ماذا يفعل أهل حماة بالحبل السري لأولادهم؟

 معتقدات شعبية ارتبطت ارتباطا وثيقا بالمجتمع الحموي , فسمعنا قصصا وحكايات وأساطير وصلت إلى درجة الخرافة يتناقلها أهل حماة حول " أثر الحبل السري " في حياة الطفل ومستقبله ؟؟ ومنها أن بعض أهالي حماة يخشى من أن تأكل القطة الحبل السري لأطفالهم وإذا تحقق ذلك فاعتقادهم بأن هذا المولود سيموت عما قريب حتماً كما جاء في التراث الشعبي ... وبالتالي يسعون لدفنه في مكان مقدس أو له مكانة اجتماعية أو علمية كمسجد أو كنيسة أو مدرسة أو جامعة على أمل أن يكون طفلهم في المستقبل رجلاً صالحاً أو متعلما أو مثقفا كبيراً‏

الحبل السري هو «القناة التي يسري فيها الغذاء من المشيمة إلى الجنين داخل الرحم ، ووظيفته نقل الغذاء والفضلات التي تتكون في جسم الجنين إلى دورة الأم الدموية »‏ إلا انه وعبر التاريخ حمل في التقاليد الشعبية دلالات مختلفة تتعلق بمصير المولود ويمكن أن نتتبع هذا الأمر في رقى وتعاويذ موجودة على الرقم ، وهناك اعتقاد وآراء على أن الحبل السري يمكن أن يلخص حياة المولود فالكثيرون يقرؤونه ويمكن لبعضهم قراءة كلمات من خلال الحبل السري تدل على مستقبل الطفل، و بما أنها تلخص حياة الطفل فكان لها ميثولوجيا خاصة فيها ومن ذلك أنه لا يجوز أن يقع الحبل السري في أيدي عدو لأنه من الممكن أن يعمل له عملاً ما كالسحر والذي يتسبب في التأثير سلباً على مستقبل الطفل, وبناء على هذه الميثولوجيا فإن الأساطير والحكايات الشعبية نقلت لنا أن القدماء كانوا يقدمونه كنذر للمعابد قديماً ، فهناك جنية اسمها « لاما» في الحضارات السومرية والفينيقية و الأكادية وبالإنكليزية اسمها « لامي وبالعربية «لمياء» وما يميز هذه الجنية هو اللون الأزرق لشفتيها , وقد كانت هذه الجنية تخطف الأطفال وتؤذيهم وتحسباً لذلك ولكي ترضى هذه الجنية عن المولود كان الأهل يضعون الحبل السري لأطفالهم في هيكل تابع لهذه الجنية بأحد المعابد , وهناك أعمال كان بعضهم يقومون بها كتجفيف الحبل السري وتخبئته في مكان ما مثل كيس المال أو – الخرجية - يمكن لبعضهم أن تجلب السعادة للمولود ولعائلته وباعتقاد آخرين أنه من الممكن أن يزيد المال ، وهذه الخرافة ليست موجودة فقط هنا و إنما منتشرة في الهند والصين وأمريكا اللاتينية وكل المجتمعات الأوربية بالذات .‏

وقد تابعت جريدة الفداء  هذا الموضوع مع عدد من الشرائح و الفعاليات الاجتماعية في محافظة حماة من كل الأطياف وسألت بعض النساء  التي أجابت إحداهن أنها وضعت الحبل السري لولدها البكر في مدرسة القرية لأنها تتمنى أن يصبح ولدها معلما مثل أبيه, أما شقيقة زوجها “هند” فقالت قبل سنة أرسلت الحبل السري لطفلي مع والده ليضعه في الجامع لكي يصبح رجلا صالحاً‏

و أما الرجال فقد سمعنا أقوالا كثيرة لم تخل من الطرافة منها ما قاله الخضري أبو سالم : ( أختكم أم سالم أنجبت /11/ ولداً وبنتاً , دفنت الحبل السري لكل منهم في " حوض الزريعة في بيتنا العربي ) لأني وجدت هذه الطريقة مأمونة‏

أما ما كان مدهشا فهو أستاذ جامعي طلب برجاء خاص أن لا نذكر اسمه حيث قال : أنا مع أن يتم دفن الحبل السري في مكان ما ـ لا تسألوني لماذا ، فقد رأيت كيف ماتت ابنة شقيقتي , لأنهم رموا حبلها السري مع فضلات الولادة في حاوية المشفى , ولما سألناه : ألا تعتقد أنها خرافة ؟ أجاب ليست الحكاية حكاية اعتقاد , فهناك أشياء تحدث لا نستطيع أن نجد لها تفسيرا‏

أما طبيبة الأطفال فقالت : بالرغم من عدم اقتناعي , فقد لبيت رغبة والدتي ووالدة زوجي وأرسلت الحبل السري لطفلتي مع أبيها فوضعه في " أساسات " كلية الآداب ,مع علمي بأن مستقبل الإنسان شيء لا علاقة له بمثل هذه التقاليد ..‏

وفي لقاء مع الدكتور أحمد أبو راس أستاذ علم الاجتماع بجامعة حلب قال بأن هذه الظاهرة مجرد موروثات تقليدية قديمة لا تتناسب مع التطور العلمي الحاصل في المجتمع ، وبالتالي هذه الظاهرة ليست إلا من قبيل الأعراف والتقاليد والأمثال الشعبية

كالاعتقاد حين يحكّ شخص ما يده بأنه سيقبض نقوداً ، وهذه الظواهر تندرج ضمن المثيولوجيا والتي لم تكن مبنية على أسس علمية وإنما مبنية على تخمينات وحكايات شعبية ، ويلجأ إليها الإنسان كتقليد اعتاد عليه الآباء والأجداد لا أكثر ولا أقل .‏

 

شام نيوز