متى سنصبح يـــــــــــابانييـــــــــن !!!؟؟
ساهرة صالح. شام نيوز
لمّا رأيت البعض يحلم بأن يصبح أمريكياً ،أو نصف أمريكي كحال لهجتهم النصف انكليزية .خطرت لي أمنية وهي أن أصبح يابانية ..
ولهذه الأُمنية الّتي تجول في خاطري منذ فترة أسباب تكاد تكون أقرب الى المنطق منها الى أمنية البعض بأن يصبح أمريكياً، فمثلاً بعد الزلزال الذي أصاب اليابان وكبّدها من الخسائرعدا البشرية ، ما يقرب ال 180 مليار دولار ، استطاع هذا الشعب أن يعطي الدروس للعالم أجمع ، من رحم كارثة قادرة على جعل بلد بأكمله في غياهب النسيان ...
إنضباط في غاية الدقة ، و متاجرخفّضت أسعار بضائعها بعد الزلزال الى النصف ،ولم تعرف معنى السلب و النهب كما يحصل عادةً في الكوارث كحال ما جرى في أمريكا إبّان إعصار كاترينا في ولاية نيو أورليانز،وكما حصل في بريطانيا بعد فيضان ال 2007 ،،
أو في مصر أثناء الثورة ، بل على العكس الناس في اليابان يعيدون البضائع الى الرفوف في المتاجر إذا انقطعت الكهرباء مثلاً أو لا يدخلون أصلاً الى أيّ متجر بعد أيّ هزّةٍ أرضيّة مهما كانت درجتها. فهل يحدث هذا في أمريكا أو أي بلد في العالم ...
و السؤال أليسوا استثناءا ؟؟؟؟؟
ألا يحق لنا ان نتمنى أن نصبح يابانين أو كاليابانين حتّى ؟
هذا عدا إذا أردنا الحديث طبعاً عن أنّ اليابان تكاد تكون الدولة الأفقرعالمياً بالثروات الباطنية ،مما حذا بها إلى الإستثمار في الإنسان نفسه ، و ها هي تنافس أعتى دول العالم في الحضارة و الإقتصاد و العلوم و كل شيء ، مع العلم بأنّها دولة شبه محتلة من الأمريكان أنفسهم ، وهذا قد يفاجئ البعض غير المهتم طبعاً بتاريخ الشعوب الأسيوية .....
فنحن للأسف اكتفينا بمحاولة اللّحاق بركب الغرب دون محاولة التعرّف حتّى إلى ما جرى و يجري في الشرق ..
و بالعودة إلى ما صنع الأمريكان باليابان ، فهم قد منعوها من بناء جيش خاص بها حتى يومنا هذا، بمعاهدات أُبرمت بعد هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية مع أمريكا التي ألقت عليها قنبلتين نوويتين قتلت 120.000 ألف ياباني 95% منهم مدنيين..
مع العلم بأنّ قنبلةً واحدةً كانت كافية لهزيمة اليابان ، إلاّ أنّ النهم الأمريكي للقتل لم يكن قد روي بعد ...
فعن ماذا نتحدث هنا !!!! عن حضارت أمريكية بُنيت على جماجم العالم أجمع ، و نحن نلهث للتشبه بها و اللحاق بركبها ، و ننظر شذراً إذا مرّ من قربنا ياباني أو صيني و نتهامس ضاحكيين على شكله ...
اليابان : ذلك البلد الذي ليس فيه أميّ واحد ، و مع كل بزوغ فجر هناك اختراع جديد .
بشرٌ: لا يعرفون معنى "office boy" فالمدير أياً كان ،هو أوّل من يبدأ في كلّ صباح بتنظيف مكتبه و يتبعه في ذلك بقية الموظفين كلٌ في مكانه .
و إذا أرادوا أن يُضربوا عن العمل لسبب ما ، وضعوا على أيديهم شرائط سود و تابعوا العمل ،ولكن معنى هذه الشريطة السوداء أنهم سيعملون و لكنهم لن يبدعوا في عملهم ...
إنهم استثناء عالمي ، وعبرة لكلّ بني البشر، و نحن العرب في مقدمّة الصف ، رغم أنّ هناك من قال أو سيقول :
شو ياباني ما ياباني ، منين طلعتيلنا فين هدول ؟؟؟
وسأقول له كما قالت الكاتبة الأمريكية ريبيكا سولينت ( وها أنا ذا أيضا أستعين بالأمريكان )
اذ قالت في كتاب عنوانه " جنّة بُنيت في الجحيم " :
(( عندما يكون لديك شعب يعرف مسبقاً كيف يتصرف ، فإن ذلك يوفر لك مجالاً للتفكير المنظّم السليم ، و وضع الحلول الناجعة بسرعة كبيرة ))
فهل لنا إذاً أن نسأل "متى سنصبح يابانيين " ؟؟