مارغيلوف: فهم روسيا لسورية والشرق الأوسط عموما أكثر عمقا مما لدى شركائها

قال ميخائيل مارغيلوف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى إفريقيا، إن تغيير خريطة إفريقيا والشرق الأوسط محتمل على خلفية الأزمة السورية. وشدد على أهمية جعل هذه العملية متحضرة وقابلة للتحكم. وذكر  مارغيلوف في حوار إذاعي أن روسيا قدمت مبادرة تطرح طرقا أخرى لحل الأزمة السورية، مؤكدا أن فهم روسيا لسورية بخاصة، والشرق الأوسط عامة، أكثر عمقا مما لدى شركائها.

وقال مارغيلوف "لدي يوم الأربعاء لقاء آخر هو السابع مع وفد المعارضة السورية. فقد تواصلت العام الماضي مع المعارضة الليبية قابلتهم في بنغازي وفي كل العالم.. وتعرضت للانتقاد بعدها أكثر من مرة.. لكن ما أراه الآن في صفوف المعارضة السورية يختلف مبدئيا عما كان في صفوف أعداء القذافي. المعارضة السورية متجزئة، إنها مجموعات متفرقة أكثر بكثير من المعارضة الليبية. معارضة بنغازي كانت متفقة على تنحية القذافي. والموجودون الآن سواء كانوا في سورية أو تركيا أو فرنسا أو إيطاليا أو الولايات المتحدة أو في الدول الأخرى.. وينشطون ضد النظام السوري، تتعارض مواقفهم أحيانا إلى درجة تبدو فيها إمكانية وضعهم تحت سقف واحد في غاية الصعوبة.. ولذلك هذا ما دفعنا للذهاب نهاية الشهر الماضي إلى مؤتمر جنيف الدولي الخاص بسورية.. ذهبنا بشعار العمل بالملقط وليس بالمطرقة.. انطلاقا من مبدأ الطب الذي يقول لا تؤذي.. وانطلاقا من مبدأ السياسة الشرقية أي أن تلعب بالشطرنج وليس الركبي ويبدو لي أن بعض قلقنا وبعض اقتراحاتنا وجد آذانا صاغية".

مارغيلوف: ديمقراطية الشرق لها خصائصها

وبشأن فهم روسيا لنظم الحكم في الشرق الأوسط وافريقيا أكد مارغيلوف أن روسيا تنطلق من اعتبارات خصائص تلك الشعوب. وأوضح أنه "لم يكن لدينا أبدا ولا يوجد حتى الآن وهما حول قادة ما سمي في فترة الحرب الباردة بالعالم الثالث، نحن كنا وما زلنا ندرك جيدا نوعية هؤلاء الساسة.. للأسف المجتمعات القديمة وهي غالبية مجتمعات إفريقيا والشرق الأوسط تشكلت بناء على مبدأ استبدادية الشرق. وهذا مصطلح استشراقي لا تهتم به الصحافة. المنظومة الاستبدادية بشكل أو آخر، تصنعها مجتمعات الشرق الأوسط الكبير وإفريقيا، أحيانا عل شكل ممالك محدثة، مثلا، وأحيانا على شكل أشباه ديمقراطيات لا تذكر كثيرا بالديمقراطيات الغربية. وعندما يحاولون اللعب وفقا للديمقراطيات الغربية، تأتي إلى السلطة حماس كما في فلسطين أو الأخوان المسلمون كما في مصر، أو الليبراليون نسبيا كما في ليبيا، لأن هناك تنتظرنا تطورات ملفتة، فالانتخابات التي تسمى خطأ بالبرلمانية هي ما قبل البرلمانية.. وهي كما قال لي القادة في بنغازي في الأغلب اجتماع تأسيسي ما قبل البرلماني.. ستأتي حكومة انتقالية.. وحاليا للأسف الشديد لم يحل في ليبيا توافق عام".

مارغيلوف: الغرب متفق معنا على عدم تكرار سيناريو ليبيا

وقال مارغيلوف: "لدينا نقطتا تقاطع أولها التخوف من الإجابة عن السؤال: ماذا سيحدث غدا في حال تفكيك هذا النظام بشكل أو آخر؟ والثانية لا أحد يرغب في مسلسل لا يمكن التحكم به.. في حال تغيير النظام في سورية نحن لا نريد تكرار السيناريو الليبي وشركاؤنا الغربيون كذلك.. نحن نتحاور ونحاول الوصول إلى اتفاق.. فالخلاف لا يعنى العداء".