ماوراء الأخبار.. وهناك ما لم يعلن بعد

عزالدين درويش - تشرين
الهجمة الخليجية الغربية على سورية أكبر مما يتصورها كثيرون، وهي معدة مسبقاً، ومبرمجة، ومحضّر لها تمويلاً وتسليحاً، وموجهة بشكل أساسي نحو عمل كل ما من شأنه إسقاط الدولة السورية، وصولاً إلى القضاء على نهج المقاومة الذي تمثله، والذي غيّر الكثير من المعادلات في مواجهة العدوانية الإسرائيلية.
لذلك، فالتأكيد أن ما تتعرض له سورية هو مصلحة إسرائيلية ثبت بالأرقام والوقائع، بدءاً بمواقف وتصريحات وتحركات أعضاء مجلس اسطنبول، مروراً باستنفار بعض دول الخليج العربية ضد سورية، وانتهاء بما يجري على الأرض السورية من ارتكابات المجموعات الإرهابية المسلحة المدفوعة الأجر سلفاً.
والأدلة على ذلك كثيرة، وبعضها مازال طي الكتمان نسبياً، ويكفي هنا أن نشير إلى المعلومتين التاليتين اللتين لم تخرجا إلى العلن بعد:
- المعلومة الأولى، ومصدرها جهة إعلامية قطرية مطلعة، تقول: رتّب حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني لقاء عُقد في الدوحة وضم أعضاء في مجلس اسطنبول ومسؤولين إسرائيليين، جرى التداول فيه حول العلاقات بين الجانبين، وتقديم الضمانات للجانب الإسرائيلي حول هذه العلاقات.
- المعلومة الثانية، وقد سُربت إلى بعض وسائل الإعلام، ومفادها أن سعود الفيصل تعهد لأعضاء في حكومة رجب طيب أردوعان بأن يدفع لتركيا ضعفي خسائرها الاقتصادية سلفاً إذا ما مضت قدماً في تنفيذ ما تسمى المنطقة العازلة على الحدود السورية، وأغراها كذلك بأمور اقتصادية أخرى.
هذا إضافة إلى ما تدفعه السعودية وقطر من جعالات مالية كبيرة لأعضاء مجلس اسطنبول ومن يرشحونه لتقاضي مثل هذه الجعالات، وكذلك الأموال التي تدفع للمجموعات الإرهابية المسلحة في سورية صباح مساء، والأسلحة والتقنيات المتطورة جداً التي تهرّب إلى هذه المجموعات.
وتقدر مراكز البحث الغربية ووسائل الإعلام كميات الأموال التي تضخها قطر والسعودية تحديداً يومياً للمسلحين والمتظاهرين في سورية بنحو مئة وخمسين مليون دولار.
وهناك الكثير أيضاً من الحقائق والمعلومات التي لم يحن بعد وقت ذكرها والتي تؤكد أن آخر ما يفكر به الغربيون والخليجيون هو حقن دماء السوريين، فكيف تحقن هذه الدماء وهم الذين يرصدون المليارات لإهدارها عبر مجموعات تكفيرية تحترف القتل والتنكيل والتمثيل بالجثث؟
هم يريدون إسقاط الدولة السورية حتى لو كان الثمن ثلثي الشعب السوري وليس ثلثه فقط كما أعلن أحد شيوخهم في فتوى بهذا الشأن، والسوريون يقولون لهم: خسئتم فأنتم من سيسقط وليس الدولة السورية.