الصفحة الأخيرة

مؤسسة خاصة للإعمار

اقتصادية

الأربعاء,٢٢ شباط ٢٠٢٣

زياد غصن - شام إف إم

 

بما أن التفكير يتركز حالياً على إجراءات ما بعد الكارثة، فإن الخطوة الأولى يفترض أن تبدأ بنقاش موضوعي وشفاف حول مدى أهلية المؤسسات الحكومية القائمة وقدرتها على مقاربة المرحلة القادمة من خلال مراجعة عدة معطيات أبرزها:

المعطى الأول يتعلق بالثقة المجتمعية بهذه المؤسسات، إذ إن إعادة إعمار ما دمره الزلزال لا يمكن أن تتم إلا بمشاركة مجتمعية، وحالياً هناك شكوك موضوعية حيال قدرة المؤسسات الحكومية المعنية في النهوض بما هو مطلوب منها وفق معايير تكسب ثقة المجتمع.

-المعطى الثاني ويتمثل في قدرة هذه المؤسسات على اكتساب ثقة المؤسسات الدولية والأممية، فالروتين والبيروقراطية القاتلة يمكنهما أن يتسببا في إضاعة فرصة التمويل الدولي. وعلينا أن نتذكر هنا أن العالم مشغول بألف نكبة ونكبة، أي أننا لسنا وحدنا المنكوبين لتتحمل مؤسسات هذا العالم أنظمتنا الإدارية وبيروقراطيتنا وفسادنا.

-المعطى الثالث يتجسد في بنية هذه المؤسسات وأدائها المترهل وما يحكم عملها من تشريعات وأنظمة، وهو الأمر الذي جعل من تكاليفها تتضخم ومشروعاتها تتأخر، في وقت هناك آلاف المتضررين ينتظرون إنهاء معاناتهم.

في مواجهة كل ذلك لا خيار سوى العمل على تأسيس مؤسسة مستقلة تتولى إدارة الملف وفق أعلى معايير الشفافية والإفصاح، تعمل بقوانين وتشريعات خاصة بها، بعيداً عن أنظمة الدولة وتشريعاتها، وتخضع لإشراف مرجعية عليا واحدة، وبكادر إداري رشيق العدد كبير الخبرة والمعرفة.

دمتم بخير

الصفحة الأخيرة –شام إف إم

الصفحة الأخيرة
زياد غصن
كارثة
مؤسسة
إعمار