متظاهرون مصريون: لا مبارك ولا سليمان.. يسقط يسقط الطغيان

تجمع قرابة عشرة آلاف متظاهر الاحد في ميدان التحرير ورددوا شعارات معارضة للنائب الجديد لرئيس الجمهورية اللواء عمر سليمان من بينها "لا مبارك ولا سليمان يسقط يسقط الطغيان".
وفرضت قوات الجيش حصارا امنيا حول ميدان التحرير حيث منع مرور السيارات فيه بينما سمحج للمتظاهرين بدخول الساحة بعد تفتيشهم.
وقال مصدر امني ان هناك عشرات الجثث في الطرقات بالقرب من سجن ابو زعبل الاحد حيث وقع تمرد الليلة الماضية وتم اطلاق نار اثناء فرار السجناء.
ولم يستطع المصدر ان يوضح ملابسات سقوط هؤلاء الضحايا مكتفيا بالقول "كان هناك اطلاق نار من داخل وخارج السجن".
وفر الاف السجناء ليل السبت - الاحد بعد تمرد في سجن وادي النطرون الواقع على الطريق الصحراوي بين القاهرة والاسكندرية على بعد 100 كيلومتر شمال العاصمة المصرية.
واوضح المصدر ان السجناء البالغ عددهم عدة الاف قاموا بتمرد وتمكنوا جميعا من الفرار بعد ان استولوا على اسلحة رجال الامن.
ويضم هذا السجن عددا كبيرا من الاسلاميين المحتجزين فيه منذ سنوات اضافة الى بعض السجناء الجنائيين.
وكان من بين الذين خرجوا من السجن 34 من قادة وكوادر جماعة الاخوان المسلمين تم اعتقالهم الخميس الماضي، بحسب ما قال محامي الجمعة عبد المنعم عبد المقصود لوكالة فرانس برس.
واوضح "انهم خرجوا لانه كان هناك خطر على حياتهم اذا ظلوا بعد خروج كل المساجين".
ويقع سجن ابو زعبل في منطقة صحراوية على الطريق الذي يربط بين القاهرة والاسكندرية على بعد 100 كلم شمال العاصمة المصرية.
وقالت المصادر الامنية ان ثمانية سجناء قتلوا وفر عدد كبير اخر اثر تمرد في سجن ابو زعيل وهو احد السجون الكبيرة في شرق القاهرة.
واعلنت قناة "الجزيرة" الاحد انه تم قطع بثها على قمر نايل سايت المصري، وذلك بعد ساعات على منعها من العمل في مصر.
وكانت مصر قررت اليوم الاحد ايقاف نشاط قناة "الجزيرة" في البلاد بدءا من اليوم.
وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية إن وزير الاعلام المصري انس الفقى اصدر قرارا "بان تقوم هيئة الاستعلامات باغلاق وايقاف نشاط قناة "الجزيرة" بجمهورية مصر العربية والغاء كافة التراخيص وسحب البطاقات الممنوحة لجميع العاملين بها اعتبارا من اليوم.
وردت "الجزيرة" في بيان الاحد ان منعها من العمل في مصر من قبل السلطات في القاهرة يهدف الى اسكات الشعب المصري، ووعدت بمواصلة تغطيتها "المعمقة والشاملة" للاحداث في هذا البلد.
من جهة اخرى يعيش قطاع غزة حالة من الترقب والمتابعة المتواصلة لتظاهرات مصر، في ظل صمت رسمي من قبل حركة "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة من جهة، وتباين في اتجاهات الفلسطينيين حول الوضع السياسي المصري.
وأرجع أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة الدكتور مخيمر أبو سعدة المتابعة الدقيقة لأهالي غزة لأحداث مصر إلى عمق العلاقة التاريخية والجغرافية والسياسية، خصوصاً وأن مصر حكمت القطاع قبل أن تحتله إسرائيل عام 1967، علاوة على احتضانها للقيادة الفلسطينية على مدار عشرات السنوات.
وأشار إلى الدور المصري الأساسي في مختلف الملفات الفلسطينية، سواء المتعلقة بالعلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي أو ملف العلاقات الفلسطينية الداخلية، لافتاً إلى أن أي تغيير في شكل الحكم في مصر ينعكس أكثر ما يكون على الشعب الفلسطيني.
ورغم أن الشعور السائد محلياً هو أن حركة "حماس" تبدو أكثر ارتياحاً في حال تغير النظام المصري الذي يقوده الرئيس محمد حسني مبارك منذ نحو 30 عاماً نتيجة العلاقة غير المستقرة بين الطرفين، إلا أن الحركة لم تعلق حتى الآن على أحداث مصر في انتظار ما ستؤول إليه الأمور في النهاية، خشية ألا يحدث التغيير المطلوب وفقاً لأبو سعدة, الذي قال ان "حماس تعلمت من موقف منظمة التحرير في حرب احتلال الكويت ولا تريد تكرار ما حدث".
وأكدت وزارة الداخلية في غزة أن الوضع على الحدود الجنوبية لقطاع غزة مضبوط وهادئ.
وكانت آليات عسكرية مصرية انسحبت من منطقة الحدود، بينما ترددت أنباء عن غياب الأجهزة الأمنية في محافظة شمال سيناء التي تحد القطاع.
ونفت الوزارة صحة الأنباء حول انتقال الفلسطينيين بين جانبي الحدود عبر معبر رفح، داعية إلى عدم التعاطي مع الاشاعات. وقالت: "لا اقتراب من الحدود من كلا الاتجاهين".
وانعكست الأوضاع في مصر بصورة مباشرة على تفاصيل الحياة في القطاع الذي يعتمد بصورة أساسية على ما يتم تهريبه من الأنفاق خصوصاً في ما يتعلق بمشتقات البترول ومواد البناء، إذ أن حالة الهدوء التي سادت الشوارع نتيجة تفرغ الفلسطينيون لمشاهدة التلفزيون في منازلهم، سرعان ما تحولت إلى ازدحام شديد في محطات الوقود التي اكتظت بالمواطنين لشراء البنزين والسولار خشية نفاذه من السوق.
وبينما لم تتغير حركة البيع والشراء على المواد الغذائية التي تدخل عبر المعابر الإسرائيلية المؤدية إلى القطاع، فقد شهدت بعض مواد البناء التي يتم تهريبها عبر الأنفاق ارتفاعاً ملحوظاً في أسعارها يتوقع زيادته في الأيام المقبلة إذا ما استمرت حالة الفوضى في مصر.
بيد أن وكيل وزارة الاقتصاد في غزة إبراهيم جابر أكد أن كميات الوقود المتوفرة حالياً تكفي السوق المحلي للاستهلاك العادي، داعياً إلى الهدوء وعدم الاندفاع إلى شراء وتخزين مزيد من المشتقات البترولية حتى لا تحدث أزمة خلال الأيام المقبلة.
وذكر أن أسعار الوقود ما زالت على حالها وفق التسعيرة القديمة، لافتاً إلى أن الجهات المعنية تقوم بمراقبة منافذ البيع والتوزيع.
على صعيد آخر أجلت بعض الفعاليات في قطاع غزة نظراً لانشغال الناس بمتابعة تطورات الأحداث في مصر، إذ اضطرت حركة "حماس" إلى تأجيل حملة "غزة أجمل رغم الحصار" حتى إشعار آخر.
وذكر إياد البزم مدير المكتب الإعلامي لحركة "حماس" في غزة أن تأجيل الحملة مرده الانشغال الشديد من قبل المواطنين في متابعة أخبار التظاهرات المصرية، لافتاً إلى أن الأحداث التاريخية التي تشهدها مصر تمثل الاهتمام الرئيسي للفلسطينيين في هذه المرحلة.
وشدد على أن التأجيل سيستمر إلى حين توفر الظروف الموضوعية لانطلاق الحملة من جديد، مشيراً إلى أن تأثيرات ما يحدث في مصر سينعكس على القضية الفلسطينية الأمر الذي يزيد من انشغال الفلسطينيين في متابعة هذه التطورات.