ما مصير ميليشيات التنف بعد القرار الأمريكي؟

ما مصير ميليشيات التنف بعد القرار الأمريكي؟

شام إف إم _ خاص

أكد مراسل شام إف إم في حمص حيدر رزوق أنه خلال الفترة الحالية تشهد منطقة التنف في أقصى ريف حمص الشرقي هدوء ملموساً، عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب قوات بلاده من سوريا، حيث لم ترصد وحدات الجيش في المحيطة في المنطقة أي تحركات للقوات الأمريكية أو الميليشيات المسلحة المتواجدة فيها.

ونقل مراسل شام إف إم خلال اتصال هاتفي في ملف المسائية، عن مصادر ميدانية قولها إنه «إذا ما كان هناك نية حقيقة في سحب القوات الأمريكية من التنف فقد تستغرق العملية من شهر إلى 3 أشهر، لا سيما أن المنطقة تشهد تواجد لوحدات تابعة للجيش البريطاني أيضاً، أما مصير الميليشيات المسلحة فيها فهو مرتبط بهذا بطبيعة هذا الانسحاب»، مشيرة إلى أن معظم الميليشيات في المنطقة أظهرت نية الاستسلام وتسليم سلاحها إلى الجيش وإجراء تسوية مع الدولة السورية، أم الميليشيات الرافضة وفي مقدمتها ميليشيا ما تعرف بـ "مغاوير الثورة" فهي تتطالب بالتوجه نحو الشمال السوري برفقة المدنيين المتواجدين في مخيم الركبان.

بدوره  أكد المحلل العسكري والسياسي طالب زيفا خلال اتصال هاتفي مع شام إف إم في ملف المسائية، أن منطقة التنف رغم بعدّها في أقصى الجنوب الشرقي من سوريا تعتبر الممر الأساسي للطريق السريع بين دمشق وبغداد والذي يمر في منطقة الـ 55 كم، موضحاً أنه بعد القرار الامريكي انقسمت الميليشيات في تلك المنطقة إلى قسمين، قسم منهم وفي مقدمتهم ميليشيا "مغاوير الثورة" يطالبون بالتوجه إلى الشمال السوري أو باتجاه المناطق التي تسيطر عليها "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) شرقي سوريا، وقسم ثاني ومن أبرزهم ميليشيا "قوات أحمد العبدو" يطالبون بتسليم أسلحتهم وتسوية أوضاعهم مع الجيش.

وأضاف زيفا أن منطقة التنف هي منطقة استراتيجية في الخارطة السورية وواسعة وكبيرة جداً، مشيراً إلى أن الهدف الأساسي لسيطرة قوات «التحالف الدولي» على هذه المنطقة هو قطع التواصل بين سوريا والعراق، وفي حال وسيطرة الجيش على هذه المنطقة ذلك يعني أن الطريق السريع بين دمشق وبغداد عاد ليفتح من جديد الأمر الذي سيعزز التبادل التجاري وحركة المدنيين بين البلدين، إضافة إلى حل قضية مخيم الركبان والمدنيين القاطنيين فيه الذين تتخذهم الميليشيات المسلحة المدعومة من واشنطن رهائن ووسيلة ضغط على الحكومة السورية.

يذكر أن قاعدة التنف الأمريكية تقع في أقصى ريف حمص الشرقي، وتشكل جيباً في المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن، وتتمركز بمحيط القاعدة الميليشيات المسلحة في مساحة تصل إلى 55 كم تؤمنها القوات الأمريكية، كما يضم هذا الجيب مخيم الركبان الذي يأوي آلاف المدنيين اللاجئين من أرياف حمص ودير الزور والبادية السورية ويخضع لسيطرة الميليشيات المسلحة بدعم من القوات الأمريكية، وتتكون الميليشيات في منطقة التنف من عدة مجموعات أهمها "مغاوير الثورة – قوات أحمد العبدو" وغيرها من المجموعات التي تدين بالتبعية إلى ميليشيات "الجيش الحر".

نشاط هذه الميليشيات لا يتعدى منطقة الـ 55 كم آنفة الذكر، ولا سيما أن الجيش أمن مؤخراً خلال عملية عسكرية كل محيط منطقة التنف، حيث باتت وحدات الجيش تتمركز في محيطها على شكل قوس بمسافة تزيد عن 30 كم عن أقرب نقطة من منطقة الـ 55 كم أو ما يعرف بجبل الغراب.