مارلين مونرو آسيوية

تراود هذه الأسئلة كل من تقع عيناه على مجموعة المصور الفوتوغرافي هوارد كاو ، التي تقابل كل صورة شخصية فيها، صورة أخرى متماثلة لها، ولكن بملامح شرقية، سواء كانت من مشاهير السينما أو الموسيقى.
ومن المعروف أن سينما هوليوود أو موسيقى الريف «الكونتري»، هي جزء لا يتجزأ من الولايات المتحدة الأميركية. وتعتبر أساطيرها ومشاهيرها من كبار سفرائها في جميع بقاع العالم. لكن موضوع سلسلة الصور هذه يدور حول ما إذا كان النجم الأميركي سيحتفظ بذات التأثير الثقافي فيما لو كانت سحنته شرقية.
فهل كانت مارلين مونرو ستبقى ملكة الإثارة، لو كانت آسيوية الملامح؟ أم كان سيقلل ذلك من مكانتها كنجمة إغراء لا منافسة لها في ذلك حتى الآن؟ وماذا عن ويلي نيلسون؟ هل كان سيشكل جزءا من أسطورة موسيقى الريف فيما لو كانت عيناه مسحوبتين للخارج، كما هو شأن الصينيين؟
هذا ما أراد كاو القيام به، حيث استعان بصورتين تعودان لأحد مشاهير السينما أو الموسيقى، كي يقوم لاحقا بمعالجتها رقميا، من أجل أن تبدو آسيوية الملامح. وهكذا، تقدم لنا سلسلة صور مارلين مونرو، وروبرت دي نيرو، ودولي بارتون، وويلي نيلسون، وجورج بيرنز، وبريت مايكل، الصور الرقمية التي تشبهها، ولكن بملامح آسيوية.
وكانت هذه المجموعة من الصور قد ظهرت، بعد أن التقى المصور هوارد كاو ببديل كريستوفر ووكين في أحد المطاعم، على الرغم من أن الرجل كان من أصل آسيوي. ولذلك، أراد المصور الفوتوغرافي أن يجسد في صوره ذات الصدمة الثقافية التي تلقاها في طفولته.
ولد كاو، الصيني ـ الفيتنامي الأصل، في فونيكس، وترعرع في ولاية نبراسكا، بعد أن هاجرت أسرته الى الولايات المتحدة الأميركية، عقب الحرب الفيتنامية. وأمضى طفولته في قرية صغيرة، تجمع ما بين الغرب والشرق، في حضن جالية آسيوية – أميركية محدودة. ويبدو أن هذه المواجهة بين ما هو أميركي وبين انتمائه الآسيوي قد انعكست اليوم على شكل سلسلة من الصور الفوتوغرافية لعدد من نجوم الفن السابع ومن عالم الغناء والموسيقى.
ومن أجل ذلك، تعاون هوارد كاو في إنجازه الفني هذا مع استوديو «شوغر ديجيتال»، بهدف الخروج بمجموعة من الصور التي لا تخلو من مفارقات، وأن أقرب الصور الى نفس هوارد كاو، ضمن عمله الفوتوغرافي هذا، الذي جعل فيه لكل نجم من يماثله، صورة كل من ويلي نيلسون ومارلين مونرو.