مؤتمر دور العلماء والدعاة في ضبط الخطاب الديني

بدأ اليوم في قصر الامويين للمؤتمرات في دمشق مؤتمر دور العلماء والدعاة في ضبط الخطاب الديني ووحدة الأمة الذي تنظمه وزارة الأوقاف, بمشاركة علماء ودعاة ومفكرين وباحثين من سوريا ومصر ولبنان وفلسطين وإيران وتركيا.
ويناقش المؤتمر الذي يستمر يومين خطر الفضائيات والخلط بين المقاومة والارهاب في الاعلام وجذور المنبر في الوعي الاعلامي وثقافة التقريب ومقاصد الشريعة الاسلامية واثرها في وحدة الامة ومسؤولية علماء الدين ودور الافتاء في وحدة الأمة.
ولفت الدكتور محمد عبد الستار السيد وزير الأوقاف السوري في افتتاح المؤتمر إلى خطورة ما يقوم به الاعلام الغربي عبر رسم صورة نمطية سوداوية عن الدين الاسلامي بشكل عام والخطاب الديني بشكل خاص وتشويه المصطلحات, مؤكدا ان ضبط الخطاب الديني اولوية كبيرة بالنسبة للامة ليكون عامل وحدة وتوعية وسبيلا لكشف الحقائق.
ودعا السيد إلى ضبط وتطوير الخطاب الديني المعزز لثقافة التسامح كضرورة ملحة وتحويله إلى خطاب فاعل متميز من شأنه ان يؤهل الامة لتكون رائدة في المجتمع الانساني لافتا إلى الدور الذي يمكن ان تؤديه المؤسسات التعليمية الشرعية في تصحيح المفاهيم وتشكيل رأي عام ينسجم مع القيم الوطنية بعيدا عن كل الوان التشدد معتبرا ان النموذج السوري في التسامح والتآخي يعتبر نموذجا يحتذى للاخرين من خلال الالتزام بالقضايا الوطنية والاخلاقية.
من جهته شدد سماحة الدكتور أحمد بدر الدين حسون المفتي العام للجمهورية على أهمية دور العلماء التنويري والإرشادي في إيجاد السبل الكفيلة بتحقيق وحدة الأمة من خلال إخماد نار الفتن المذهبية والطائفية وعدم السماح للمتعصبين بفرض أفكارهم التي تمزق الأمة وتعمل على تفكيكها.
فيما أكد الدكتور على جمعة مفتي الديار المصرية على أهمية المؤتمر في تحقيق وحدة الصف الإسلامي التي تعتبر فرضا من فروض الدين وأساسا من أساساته وخاصة في هذه الظروف التي تمر بها الأمة حاليا حيث يتربص أعداؤها بها ويحاولون فرض روح الشحناء والتفرقة والنعرات الطائفية بين أبناء الدين الواحد.
من جانبه أكد غبطة البطريرك اغناطيوس زكا الأول عيواص بطريرك أنطاكية وسائر المشرق الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم على ان للخطاب الديني دورا هاما في توعية الشعوب بحياتهم الروحية والاجتماعية والوطنية ودفعهم إلى احترام الآخر انطلاقا من مبادئ الشريعة على عكس ما تقوم به بعض وسائل الإعلام اليوم التي باعدت بين الشعوب وزادت في ابراز الفوارق وتعميق سؤ الفهم بين الأديان والمذاهب المختلفة منوها بالتعاون الإسلامي المسيحي لنشر الحضارة العربية التي ساهمت في تطور العالم وازدهاره.
بدوره تحدث الدكتور سيد احمد موسوي السفير الإيراني بدمشق عن أهمية الخطاب الديني في مواجهة الغزو الثقافي والفكري الهادف لإفراغ الإسلام من مضمونه وتقديمه للعالم على انه دين عنف وإرهاب.
واشار سماحة الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله إلى الفتاوى الجريئة والشجاعة التي تصدر من كبار علماء الأمة الإسلامية التي تحمل مضامين الوحدة مبينا أهمية التنسيق بين علماء الأمة حول جميع القضايا التي من شأنها توحيدها ورص صفوفها.
ودعا قاسم الأمة الإسلامية إلى دعم المقاومة وتجنيبها كل الاخطار المحتملة لانها صاحبة الحق والارض مؤكدا أن الأمة الأسلامية معنية بالقضية الفلسطينية لان فلسطين قلبها النابض وأساس القضايا جمعاء.
ولفت الدكتور عاكف آيدن نائب رئيس الشؤون الدينية في تركيا إلى اهمية تبني أسلوب جيد ومحبب يقدم من خلاله الخطاب الديني الحقائق بلغة واضحة ومفهومة وينبه إلى الأخطاء بأسلوب ملائم مشيرا إلى ضرورة إقران الدعوة بالتصرفات الحسنة.
وقال الباحث الإسلامي سليمان غانم ان الرسالات السماوية أكدت ان الحب هو سبب إيجاد الكون والخلق ثم كان الصدق هو السبب في استمرار هذا التكوين بأسره فالذي جاء به سيدنا موسى هو الذي اتى به سيدنا عيسى وهو الذي ختم به سيد المرسلين رسالته فالجميع رسل الله وكلهم دعوا إلى معرفته وعبادته وهكذا فاذا كان الامر كذلك بين الرسالات السماوية فالأجدى ان يكون الامر كذلك بين مذاهب الدين الواحد التي تندرج كلها تحت لواء الاسلام العظيم فالرحاب الإيمانية تتسع للجميع.
بعد ذلك بدأت الجلسة العلمية الاولى للمؤتمر وتحدث فيها كل من فضيلة الدكتور الشيخ نبيل الحلباوي مشرف الشؤون العلمية والتربوية في معهد السيدة رقية للدراسات الاسلامية عن أثر الخطاب الديني على الأمن المجتمعي فيما تحدث فضيلة الدكتور ابراهيم سلقيني مفتي حلب عن ملامح الخطاب الاسلامي الصحيح وتناول الشيخ علي فضل الله في محاضرته الخطوات العملية في ضبط الخطاب الديني.
وتحدث سماحة آية الله السيد مجتبى الحسيني ممثل الامام الخامنئي في سورية عن الخطاب الديني ومرجعيته الدينية المعتمدة والدكتور حسام الدين فرفور رئيس قسم التخصص والدراسات التخصصية في مجمع الفتح الاسلامي عن واقع التنوع المذهبي والدكتور عبد الناصر جبري مدير معهد الدعوة الاسلامية في بيروت عن خطر استغلال الدين في النزاعات السياسية والشيخ غزال غزال مفتي اللاذقية عن مسؤولية الكلمة في ميزان الشريعة.