ليبيا تؤكّد أنّ الصدر كان حيّاً لغاية 1994

علمت «السفير» من مصادر مطلعة أنّ الوفد الليبي الذي يزور لبنان في اطار التحقيق في قضية الامام موسى الصدر أبدى رغبة بالتزوّد بمستندات تتعلّق بأهمّ مفاصل ملفّ الصدر ورفيقيه الموجود لدى القضاء اللبناني، بداعي أنّ الأوراق والمستندات في ليبيا اختفت وتعرّضت للاحتراق والتلف جرّاء الحوادث الأمنية التي وقعت هناك بين نظام القذافي والثوّار.
وأضافت المصادر أنّ بعض المشتبه فيهم فرّوا إلى خارج ليبيا، مفضّلة عدم ذكر أسمائهم حفاظاً على سرّية التحقيق في ظلّ استمرار ملاحقتهم والعمل على توقيفهم بمعاونة الانتربول، وهؤلاء يملكون المعطيات الأكيدة، وعلم أنّ بعضهم لجأ إلى دول عربية ومنهم من يتمّ تسفيره من دولة إلى دولة وتجهيل مكان إقامته، ولكنّ المريب في الأمر أنّ الوصول إلى هؤلاء صعب جدّاً، لا سيّما في ظلّ الإجراءات التي تفرضها الدول العربية للحؤول دون الوصول إليهم وتوقيفهم، وهذا ما يثير الاستغراب والدهشة لهذا التصرّف والتعاطي مع قضيّة إنسانية.
وأعلنت المصادر نفسها أنّ الجانب الليبي قدّم معلومة في غاية الأهمية تقول بأنّ الصدر كان حيّاً لغاية العام 1994، أيّ طوال ستة عشر عاماً من وجوده على الأراضي الليبية منذ العام 1978، وبعد هذا التاريخ لم يعد يعرف أيّ أثر له، وما إذا أبقي على قيد الحياة، أم توفي.
كما تبلّغ لبنان معلومات أخرى تحتاج إلى تدقيق، تفيد بأنّ الصدر كان لا يزال حياً خلال بدء العمليات العسكرية ضدّ ليبيا في العام 2011!
وأبلغ الجانب اللبناني الوفد أنّه يفضّل تسريع الخطى وتكثيف التعاون الحثيث لأنّه لا يمكن الانتظار بعد، شهوراً وسنوات، خصوصاً أنّه مرّ على هذه القضيّة ثلاثة وثلاثون عاماً، ولم تعد تحتمل المزيد من هدر الوقت.
وكاشف الجانب اللبناني الوفد القضائي أنّه إذا كان الإمام الصدر ورفيقاه على قيد الحياة، فإنّ عامل الوقت مهمّ لهذه الناحية وكلّ تأخير يضرّ القضيّة برمتها، أمّا إذا كانوا متوفين فيجب إنهاء التحقيق وإعلان الحقيقة مع التشديد على وجوب تقديم إثباتات حسيّة وملموسة تؤكّد الوفاة وظروفها.
وبالمقابل، كان الوفد الليبي صريحاً في محادثاته، فلم يقدّم أيّة نتيجة حاسمة ونهائية، وقال إنّه يعمل على الموضوع بغية إنهائه بالشكل المطلوب.
وخلال لقاء الوفد الليبي مع القاضي الشامي في اجتماع مغلق بعيداً عن الأضواء، زوّده الأخير بما وصف بتقاطع معلومات يفترض أن تساعد في معرفة أمكنة احتجاز الصدر ورفيقيه في السابق، وقد تؤدّي إلى معرفة وجود أمكنة أخرى إذا كانوا لا يزالون فيها.
شام نيوز - السفير