"متلازمة دودة الأذن" والأغاني التي تعلق في الأذهان.. مطلب موسيقي جماهيري لتحقيق "التريند"

رزان حبش – شام إف إم
أصبح من المعتاد أن لا يمر يوم في حياة أي شخص من دون أن تكون الموسيقا حاضرة فيه، فالغالبية العظمى من الناس يستمعون على الأقل إلى أغنية أو اثنتين عن قصد أو بغير قصد!
وتختلف نوعية الأغاني التي يحبها ويفضلها كل شخص وكل جيل، كما أنها تختلف على حسب المزاج المسيطر على الشخص، أو وفقاً للمكان أو المناسبة.
وفي حالة شائعة لدى الكثيرين فإن بعض الأغاني تعلق في الذهن، فيُردد الشخص كلماتها بشكلٍ لا إرادي في أي وقت وبأي مكان، ويُطلق على هذه الحالة علمياً اسم "التصوير الموسيقي اللاإرادي" أو "متلازمة الأغنية العالقة" ، والاسم الأكثر شهرة لها هو "دودة الأذن Earworm".
وذكرت إحدى الدراسات البحثية لجامعة لندن أن دودة الأذن تُنسب غالباً لأغنية تم الاستماع إليها مؤخراً، أو تم الاستماع إليها بصورة متكررة، وبالتالي يتناسب معدل إصابة الأشخاص بدودة الأذن تناسباً طردياً بالاحتكاك بالموسيقي.
وبحسب نتائج أحد الاستطلاعات، فإن الأغاني التي تعلق بالذهن تتصف بإنها سريعة الإيقاع الموسيقي، لأن الدماغ يفضل الإيقاعات السريعة على اعتبار أنها أكثر تفاؤلاً من الأغاني البطيئة!
وغير ذلك فإن الأغاني العالقة هي التي يتم الاستماع إليها أثناء القيام بحركة دورية، كممارسة الرياضة مثلاً أو القيام بالأعمال المنزلية.
وأوضح عميد المعهد العالي للموسيقا المايسترو عدنان فتح الله لبرنامج "البلد اليوم" على "شام إف إم" أن تكرار موسيقا معينة بشكل اعتيادي خلال اليوم يجعل الإنسان يحفظها ويعيد كلماتها لاشعورياً حتى وإن كانت من خارج اهتماماته الموسيقية.
وبيّن المايسترو فتح الله أن الأغاني التي تُطرح في الوقت الحالي تعتمد على دراسة توقيت طرحها وتكون ضمن خطة معينة تهدف لأن تلتصق بأذهان الناس دون شعورهم.
كما بيّن المايسترو أن الموسيقا والأغاني تتطور مع العصر ومع تغير نمط الحياة، فالناس سابقاً كانوا يستمعون إلى أغنية من 56 دقيقة على سبيل المثال وتحمل من القيم الموسيقية والفكرية والثقافية الكثير، وتكون لديهم القدرة على حفظها وترديدها.
بينما تمتاز أغاني هذا العصر بالسرعة والصخب والضجيج، ولديها فواصل موسيقية بسيطة، حيث يميل الناس في الوقت الراهن إلى مقاطع الأغاني التي تحقق شروط الفيديو القصير على "إنستغرام"، وتشكّل التريند على مواقع التواصل الاجتماعي.
ولفت المايسترو فتح الله إلى أن أبناء الجيل القديم يمكن أن لا يستسيغوا أغنيةً ما، وأن يستغربوا تركيبة الجمل، وعلى الرغم من ذلك تكون الأغنية قد حققت نجاحاً كبيراً.
أكثر من 90 % من الأشخاص يعانون من متلازمة دودة الأذن وبصورة منتظمة، وفقاً لما ذكرته العديد من الدراسات البحثية، فهل تعانون منها؟ وما الأغنية التي تغنونها هذه الأيام؟