مثقفات تونسيات يدعون الى الحفاظ على مكتسبات المرأة التونسية

دعت الكاتبة التونسية درة بوزيد عميدة الصحافيات التونسيات الى "مضاعفة الحذر" للمحافظة على المكاسب التي حققتها المراة التونسية منذ عقود رغم "انها لا تزال منقوصة".
وقالت بوزيد التي اصدرت اول مجلة نسائية تونسية باللغة الفرنسية "يجب مضاعفة الحذر للمحافظة على ما حققته المراة التونسية من مكاسب مع المطالبة بحقوق ظلت ناقصة لفترات طويلة...
ولم تتحقق في فترتي "الحبيب" بورقيبة و"زين العابدين" بن علي رغم ان الاصوات المنادية بذلك لم تكف عن المطالبة بها" لا سيما المساواة في الارث مع الرجل.
وعمليا دعت بوزيد الى "ضرورة بعث لجنة يقظة نسائية" و"القضاء على الهياكل الرسمية النسائية المضرة".
كما طالبت بوزيد برفع "عدد النساء داخل الهياكل الرسمية لا سيما الوزارت والبرلمان" و"تعيين نساء في مناصب القرار يتسمن بالمصداقية وبعيدات عن كل الشبهات".
وشددت بوزيد التي كرمتها فرنسا في تشرين الاول الماضي على "ضرورة اصدار بيان تكميلي لمجلة الاحوال الشخصية" التي كرست منذ صدورها العام 1956 مساواة المراة بالرجل ومنع تعدد الزوجات والزواج المدني وحق المراة في طلب الطلاق. معتبرة ان هذه "الانجازات بحق المراة على اهميتها تظل دون الطموحات".
غير ان الجامعية والناشطة في مجال حقوق الانسان نورة البورصالي بدت غير متخوفة من حدوث تراجع في مجال حقوق المراة التونسية وقالت السبت "عندي ثقة في هذا العدد الكبير من الشبان والشابات الذين نزلوا الى الشارع من اجل المحافظة على المكاسب الحداثية" رافضة "ما يسمى باستراتيجية الخوف التي لن تمكننا من السير في طريق الديمقراطية".
وفي ذات الاتجاه كتبت صحيفة لابراس الحكومية تحت عنوان "المراة التونسية دائما الى الامام" ان ما تشهده تونس في الاونة الاخيرة من احداث جعلت الاضواء تسلط عليها في العالم ... لا نسمح لانفسنا بالرجوع الى الوراء"، واضافت "تونس التي انجبت المصلحين كالطاهر الحداد يجب ان تصمد امام تيارات الجذب الى الخلف".
وهي تشير بذلك الى الشيخ المصلح الطاهر الحداد الذي كان اول من دعا في النصف الاول من القرن الماضي الى تحرير المراة.
وتاتي هذه الدعوة الملحة بعد اعلان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان التونسيين يسيرون على طريق اقامة "حكم اسلامي" في بلادهم بعد الاطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي الذي كان مدعوما من الغرب.
وقال احمدي نجاد في كلمة نقلها التلفزيون الرسمي مباشرة "بكلمة واحدة، التونسيون يسعون الى تطبيق القوانين والاحكام الاسلامية".
غير ان رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي تعهد الجمعة للتونسيين انه لن يتم المساس بمكاسب تونس الاجتماعية والحداثية وبينها خصوصا قانون حرية المرأة الذي يحظر تعدد الزوجات، ومجانية التعليم والصحة.
وقال في هذا الصدد "هناك مكاسب لا يمكن لاي شخص ان يلغيها مثل "مجانية" التعليم والصحة وحرية المراة وقوانين المراة وما يتعلق بالحداثة والانفتاح لانها دخلت في عروقنا واصبحت جزءا من شخصيتنا.