مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب بطهران بحضور رؤساء ووزراء خارجية من 60 دولة

أجمع رؤساء الدول المشاركة بالمؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب" المنعقد في طهران في كلماتهم على ضرورة التصدي للإرهاب بكل أشكاله، واعتبروه تحديا عالميا، وأكدوا بأن جميع الشعوب والدول معرضة لتهديده.
وشدد الرئيس العراقي جلال طالباني على ضرورة تظافر الجهود الدولية لمكافحة "الإرهاب"، فيما دعا نظيره السوداني عمر البشير لضرورة التخلي عن سياسة الكيل بمكيالين وتجنب استغلال الحملة على الإرهاب للاستهداف السياسي والنيل من الآخر.
وعبّر الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري عن الاستعداد لبذل كل جهد ممكن في مجال مكافحة "الإرهاب".
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" اليوم السبت عن الرئيس العراقي قوله في المؤتمر ان "مكافحة الإرهاب تقتضي تشخيصا دقيقا لهذه الظاهرة التي اتخذت بعدا خطيرا خلال السنوات المنصرمة".
وأكد على "ضرورة تظافر الجهود العالمية لمكافحة الإرهاب بعد ان صار ظاهرة عابرة للحدود والقارات".
واعرب طالباني عن اعتقاده في "أن الحيف بمختلف اشكاله الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والدينية والفكرية واحد من أهم أسباب ظهور وتنامي النزاعات المتطرفة، وبالتالي فان ازالته والإقرار بحقوق الإنسان واعتماد مبادئ الديمقراطية هي عوامل أساسية في محاصرة الفكر الإرهابي".
وتحدث الرئيس السوداني في المؤتمر قائلاً ان "ظاهرة الإرهاب من أهم القضايا البشرية الملحة التي طالما أرقت دولاً وشعوباً، وهدد التلاعب فيها الأمن والاستقرار في كثير من بقاع المعمورة كما أساءت للقيم الدينية والاجتماعية وقطعت التواصل الحضاري بين كثير من الأمم".
واعتبر "أن المهام التي يتضمنها جدول أعمال هذا المؤتمر تعبر عن نظرة صائبة وفكر ثاقب للتعاون مع هذه الظاهرة برؤية عميقة تتجاوز آثار الإرهاب ونتائجه إلي الغوص في جذوره ومعرفة أسبابه، والربط بينه وبين أنماط أخرى للجريمة المنظمة".
وقال البشير "إن العالم اليوم أحوج من أي وقت مضى لوضع تعريف واضح ودقيق للإرهاب يحفز كافة دول العالم للمشاركة في مكافحته وحصاره، على نهج متحد، ويجنب المدنيين الأبرياء تعدياته الشريرة وهواجسه الخطيرة التي تضر بأمنهم وسلمهم وتعوق أنشطتهم وبرامجهم التنموية".
وأضاف "حديثنا عن الإرهاب لا ينبغي أن يتجاوز أسبابه ودوافعه، فينبغي أولاً التخلي عن سياسة الكيل بمكيالين، وإزالة الازدواجية بالمعايير، والعمل على إصلاح المؤسسات الدولية العدلية والأمنية والثقافية، ثم يلي ذلك تجنب استغلال الحملة على الإرهاب للاستهداف السياسي والنيل من الآخر".
ولفت إلى "ان أسباب استفحال هذه الظاهرة، هي عمليات الظلم والاضطهاد وأساليب الاحتلال والاستلاب الفكري التي مارستها القوى الاستعمارية على القوي المستضعفة".
وقال الرئيس السوداني "يبدو من الأهمية التصدي لإرهاب الدولة الذي تعتبر إسرائيل وحلفاؤها الأنموذج العملي له سلباً وتشريداً وقتلاً".
بدوره، قال الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري إن "الحكومة الباكستانية تؤكد وتقول إنها كانت هي الأخري ضحية الإرهاب، وان التحدي الأكبر أمامنا والذي نعاني منه هو التطرف الذي تعاني منه بعض البلدان وخاصة الحكومة الباكستانية".
وأضاف "ليس أمام باكستان أي طريق إلا أن تقف أمام التطرف والإرهاب، وان قضية الإرهاب لا يمكن أن تكون مبررة بأي شكل من الإشكال".
واكد على ضرورة إيجاد تعاون على مستوى المنطقة للوقوف بوجه الإرهاب ومكافحته.
وقال زرداري "إن هذه التحديات مستمرة منذ بداية القرن العشرين، وأعتقد أننا في باكستان قمنا بأعمال عظيمة وجسيمة في مجال مكافحة الإرهاب، ونحن مستعدون من أجل بذل كل جهد ممكن".
واشار الي ان "مكافحة الإرهاب بسيطة ومعقدة في آن، ويمكن للبشرية أن تتكاتف للوصول إلى آلية واضحة المعالم لمكافحته".
من جهته قال الرئيس الطاجيكي امام علي رحمان، "ان الإرهاب يشكل تهديدا للأمن والاستقرار في العالم".
واضاف "الجميع قلقون من ظاهرة الإرهاب وطاجيكستان كانت ضحية لهذه الظاهرة غير الإنسانية"، مؤكدا "ان مكافحة الإرهاب تتطلب تعبئة عامة على المستوي العالمي".
وقال رحمان انه رغم اتخاذ اجراءات لمكافحة هذه الظاهرة في العالم خلال السنوات الاخيرة، الا انه لم يتم التعامل معها بشكل جاد واصبحت تنمو يوما بعد يوم .
واضاف "حسب المعلومات المتوفرة لدينا ، هناك 500 منظمة ارهابية في العالم تنفق بين 15 و20 مليار دولار على الأعمال الإرهابية بحيث شاهدنا فظائع من قبل هذه المنظمات".
ولفت لوجود صلة مباشرة بين الارهاب وغسيل الاموال وتجارة المخدرات والهجرة غير الشرعية، مضيفا أنه لهذا السبب يجب ان يكون هناك تعاون من قبل الجميع وتفعيل القوانين الدولية لمكافحة هذه الظاهرة.
وأكد على ضرورة اتخاذ خطوات مؤثرة وفاعلة لمكافحة جذور الإرهاب على المستوي الدولي.
وقد اتهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد خلال افتتاحه أعمال المؤتمر، إسرائيل بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
وقال أحمدي نجاد " هناك مظاهر متعددة للإرهاب، أولها تتمثل بوجود الكيان الإسرائيلي الغاصب الذي ارتكب جرائم كثيرة بحق البشرية في فلسطين ولبنان وسوريا والأردن ".
وافتتح المؤتمر تحت شعار "العالم من دون إرهاب" بمشاركة الرؤساء الأفغاني والباكستاني والسوداني والعراقي والطاجيكي بالإضافة الى رؤساء حكومات ووزراء خارجية من نحو 60 دولة.
وقال الرئيس الإيراني" ان الإرهاب ظاهرة سببها الانحطاط الأخلاقي ورغبة التسلط على الآخرين والخروج عن القيم والإنسانية".
وأضاف "ان عملاء الإرهاب هم من يريدون استغلال البشرية لإضعاف الشعوب وتسيير مصالحهم النفعية".
وقال "ان انتشار ظاهرة الإرهاب دليل واضح على فشل الدول التي تقود العالم اليوم".
من جهة أخرى هاجم المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية السيد علي خامنئي الولايات المتحدة، وقال في كلمة ألقاها مستشاره علي أكبر ولايتي ان "ادعاءات الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية بمحاربة الإرهاب هي ادعاءات كاذبة، حيث يقومون بدعم الجماعات الإرهابية، ويتحركون تحت ظلها".
وأضاف خامنئي "ان لهذه الدول قائمة سوداء في تاريخ الإرهاب، ويعرفون هذه الظاهرة وفق ما يهدد مصالحهم غير المشروعة، ويوجهون الاتهامات للمجاهدين ويصفونهم بالإرهابيين".
وشدد على "سعي إيران لمكافحة الإرهاب انطلاقا من القيم الإسلامية التي تتبناها".
وأعلن وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي في بيان، أنه سيجري التطرق في المؤتمر إلى مختلف القضايا وسيعقد علي هامشه اجتماعات ثنائيه او متعددة الأطراف بحضور رؤساء ومسؤولي الدول المجتمعة.
واعرب صالحي عن أمله بأن يوفر هذا المؤتمر 'أرضية جيدة لمواصله ومتابعة قضايا الإرهاب من قبل الدول الاخرى وان تعقد دول المنطقة المؤتمرات المقبلة حول مكافحة الارهاب'.
UPI