مؤتمر مشفى ابن سينا يدعو لتغيير الصورة النمطية للمريض..

بدأت أمس أعمال المؤتمر السنوي الرابع للهيئة العامة لمشفى ابن سينا الذي يعقد بالتعاون بين وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومنظمة اليونيسيف ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري والهيئة الطبية الدولية تحت شعار «الطب النفسي الجسدي».
وبين الدكتور جمال الوادي معاون وزير الصحة اهتمام الوزارة بالصحة المتكاملة والشاملة للمواطنين بشقيها الجسدي والنفسي مشيراً إلى تزايد الاهتمام بموضوع الصحة النفسية ورعاية العاملين بالمجال النفسي حيث تم منح جميع الكوادر العاملة بهذا المجال تعويضاً مادياً بمقدار مئة بالمئة كتعويض عما قد يواجهونه من صعوبة في عملهم سواء من خلال تعاملهم مع المريض أو اسرته وعدم تفهم وإدراك من المجتمع لصعوبة مهامهم.
مؤكداً أهمية تعاون كل الجهات الطبية والأهلية والدينية لتوفير رعاية صحية نفسية وجسدية متكاملة مشيراً إلى أن برنامج المؤتمر يتضمن محاور عديدة وتشارك فيه جهات مختلفة بهدف وضع مقترحات وتصورات تسهم في تطوير برامج الصحة النفسية.
وتحدث الدكتور أيمن دعبول مدير عام الهيئة العامة لمشفى ابن النفيس مشيراً إلى أهمية تلازم الصحة النفسية والجسدية وتكاملهما مادعا لتكون محاور المؤتمر تشتمل على هذه الجوانب المهمة، وستركز على الربط بين الأمراض المزمنة والأمراض النفسية وعلى المشاركة المجتمعية بهدف توفير بيئة تهتم بالمريض ورعايته وتقديم أفضل الخدمات له وتغيير الصورة النمطية في ذهن أفراد المجتمع حول المرضى النفسيين.
كما تحدث الدكتور علاء الزعتري أمين الفتوى بدار الإفتاء أهمية الطب النفسي باعتباره جزءاً من الحياة الاجتماعية، مشيراً إلى أن مشاركة رجال الدين في هذه المؤتمرات تعبير عن الاهتمام في بناء الإنسان بناء صحيحاً في جسده ونفسه ليكون فاعلاً في مجتمعه وسليماً في تصرفاته.
ثم بدأت الجلسات العلمية للمؤتمر قدمت فيها الدكتورة عبير العلي منسقة المؤتمر محاضرة بعنوان (رحلة البحث عن تاريخ الهيئة العامة لمشفى ابن سينا) تناولت فيها تاريخ المشفى وأقسامه مبينة ضرورة إعادة النظر بنظام القبول والتخريج وضرورة وضع آليات لدمج المريض النفسي بالمجتمع وإيجاد مشروعات مشتركة بين الجهات الحكومية والأهلية لاستيعاب المرضى واستثمار قدراتهم ومهاراتهم مشيرة إلى وجود نحو 100 مريض في المشفى يجب إعادة النظر بوضعهم وتقييم حالاتهم لدمجهم بالمجتمع.
ثم تحدث حازم إبراهيم الأمين العام للمجلس المركزي لشؤون المعوقين عن الإعلام والدراما والصحة النفسية أشار فيها إلى دور الإعلام في رسم صورة المريض النفسي ووصفه بالمجنون أو المعتوه أو الأبله وتناول اللغة المستخدمة فيها مركزاً على إسهام الإعلام في تغيير هذه الصورة وصنع رأي عام إيجابي لدوره المهم في توجيه سلوك الأفراد بشكل إيجابي.
وفي تصريح لتشرين بين الدكتور طه النعمة منسق ومدرب الصحة النفسية في الهيئة الطبية الدولية أن منظمة الصحة العالمية نبهت في أواخر القرن الماضي إلى أن الاضطرابات النفسية ستكون في العقد الثاني من القرن العشرين السبب الأول من مسببات العجز على المستوى العالمي وقد تحققت هذه التوقعات قبل الوصول إلى العقد الثاني ولذلك هناك توجه من قبل المنظمات الدولية لإعطاء الاضطراب النفسي أهمية كبيرة في التعاطي.
وبين النعمة أن الإحصاءات الدولية تظهر أن متوسط نسبة الأشخاص الذين يعانون من اضطراب نفسي هي 20 بالمئة من مجموع السكان فيما نسبة الحاصلين على رعاية صحية لا يتجاوزن الخمسة بالمئة عازياً الأسباب إلى وجود وصمة اجتماعية للمريض النفسي وقلة وعي المجتمع إضافة لعدم وجود عدد كاف من الأطباء.
وأوضح أن المداخلة الطبية في بدايات ظهور المشكلة النفسية تمنع في كثير من الأحيان حدوث الاضطراب وهذا ما يدفع منظمات المجتمع الدولي للدعوة إلى وجود رعاية صحية نفسية على مستوى الرعاية الصحية الأولية لافتاً إلى أن حوالى 80 بالمئة من الاضطرابات النفسية لا تحتاج لتداخلات اختصاصية وبالتالي يمكن للمراكز الصحية مساعدة هذه الحالات مع الأخذ بعين الاعتبار سهولة وصول الناس لهذه المؤسسات.
وقال النعمة: إن المنظمات تنصح بعدم مركزية العلاج النفسي أي عدم وجود مشفى خاص بالأمراض النفسية بل توفير قسم خاص بكل مشفى عام يتيح خدمات الرعاية النفسية وهذا ما يتيح سهولة التعاطي مع المريض ومتابعته.
شام نيوز- تشرين