مجلة فوغ: أسماء الأسد المثال العصري للسيدة الأولى في العالم العربي

 

وصفت مجلة"فوغ" المعنية بالمرأة والموضة، السيدة "أسماء الأسد" بالمرأة النشيطة، المفعمة بالحيوية والحداثة، والتي تحاول دوما إضفاء الروح العصرية، والثقافة، والعلمانية على نظام زوجها السياسي ، هكذا أشارت مجلة "فوغ" إلى السيدة "أسماء الأسد" فأجرت معها المجلة ومع زوجها الرئيس بشار الأسد حواراً مطولاً تناولت خلاله ظروف نشأتها، وحياتها، وأنشطتها، مشددة على أنها السيدة العربية الأولى التي تتمتع بالصفات العصرية التي لابد أن تتحلى بها أي سيدة أولى في العالم.

أنيقة، براقة، والأكثر حيوية وجاذبية من بين سيدات العالم الأوائل.. هذه هي أسماء الأسد، المرأة التي وصفتها مجلة"باريس ماتش" بالشعاع الذي يضيء دولة تكثُر بها المناطق المظلمة.

تختلف أسماء الأسد عن غيرها من السيدات الأوائل، فهي لا تعتمد على الماركات العالمية في أزيائها ، ولا تكرس أوقاتها لاختيار المجوهرات المرتفعة الثمن، فهي مزيج نادر للمرأة البسيطة ذات الجمال الهاديء، والعقلية التحليلية.

ولدت أسماء الأخرس التي ترى أن سوريا تقع في"منطقة صعبة" لتقارب حدودها مع كل من لبنان، والعراق، وإيران، وفلسطين، في العام 1975 في العاصمة البريطانية، فهي الإبنة الكبرى والوحيدة لأبوين سوريين سُنييّن، الأب يعمل طبيب قلب ، والأم في السلك الدبلوماسي.

نشأت أسماء الأخرس في منطقة"إيلينغ" والتحقت بـ"كوينز كولدج" التابعة لجامعة أوكسفورد، و كانت تقضي إجازتها في سوريا، والتي أشارت إليها في حديثها مع "فوغ" قائلة:" أصدقائي البريطانيون لم يعتقدوا أن سوريا بلداً عادياً كغيره من بلدان العالم، لذلك كنت أحرص على أن أُريهم الصور التي التقطتها أثناء تمضية إجازتي في بلدي الأم".

درست أسماء الأخرس، الفتاة الهادئة، ذات العيون الخضراء الداكنة، والشعر الأشقر القصير، والتي تجيد التحدث بالإنكليزية لكن بطريقة غير أرستقراطية، علوم الحاسبات في جامعتها البريطانية، ثم التحقت بعدها بالعمل في القطاع المصرفي، وانضمت في العام 2000 إلى جامعة "هارفرد" كي تستكمل دراستها العليا و تحصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال.

بدأت علاقة أسماء الأخرس بصديق عائلتها، والابن لثاني للرئيس السوري حينها "حافظ الأسد" في أوائل التسعينيات، لكن قطع بشار الأسد لدراسته طب العيون في لندن بعد وفاة أخيه الأكبر " باسل" في حادث سيارة في العام 1994، جعل مصير علاقتهما غير واضحاً خاصةً لفرق العمر بينهما والذي يصل إلى عشر سنوات.

 

وتصف أسماء الأخرس حياتها قبل الزواج بالرئيس بشار الأسد في ديسمبر من العام 2000 قائلة:" رغم كوني ملتزمة جداً في عملي طوال حياتي إلا أنني في فترة ما قبل زواجي كنت أحرص على أخذ كل إجازاتي، وأحياناً كنت أختفي كليا دون تبرير، فلم أعرف حينها ماذا أقول، فإذا بررت سأعلن أن علاقة ما تربطني بابن الرئيس"، وأضافت:" كنت أحرص على الذهاب شهرياً إلى سوريا خاصة بعد أن أصبح بشار رئيساً و أتحجج باشتياقي لجدتي، حتى شهر أكتوبر – تشرين الأول من العام 2000 حيث تركت عملي رغم معارضة مديري الذي اعتبر أنني أعاني من بعض الضغوط، أو أريد مزيداً من الراحة، لكنه لم يكن يعلم أنني وبشار سنتزوج في ديسمبر – كانون الأول من العام نفسه".

وبعد أن حملت أسماء الأخرس لقب الأسد ، تعاملت مع مهامها بالصفات التي اكتسبتها من عملها في القطاع المصرفي في بريطانيا، وتقول في حديثها مع "فوغ": "تعلمت من عملي في البنوك التفكير التحليلي و فهم الجوانب التجارية لأي شركة، وعن طريق ما اكتسبته أُدير النشاطات المتعددة التي تندرج تحت مهامي كسيدة أولى".

كما أشارت إلى عائلتها قائلة:" أبدأ عملي في مكتبي أحيانا عند  السادسة، أتجاهل الاستراحات المتعددة كي أعود إلى منزلي وعائلتي عند الرابعة، فأحب الأوقات عندي تلك التي أقضيها معهم، فانا دائما لدي بطارية قابلة لإعادة الشحن، لمتابعة كافة شؤونهم".

السيدة السورية ذات الخامسة والثلاثين عاماً تضع في نصب اهتمامها تغيير عقلية ستة ملايين شاب سوري تحت سن الثامنة عشر، وتشجيعهم على ما أسمته بـ"المواطنة النشطة"، فضلاً عن تمكين النساء في سوريا، لدفع بلادها إلى الأمام.

في العام 2005  أنشأت أسماء الأسد مؤسساتها الغير حكومية "مسار" المعنية بتمنية قدرات الشباب من عمر الخمس سنوات إلى والواحد والعشرين، إذ تعمل المؤسسة على تعليم هؤلاء الشباب المهارات التي يحتاجونها في المستقبل مثل طرق إدارة الأعمال .

وللارتقاء بسوريا ثقافياً حرصت على إقامة شبكة متاحف استعانت فيها بخبراء إيطاليين وخبراء من متحف اللوفر، علما أنها في ديسمبر ـ كانون الأول الماضي ذهبت إلى باريس لكي تناقش في المعهد الدبلوماسي الدولي تحالفها مع متحف اللوفر.

وتأكيداً على احترام سوريا لكافة الأديان، صرحت السيدة الأولى قائلة لـ"فوغ" :" اسمحوا لي أن أشرح لكم، الكنيسة جزء من تراث بلدي، و تتساوى مع المسجد الأموي في الأهمية، فنحن نعيش جميعاً جنباً إلى جنب، وسوريا شهدت حضارات وثقافات متعددة كلها لها أهميتها ومكانتها."

كما أضافت:"في سوريا منازل كثيرة لليهود السوريين الذين تركوها، وعادة لا يتم مساس تلك المنازل بأي شكل من الأشكال، لأن السوريون لا يعبثون بممتلكات الغير."

أسرة الرئيس الأسد التي تعيش في شقة عصرية، حيث أسلوب الحياة البسيط و العملي، لا تعتمد على أفراد حراسة لحمايتها، فتقول أسماء الأسد:" ذات مرة وأثناء زيارة براد بيت وأنجيلينا جولي لسوريا في العام 2009 وقيام الرئيس بشار الأسد بقيادة سيارته بنفسه وإيصالنا للمكان الذي سنتناول فيه الغذاء، سأل بيت عن أفراد الأمن الذي يتولون حمايتنا وذلك لعدم وجود أيا منهم، فأجبته أن السيدة العجوز التي تعبر الطريق وأن الرجل المتواجد عند الزاوية هم الذين يحمونا". وأوضحت :"طالما الإنسان محاط بالناس فهو دائما في أمان".

ومن ناحيته، اعتبر الرئيس الأسد أن أكبر تحدي واجهه وزوجته هو الأساس الذي ستسير وفقه حياتهما ، أي سيعتمدوا على رغباتهم أم  ستسير حياتهما وفقا لما ستمليه عليهم السلطة ومكانتهما كسياسيين.

ولذلك رأى الرئيس بشار الأسد أن تأجيل إعلان خبر زواجه بعد شهر من الحفل الرسمي كان صائباً، إذ استطاعت أسماء الاسد طوال الفترة التي فصلت بين خطبتها لبشار الأسد، و إعلان زواجهما أن تكتشف ماحولها، وقالت:" خلال الثلاثة أشهر التي أمضيتها متخفية، زرت ما يقرب من 300 مدرسة ومنظمة، ومصنع، ومزرعة، إذ حرصت على رؤية كل شيء كي أعرف أين سأؤدي دوراً فعالاً .

 

 

شام نيوز- وكالات