التي شوّهت أصلنا و فكرنا و حتى شرفنا عندما أباحت قتالنا وقتلنا ...
عودوا إلى مواقعكم كباراً كما عهدناكم , مدافعين عن شرف الوطن و من يسكن على أرضه , فإن كان سيُحاسبُ كُلن على ما قال , صدقوني , لن ينجو أحد من الجلد ...
و كفى بأفعالنا و أقوالنا شهيداً على ما صنعنا جميعاً من أجل وطننا سوريا