ما مواقف المدرسة التي قد تؤثر على سلوك الطفل، وكيف يجب التعامل معها؟

رزان حبش – شام إف إم
بعد مرور فترة على بدء الدوام المدرسي، يمكن أن يلاحظ بعض الأهالي تغيرات سلوكية لدى أطفالهم في المنزل، كقيامهم بتصرفات لم يعتادوا على القيام بها أو استخدام كلمات وصيغ وعبارات لم تكن ضمن حديثهم سابقاً.
وذلك غالباً ما يحدث بسبب تكوين الصداقات الجديدة والكثيرة في المدارس، لأن الطفل يقضي جزءاً يسيراً من وقت يومه في المدرسة، ومن الطبيعي أن يكون لها التأثير الكبير والواضح عليه وعلى سلوكه وحياته.
كما أنه من الممكن أن يتغير سلوك الأطفال للأفضل، وتصبح شخصياتهم أقوى من قبل، ويُصبحون أكثر اتزاناً بعد تفريغ طاقاتهم في المدرسة.
وقال الاختصاصي بعلم نفس الطفل أحمد يوسف لبرنامج "البلد اليوم" على "شام إف إم" إنه على الأهل أن يتمتعوا بقدر كاف من الوعي والمعرفة تجاه أطفالهم وما يحبونه ويكرهونه، وملاحظة أي تغير قد يطرأ على هذه التفضيلات.
ومراقبة ما يتغير في سلوكه كالنوم والطعام والشراب وطريقة اللعب، أو انخفاض رغبته بالذهاب للمدرسة ولقاء أصدقائه أو مدرسيه، أو يتهرب ويبتكر الحجج حتى لا يذهب.
وبيّن يوسف أن الأسباب الكامنة وراء ذلك يمكن أن تتضح من خلال وجود قناة تواصل مفتوحة دوماً بين الأطفال والآباء والأمهات، وخوض حوارات ذات درجة عالية من الثقة.
وأشار يوسف إلى أنه لا يجب أن تتسم ردة فعل الأهل بإطلاق الأحكام حتى لا يخاف الطفل من التعبير عن رأيه، وكذلك الأمر بالنسبة لردات الفعل القلقة والمتوترة، فهي تُخيف الطفل وتفقده الثقة.
حيث يمكن أن يعرض الطفل مشكلة حصلت معه عن طريق فكرة أو سؤال غريب قد يطرحه، وهنا يجب على الأهل وفقاً للاختصاصي النفسي عدم استهجان ما يقوله، بل التعامل بحكمة وبطريقة مدروسة، أو سؤال مختص حول كيفية التعامل مع ذلك.
كما لفت يوسف إلى أن التحذير من المواقف الخاطئة التي قد تحصل في المدرسة، يجب أن تكون في وقت سابق للتمهيد للطفل وتهيئته، حتى لا يتردد في إخبار الوالدين عنها في حال حصلت.
وأوضح يوسف أن أغلب الدراسات الحديثة تقول إن 20 إلى 30 % من الأطفال يتعرضون للتنمر من أقرانهم أو من أشخاص آخرين، منوّهاً إلى أن الطفل الذي يتنمر والطفل المتعرض للتنمر هما ضحايا.
ومن الجيد إيضاح الآثار السلبية لفعل التنمر على الآخرين بالنسبة للطفل المتنمر، ويمكن فرض بعض العقوبات عليه لردعه عن القيام بهذا الفعل كالحرمان من المصروف على سبيل المثال.
أما بالنسبة للطفل الذي يتعرض للتنمر، فإنه يتطلب من الأهل العمل على رفع ثقة الطفل بنفسه، وتعليمه مهارات التواصل الفعال مع أقرانه، وكيف يتصرف معهم، وكذلك يحتاج الأهل للتنسيق مع كادر المدرسة للحصول على نتيجة فعالة.
أكثر ما يفيد الطفل في جميع مراحل دراسته هو تفعيل الحوار والحديث اليومي بينه وبين ذويه، وينصح الخبراء بألا يتوقف الأهل عن المحاولة إذا بدا أن الطفل غير مرحب بالسؤال، فالتواصل حتى لو كان عبر حديث قصير متكرر أفضل من أن يكون حديثاً طويلاً على فترات متباعدة.