مبارك يرفض التنحي ويسلم مهام الرئيس لسليمان

توجه عشرات الآلاف من المتظاهرين المصريين نحو مبنى التلفزيون وحاصروه احتجاجا على خطاب الرئيس المصري حسني مبارك.
وقال الرئيس المصري حسني مبارك انه سينقل السلطات الى نائبه خلال خطابه الذي وصف أنه لم يلب مطالب المحتجين له بالتنحي فورا بدا ان مبارك (82 عاما) يتخلى عن السلطة لنائبه عمر سليمان رئيس المخابرات السابق الذي تثق به واشنطن.
ولوح المحتجون في ميدان التحرير بأحذيتهم تعبيرا عن خيبة املهم تجاه الخطاب وهم يهتفون "يسقط يسقط حسني مبارك" معبرين عن الغضب من عدم تنحيه.
وكرر مبارك القول بأنه لن يترشح لخوض الانتخابات القادمة التي تجرى في سبتمبر ايلول وقال ان الحوار مع المعارضة ادى الى توافق مبدئي على حل الازمة.
وقال مبارك ان مصر تتجه الى نقل سلمي للسلطة مؤكدا انه يثق في صدق مطالب المحتجين ونواياهم لكنه شدد على رفضه لاملاءات القوى الخارجية على بلاده.
واضاف مبارك انه يشعر بالام من فقدوا ذويهم في الاحتجاجات وانه ملتزم بالاستجابة لمطالب الامة وتابع ان أولئك الذين توفوا والذين حددت الامم المتحدة عددهم بنحو 300 شخص لم يموتوا هباء.
من جهته دعا نائب الرئيس المصري عمر سليمان الشباب المصري للعودة الى "ديارهم واعمالهم" مؤكدا ان "حركة شباب 25 يناير نجحت في احداث تغيير هام في مسار الديموقراطية".
وقال سليمان "يا شباب مصر وابطالها عودوا الى دياركم واعمالكم، الوطن يحتاج الى سواعدكم"، واعتبر ان "هذه ساعة فاصلة في تاريخ الوطن تتطلب من كل الشرفاء الحريصين على امن واستقرار مصر ان يتحدوا ويحكموا العقل وان ينظروا الى المستقبل".
واضاف "ان حركة شباب 25 يناير نجحت في احداث تغيير هام في مسار الديموقراطية ولقد بدأ التغيير واتخذت القرارات الدستورية" في اشارة الى طلب الرئيس المصري من مجلس الشعب تعديل خمس مواد في الدستور والغاء مادة سادسة.
واشاد سليمان مطولا بمبارك "وحسه الوطني وانحيازه للمطالب المشروعة للشعب (..) وادراكه لخطورة المرحلة الدقيقة التي تمر بها مصر في الوقت الراهن".
وقال "بعد ان فوضني بتحمل مسؤولية العمل الوطني للحفاظ على امن واستقرار مصر والحفاظ على مكتسباتها واعادة الطمأنينة الى جموع المصريين، اطلب من الجميع المساهمة في الوصول الى هذا الهدف وليس لدي شك ان الشعب قادر على حماية مصالحه".
وتابع "لقد فتحنا باب الحوار وتوصلنا الى تفاهمات ووضعت خريطة طريق لتنفيذ معظم المطالب" التي طرحها الشباب، وتعهد بـ"الحفاظ على ثورة الشباب ومكتسباتها".
ورفض المتظاهرون كلمة سليمان وطالبوه بالرحيل ايضا.
وفي وقت سابق أصدر الجيش المصري ما أسماه "بيان رقم واحد" وقال انه يتحرك للحفاظ على الوطن وتطلعات الشعب بعد اجتماع للمجلس الاعلى للقوات المسلحة، ولم يكن مبارك وهو قائد سابق للقوات الجوية موجودا في اجتماع المجلس.
من جهته دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما مجلس الأمن لاقومي لاجتماع عاجل بشأن مصر بعد خطبة مبارك، وكان البيت الأبيض قد قال “إنه لا يريد إصدار حكم مسبق على ما قد يحدث في مصر”. وأوضح المتحدث روبرت جيبس “نتابع وضعاً مفتوحاً على كل الاحتمالات في مصر وان الأولوية تبقى لانتقال منظم الى انتخابات حرة ونزيهة، وانه سيرد حسب ما تحتاجه الأحداث في مصر والرئيس باراك اوباما يتابع موقفاً يتسم بسيولة شديدة عن كثب”، واضاف ان أوباما تلقى ايجازاً من مستشار الأمن القومي توم دونيلون بشأن التطورات قبيل مغادرته واشنطن وانه على اتصال بالسفارة الأميركية في القاهرة. فيما نقلت إذاعة “ام اس ان بي سي” عن مسؤول في البيت الابيض رفض ذكر اسمه قوله “إن الموقف غامض.. لا أحد في الحكومة الأميركية يعرف ما الذي سيحدث في مصر”.
وقال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ليون بانيتا إنه من المحتمل الى حد بعيد ان يتنحى الرئيس المصري حسني مبارك خلال ساعات، وأضاف أمام جلسة في الكونجرس “تلقيت نفس المعلومات التي تلقيتموها.. ثمة احتمال كبير لتنحي مبارك وهو ما سيكون مهماً فيما يتعلق بما نأمل أن يكون انتقالاً منظماً في مصر”. ورجح ان يكون نائب الرئيس المصري عمر سليمان البديل في حال تنحي مبارك الذي يبدو مرجحا جدا. وقال بانيتا إنه تلقى تقارير بأن الرئيس المصري سيتنحى لكن ليس لديه تأكيد بأنه سيترك منصبه. وأضاف “تلقيت تقارير بان مبارك ربما يفعل ذلك لم نتلق كلمة محددة بأنه سيفعل ذلك في الواقع.. اعتقد انه سيسلم معظم سلطاته الى سليمان ليتمكن من حكم البلاد وإجراء الإصلاحات التي نأمل أن تحصل”.
وأعلن مدير الاستخبارات الأميركية جيمس كلابر أن الانتفاضة الشعبية في مصر وصلت الى نقطة حاسمة وستكون لها آثار على الأجل الطويل على شمال أفريقيا والشرق الاوسط. وقال إن “حالة عدم الاستقرار الناجمة الى حد كبير عن الأوضاع الاقتصادية والسياسية المتردية وصلت الى نقطة حاسمة في الأسابيع الماضية وستكون لها آثار طويلة الأجل على شمال افريقيا والشرق الأوسط.
من جهة ثانية، أعلن جيمس شتاينبرغ المسؤول الثاني في الخارجية الاميركية في اعلان في الكونجرس ان الولايات المتحدة ستعمل بما لا يسمح للاضطرابات في مصر أن تسبب خطراً جديداً على إسرائيل والمنطقة. وقال مساعد وزيرة الخارجية في كلمة أمام مجلس النواب “إن احدى الثوابت في هذه المنطقة التي تشهد تغيرات هي دعمنا الراسخ لأمن اسرائيل”. واضاف “سنعمل بقوة حيث صنعت اسرائيل السلام للحفاظ عليه وترسيخه وللتذكير باننا نعتمد على أن تواصل الحكومات التي صنعت السلام مع إسرائيل التزامها”. وقال شتاينبرغ ايضاً “اننا ملتزمون بالتأكد من ان التغيرات السياسية على حدود إسرائيل لا تسبب اخطاراً جديدة على إسرائيل والمنطقة”.
وجاءت هذه التصريحات فيما أجرى وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك مباحثات في البيت الابيض حول الأزمة المصرية مع كبار المسؤولين الأميركيين ومنهم نظيره روبرت جيتس ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون.
وفي لندن، قال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن التغيير في مصر مطلوب بشكل عاجل. وأضاف رداً على سؤال بشأن الاحتجاجات المستمرة في مصر “النتيجة التي خلصنا اليها هي أن التغيير مطلوب ومطلوب بشكل عاجل”.
شام نيوز- وكالات