ليلة القدر في الاقصى

يتحلل المسجد الاقصى خلال شهر رمضان المبارك إلى حد كبير من قيد أسره، ويرتاح من مُنغّصات الاحتلال ومخططات استهدافه، ويبقى متوهجاً طوال أيام وليالي الشهر الكريم، وكأن لسان حاله يؤكد هويته الإسلامية رغم كل محاولات استهدافه.


ومع إحياء ليلة القدر، يبدأ العدّ التنازلي لتناقص عدد المُصلين بالأقصى المبارك، وتعود الأعداد التقليدية إلى رحاب المسجد، وتبدأ بعد ذلك حلقات استهدافه بالاقتحامات والتدنيس مُجدداً من قبل الاحتلال والجماعات اليهودية المتطرفة.
الليلة الماضية، تجاوز عدد المُشاركين في صلاة التراويح وإحياء "ليلة القدر" أكثر من ثلاثمائة ألف مواطن من مدينة القدس وبلداتها وأحيائها وضواحيها ومن مختلف التجمعات السكانية في الداخل الفلسطيني.


ووصلت استعدادات المؤسسات والجمعيات والهيئات الخيرية ذروتها في هذه الليلة من خلال تقديم آلاف الوجبات على موائد الإفطار الجماعية في باحات "الأقصى"، بالإضافة إلى الاستعداد لتقديم وجبات السحور على آلاف المُصلين المعتكفين في رحاب "الأقصى" لإحياء هذه الليلة المباركة من الشهر الفضيل.


ووفق ما أعلنه الشيخ عزام الخطيب التميمي مدير أوقاف القدس، فقد استقبلت الدائرة، بموظّفيها وحُرّاسها ولجانها المُتعددة والمُنبثقة عنها، آلاف المُصلين باستعدادات كاملة ومنتظمة.


وكما لفت الشيخ الخطيب فإن إدارة الأوقاف أعدّت برنامجاً دينياً حافلاً خاصاً بصلاة التراويح وقيام الليل والأدعية.
وفي هذا السياق، أعلنت دائرة الأوقاف عن استعدادها لوحدها لتقديم نحو 100 ألف وجبة إفطار وسحور، الليلة، على المواطنين الذين أمّوا "الأقصى" لإحياء الليلة المباركة.


ومن الأمور اللافتة أن الأوقاف الإسلامية أبدت، عبر الاستعدادات الكاملة للجانها وأطقم الإسعاف الأولي وعناصر المجموعات الكشفية والنظام العام وحُراس المسجد، استعداداً كبيراً لتقديم كافة التسهيلات المتعلقة بوصول المصلين إلى المسجد وأداء الصلاة فيه وتوفير الأجواء الملائمة للمعتكفين والمُصلين.


وكانت المعابر والحواجز العسكرية الثابتة على المداخل الرئيسية لمدينة القدس المحتلة شهدت حشودات كبيرة وطوابير طويلة من المواطنين بانتظار السماح لهم باجتياز هذه المعابر والدخول إلى "الأقصى" لإحياء ليلة القدر فيه.


ورغم كل إجراءات الاحتلال التي حاولت الحد من تدفق المُصلين إلى "الأقصى"، إلا أن أكثر من ربع مليون مواطن نجحوا وانتظموا في صلاة التراويح وإحياء ليلة القدر في رحاب "الأقصى" الطاهرة، وطغى المشهد الفلسطيني ومشهد الحشودات الفلسطينية على كل مظاهر الاحتلال وبدت المدينة ومسجدها في أبهى صورها وتجلّياتها.


ولا تزال العائلات المقدسية تُحافظ على تقاليدها بإحياء الليلة المباركة بتناول وجبات الإفطار التي تُعدها في منازلها بباحات "الأقصى"، فضلاً عن توزيع الحلوى والمرطبات والعصائر على الصائمين.

 

شام نيوز - وفا - 6 - 9 - 2010