مبارك يبكي ويقول للمحققين : المقربون غالطوني بشأن نوايا المتظاهرين

قال الرئيس المصري السابق حسني مبارك للمحققين إن المعطيات بشأن المظاهرات ومطالب الذين قاموا عليها لم تصله بشكل صحيح، مؤكدا أن المقربين له أعطوه معلومات تجانب الحقيقة بشأن الأوضاع وتناقلت تقارير إخبارية الخميس مقتطفات من أقوال الرئيس المصري السابق حسني مبارك خلال التحقيق معه، والتي أكد خلالها أنه كان قد اتخذ قراراً بترك الحكم في اليوم الرابع للمظاهرات وأنه لم يصدر أي تعليمات لأحد بإطلاق الرصاص على المتظاهرين أو التعدي عليهم بالضرب.
وقالت مصادر قريبة الصلة من التحقيقات إن مبارك حاول طرح بدائل لحبسه حفاظًا على ماء الوجه إلا أن قرار النائب العام كان قاطعًا لا يقبل المناقشة، وهو ما جعل مبارك يبكي بالفعل لأول مرة، على الرغم من شخصيته العنيدة.
ونقلت صحيفة "المصري اليوم" عن نص التحقيقات أن مبارك أكد أنه لم يصدر تعليمات لأحد بإطلاق الرصاص على أحد من المتظاهرين أو التعدي عليهم بالضرب، وأنه هو الذي طلب نزول القوات المسلحة إلى الشارع لحماية المواطنين وطمأنتهم.
وأكد مبارك خلال التحقيقات أنه تحدث مع اللواء حبيب العادلي، وزير الداخلية الأسبق، مرة واحدة وطلب منه فيها التعامل بحذر مع المتظاهرين. وقال: "إذا كان أحد من قيادات الداخلية قد زج باسمي في التحقيقات فكلامه كذب".
وكشف الرئيس السابق عن أنه كان قد اتخذ قراراً بترك الحكم في اليوم الرابع للمظاهرات، لكن المقربين منه أقنعوه بأن ذلك من شأنه دخول البلاد "منعطفا خطيرا"، وأن المظاهرات تريد تغيير الحكومة فوافق على تغييرها.
ونقلت صحيفة "الشروق" عن مبارك القول في التحقيقات أنه فضل مصلحة البلد العليا على مصلحته الشخصية واستجاب لرغبة الشعب في تخليه عن منصب الرئيس "واضعا مصالح الوطن وأبنائه فوق كل اعتبار، واخترت الابتعاد عن الحياة السياسية، متمنيا لمصر وشعبها الخير والتوفيق والنجاح خلال المرحل المقبلة".
أما فيما يتعلق بتهم التربح والاستيلاء على المال العام، فلم تخرج ردود مبارك عن إطار الخطاب الذي أذاعته قناة العربية الاحد الماضي حيث قال إنه "تعرض وأسرته لحملات ظالمة وادعاءات باطلة تستهدف الإساءة إلى سمعته والطعن في نزاهته".
ووصل علاء وجمال نجلا الرئيس المصري السابق حسني مبارك صباح الأربعاء إلى سجن طرة بمحافظة حلوان علي مشارف القاهرة، لينضما بذلك إلى عدد كبير من وجوه النظام السابق. وقضى مبارك يومه الأول في الحبس في غرفة بالطابق الثالث بمستشفى شرم الشيخ الدولي، تحت حراسة مشددة، بينما تظاهر المئات من العاملين في المدينة أمام المستشفى للمطالبة بإخراجه من المدينة، بينما طالب خبراء قانونيون بترحيله إلى مستشفى سجن طرة، معتبرين أن بقاءه في مستشفى شرم الشيخ "مخالفة دستورية".
من جهة أخرى دخلت رقية السادات، ابنة الرئيس المصري الراحل أنور السادات، على خط أزمة مبارك, وأكدت على أنها مستمرة إلى آخر الشوط في قضيتها ضد مبارك والتي تتهمه فيها بالتورط في اغتيال السادات، وأنها تملك الأدلة على اشتراكه في مؤامرة اغتيال والدها في حادث المنصة.
وأعلن المتحدث الرسمي باسم النيابة العامة أن النائب العام المصري أصدر النائب العام قرارات بالحبس 15 يوما على ذمة التحقيقات لكل من فتحي سرور رئيس البرلمان السابق في اتهامات بتضخم ثروته بعد تحقيقات استغرقت قرابة الـ7 ساعات، والمحامي مرتضى منصور النائب السابق بالبرلمان بتهمة التحريض على قتل المتظاهرين سلميا إبان الثورة المصرية، كما قضت محكمة الجنايات بالتحفظ على أموال وممتلكات وزير البترول الأسبق سامح فهمي وأسرته.
كما اصدر النائب العام أصدر قرارا بإدراج اسم كل من الدكتور عاطف محمد عبيد، رئيس مجلس الوزراء الأسبق، وأحمد محمد حسنين هيكل، صاحب شركة القلعة للاستثمارات المالية بشأن وقائع تتعلق بـ"تسهيل الأول للثاني للاستيلاء على المال العام والتربح للنفس والغير والإضرار العمدي به".
وقرر النائب العام، التحفظ على ممتلكات وأموال 36 شخصا من كبار المسؤولين السابقين بالحكومة والحزب الوطني في مصر، منهم: عمر هريدي عضو مجلس الشعب السابق، عضو مجلس نقابة المحامين، ومحمد عبد السلام محجوب وزير التنمية المحلية السابق، وعبد اللطيف المناوي رئيس قطاع الأخبار السابق، وزوجته الإعلامية رولا خرسا، وعبد الرحيم الغول عضو مجلس الشعب السابق، وأبو الوفا رشوان سكرتير أول رئيس الجمهورية السابق، وطارق حسن رئيس تحرير صحيفة الأهرام المسائي السابق، وخالد إمام رئيس تحرير جريدة المساء، وممدوح عباس رئيس نادي الزمالك السابق وعاطف محمد عبيد رئيس وزراء مصر الأسبق، ويوسف والي وزير الزراعة الأسبق.
شام نيوز - صحف