مجلس الأمن يتبنى قرارا بالإجماع بشأن الأسلحة الكيميائية في سورية

تبنى مجلس الأمن الدولي قرارا بالإجماع حول الأسلحة الكيميائية السورية لا يهدد سورية بعمل عقابي تلقائي إن لم تمتثل للقرار.

ورحب أعضاء المجلس بقرار منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الذي صدر في وقت سابق بشأن تفكيك الأسلحة الكيميائية السورية وطالب هذا القرار جميع الدول بالامتناع عن تقديم أي مساعدة لمنظمات غير حكومية في إنتاج واقتناء واستخدام السلاح الكيميائي.

وأكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري في مؤتمر صحفي عقده في ختام جلسة مجلس الأمن أن القرار المتخذ يغطى مخاوف الحكومة السورية ويرحب بدخول وانضمام سورية لمعاهدة حظر الانتشار الكيميائي.

وأوضح الجعفري أن القرار ينص على أن ما من طرف في سورية يجب أن يطور أو ينتج أو ينقل الأسلحة الكيميائية ويدعو الجميع إلى الانخراط بجدية في المؤتمر الدولي حول سورية المزمع عقده في جنيف.

وقال الجعفري "إن أعضاء مجلس الأمن اتفقوا على قبول كل الدول في المجلس بالتقيد بهذا الخضم بما في ذلك الدول التي تساعد الإرهابيين ومنهم تركيا والسعودية وقطر وفرنسا والحكومتان الأمريكية والبريطانية .. كلهم يجب أن يحاسبوا بموجب هذا على سماحهم ودعمهم للإرهابيين".

ودعا الجعفري الدول التي تزود المجموعات الإرهابية في سورية بالسلاح والأموال إلى التوقف عن ذلك مشدداً على أنه يتعين على الدول التي تقدم السلاح والمال للإرهابيين وهى تركيا والسعودية وفرنسا وقطر والولايات المتحدة أن تلتزم بقرار مجلس الأمن.

وأشار الجعفري إلى أن التزام الحكومة السورية بمعاهدة حظر الأسلحة الكيميائية يظهر جديتها ويشدد على أن الحل في سورية سياسي شامل مذكراً بأن سورية شجعت دوما على التوصل إلى حل سياسي لإنهاء الأزمة فيها ودعمت كل الجهود الهادفة لتحقيق ذلك.

20130928-163445.jpg

وأوضح الجعفري أن الحكومة السورية ملتزمة بشكل كامل بحضور المؤتمر الدولي حول سورية المزمع عقده في جنيف في تشرين الثاني القادم للتوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية.

وردا على أسئلة الصحفيين قال مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة إن "مشروع القرار 2118 يحظر على أي حكومة سواء في المنطقة أو خارجها أن تساعد المجموعات الإرهابية ليس فقط في الحصول على السلاح الكيميائي واستخدامه ضد الشعب السوري وإنما أيضاً يحظر على أي حكومة بما في ذلك الحكومة السعودية أن تعمل ضد مسار جنيف وإن هذا القرار يلزم جميع الدول الأعضاء بتشجيع عقد مؤتمر جنيف الثاني لتطبيق جنيف الأول".

وحول اجتماع ما يسمى "أصدقاء الشعب السوري" أكد الجعفري أن هذا لا يتماشى مع الميثاق وقال "بعثت رسالة مهمة سريعة للأمين العام أطلب منه فيها أن ينبذ هذا الحدث الجانبي لأنه انتهاك للميثاق ورغبة الأعضاء وقد قام به الوفد الفرنسي الذي يقرأ الأحداث الدولية بطريقة سريالية حيث تتحرك الدبلوماسية الفرنسية بشكل غير ناضج بدل أن تتحرك بشكل مهني".

وأضاف الجعفري: أنصح وزير الخارجية الفرنسي أن يقرأ القرار بحذر ومن خلال قراءته سيستنتج أنه من الآن فصاعدا لا هو ولا دولته بشكل عام سيتم السماح لهم بانتهاك أحكام هذا القرار الذي يحظر ويمنع الحكومة الفرنسية من التحريض على الإرهاب والعنف داخل سورية ويمنع باريس ووزير خارجيتها من التصعيد باتجاه الحل العسكري في سورية من خلال تقديم الدعم العسكري لأولئك الذين يعارضون عقد مؤتمر جنيف بحد ذاته.

ورأى مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة أن الدبلوماسية الفرنسية ارتكبت أخطاء كثيرة أمس مشيرا الى أن الوزير الفرنسي كان يقرأ بيانه بشكل يبدو أنه لم يفهم معنى القرار.

ولفت الجعفري إلى أن الوقت حان لإنهاء العنف والمشاركة الفورية الإيجابية في العملية السياسية بما يؤدي إلى عقد مؤتمر جنيف وأن الحكومة السورية ومنذ عام قدمت للحكومة الروسية اسم الوفد السوري وتشكيلته وما زالت بعض العواصم تمارس نفوذا على الكثير من هذه "المعارضات في سورية" كي لا تذهب إلى جنيف 2 وألا تشارك في هذه العملية مؤكدا أنه من الآن فصاعدا هذا القرار سيحمل الجميع المسؤولية أمام مجلس الأمن في حالة خالفوا أحكامه.

ودعا الجعفري الجميع إلى ممارسة الدبلوماسية الحقيقية السلمية بحسب أحكام الميثاق وليس من خلال التهديد باستخدام القوة العسكرية بشكل أحادي من خارج إطار الشرعية الدولية.

وردا على سؤال حول ما يطلبه القرار من الحكومة السورية أوضح الجعفري أن القرار يطلب من الحكومة السورية ومن الجميع أن يعملوا ويشاركوا بشكل إيجابي لجعل العملية السياسية تسير إلى جنيف 2.

وتساءل مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة ماذا نفعل بمن يمارسون الإرهاب ويدعمونهم بالملايين عندما نذهب إلى جنيف 2 مشدداً على أن هؤلاء والداعمين لهم يجب أن يتوقفوا عن هذا لكي نسير في السياق والمزاج والروح الدبلوماسية إلى جنيف حيث لا يمكن الاستمرار بإرسال الأسلحة وجمع إرهابيين من كل أنحاء العالم وإرسالهم إلى سورية في إطار ما يسمى "الجهاد" ثم يزعمون بأنهم يعملون من أجل السلام.