لندن تحذر طهران من إغلاق مضيق هرمز

حذّرت الحكومة البريطانية إيران من أنها ستواجه عواقب وخيمة في حال إقدامها على غلق مضيق هرمز في الخليج، فيما بدأ وزير الدفاع البريطاني زيارة إلى الولايات المتحدة يبحث خلالها مع نظيره الأميركي خططاً بديلة في حال تنفيذ ايران تهديدها بغلق المضيق أمام الملاحة الدولية، تزامناً مع زيارة لوزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إلى طهران لبحث ملف النزاع النووي بين طهران والغرب.. لم يتسرّب عن نتائجها شيء.وقال وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند إن بريطانيا لن تقف مكتوفة الأيدي أمام التعنت الإيراني، مؤكدا أن عملاً مثل هذا سيجر المنطقة إلى تداعيات خطيرة، خصوصاً وأن مضيق هرمز في منطقة الخليج يعد ممراً مائياً دولياً حيوياً لجميع دول العالم.
رد عسكري
وأضاف هاموند، الذي يقوم اليوم بزيارة واشنطن لحضور مؤتمر دول المحيط الاطلسي، إن بلاده سترد عسكريا في حال قيام إيران بتنفيذ تهديدها وأنها لن تسمح بحدوث مثل هذا الأمر لأنه يهدد السلامة البحرية الدولية، مؤكداً أن وجود البحرية البريطانية والأميركية في الخليج أمر مهم لحماية المصالح الدولية، وهو متفق عليه مع دول المنطقة بغية تعزيز منافذ التجارة الدولية لأنه شريان حيوي لاستمرارية الاقتصاد العالمي .
ويأتي التهديد البريطاني بعد تأكيدات من قبل البحرية الإيرانية بغلق مضيق هرمز، البالغ عرضه 34 ميلا بحرياً، أمام الملاحة العالمية في حال قيام الإدارة الأميركية ودول الاتحاد الأوروبي بفرض مزيد من العقوبات الاقتصادية على بيع طهران للنفط.وتعتمد بريطانيا بشكل كبير على مضيق هرمز في الحصول على مواردها من الطاقة، وهو أمر يعد بمثابة خط أحمر لبريطانيا واقتصادها الذي يعاني من الركود، وغلق الممر هو خنق بريطانيا اقتصاديا وقد يؤدي إلى رفع أسعار النفط بشكل كبير خلال فترة قصيرة، وينتهي الأمر بخسائر اقتصادية.
ويقول المحلل السياسي الممثل العربي عن حزب المحافظين د. وفيق مصطفى إن اتخاذ إيران مثل هذا العمل سيجر المنطقة إلى كوارث وأن بريطانيا لن تتسامح على الإطلاق مع أي تهديد حقيقي للاقتصاد العالمي، خصوصاً أن البحرية الملكية البريطانية لديها حضور قوي في الخليج.
ويضيف مصطفى إنه يجب ملاحظة أن زيارة وزير الدفاع البريطاني إلى الولايات المتحدة للقاء وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا ستتضمن مباحثات هامة وربما تنسيق خطط بديلة في حال تنفيذ ايران تهديدها بغلق مضيق هرمز أمام الملاحة الدولية، ما يرجح إمكانية الصدام العسكري، بالإضافة إلى مناقشة وضع القوات البريطانية في أفغانستان خصوصاً وأن بريطانيا تعد لسحب قواتها من أفغانستان بنهاية العام 2014.
تطور جديد
ويشكل التهديد البريطاني تطوراً جديداً في كيفية حل الأمور في منطقة الخليج، وربما جاء في توقيت سيئ بالنسبة لوزارة الدفاع البريطانية، التي تعاني كثيرا من سياسات التقشف، والتي أصابت ميزانية الدفاع بالعجز والتراجع الكبير من حيث القدرة على تجديد عتادها العسكري والحصول على أسلحة متطورة، وهو أمر نتج عنه إخفاق بريطانيا بالالتزام بتعهداتها الدولية مع حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وربما أن تلك المعضلة ستكون واحدة من أهم القضايا التي سيثيرها وزير الدفاع البريطاني في زيارته إلى واشنطن، إلا أن ذلك ليس معناه أن تتراجع بريطانيا في دفاعها عن مصالحها الاقتصادية والحيوية أمام اي تهديد خارجي ولو كان ذلك على حساب بعض المخاطر الاقتصادية والمالية .
وكان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو وصل إلى العاصمة الإيرانية طهران مساء الأربعاء في زيارة لإيران تستغرق يومين يجري خلالها محادثات مع مسؤولي هذا البلد حول التطورات الأخيرة بشـأن نزاع طهران مع الغرب حول البرنامج النووي الإيراني، إضافة إلى الوضع السوري.وفيما التقى أوغلو ونظيره الإيراني علي أكبر صالحي، والنائب الأول للرئيس الايراني محمد رضا رحيمي، في وقت كان لافتاً إلغاء مؤتمرين صحفيين مقررين للوزير التركي عقب لقائه المسؤولين الايرانيين.
شام نيوز. وكالات