مجلس الجامعة: ليس هناك قرار لا يعدل

في محاولة لتطبيق توصيات مجلس التعليم العالي التي قضت بضرورة تعزيز مبدأ تكافؤ الفرص وتجسيده واقعاً في جميع الحلقات العملية التعليمية والبحثية على مستوى الخدمات الطلابيّة والمشروعات العلمية وبرامج التأهيل والتدريب والإيفاد والبحث العلمي، بما يدعم تطوير قطاع التعليم العالي بكل مدخلاته ومخرجاته، وبما ينعكس إيجاباً على الجودة التعليمية وكفاءة الخريجين ويحقّق التميّز الأكاديمي المنشود في الجامعات، جاءت زيارة وزير التعليم العالي إلى جامعة تشرين في اللاذقية.

وفي اللقاء الذي جمع الوزير ومجلس الجامعة دعا شيخ عيسى حسب بيان وزارة التعليم إدارات الكليّات والأقسام إلى توسيع تواصلها الحواري اليومي مع الطلبة، وإعطاء مساحة زمنيّة أكبر للقاء الطلبة من خلال أعضاء الهيئة التدريسيّة في القسم والكليّة، بهدف معالجة جميع الصعوبات التي تواجه حياتهم الدراسيّة، والحرص على جعل أبواب الكليّات والأقسام مفتوحة، وتقديم أقصى التسهيلات الممكنة والمساهمة في تسريع إنجاز المعاملات وتذليل جميع المشكلات، واعتماد آلية عمل تتحقّق فيها الشفافية الفعليّة في التعاطي مع كل القضايا بروح المسؤولية والتشاركية.
وأكد وزير التعليم العالي أنه ليس هناك قرار بمنأى عن التعديل والتصويب والتطوير، بما في ذلك قرارات مجلس التعليم العالي، ويمكن لأي قرار أن يعدّل ويعاد النظر فيه إذا تمّت مناقشته على مستوى الكلية. وركّز شيخ عيسى على البحث العلمي، مشيراً إلى أن العام القادم سيكون عام التنافس بين الجامعات والكليّات في مجال البحث العلمي من خلال نشر الأبحاث العلميّة المحكّمة في الدوريات العلمية العالمية، وأوضح أن الدعم الكبير للبحث العلمي ومخصّصاته يجب أن تنعكس على تطويره، والتركيز على إنجاز الأبحاث العلميّة الهادفة التي تقدّم حلولاً لمشكلة على مستوى المجتمع المحلي وتحمل مردودية أكبر وذات بعد إيجابي، وضرورة خلق أجواء الثقة في المؤسّسات والمراكز البحثيّة.
وبيّن شيخ عيسى بحديثه أن «الكثير من المهام والواجبات تنتظر الحراك المطلوب من وزارة التعليم العالي والجامعات والكليّات لأداء الرسالة المنوطة بقطاع التعليم في بناء القدرات والوصول إلى الجودة في مختلف الاختصاصات، وتأمين الاستيعاب الجامعي الأمثل على مستوى الكليّات، وإتاحة فرصة أكبر للشباب والشابات للحصول على فرص تعليميّة في الجامعات».
من جهة ثانية أكد وزير التعليم العالي أن طلبة الجامعات السورية بشبابها وشاباتها أثبتوا وعياً وطنياً عالياً ما عزز استقرار العملية التعليمية في كل الجامعات، وقال شيخ عيسى: إن الحياة الدراسية المستقرة في جامعاتنا تعبر وترسخ حسن الانتماء للوطن والصدق العميق في تجسيد هذا الانتماء وعياً وسلوكاً وممارسة ما جعل الحياة الدراسية والتعليمية مستقرة بجهود ومتابعة أساتذة الجامعات وموظفيها والقائمين عليها، وأضاف شيخ عيسى: إن ما شاهدناه لدى شبابنا وطلبتنا من صدق الانتماء الوطني والوعي الوطني الواضح يحمّلنا مسؤوليات ومهام تجاههم.
وأوضح أن الامتحانات ستكون في موعدها المقرر وأنه لابد من استدراك بعض المحاضرات التي تم التغيب عنها والتعامل مع هذا الموضوع بمرونة نتيجة الظروف التي يمر بها قطرنا، وأشار إلى أن بعض المعاملات التي تأخرت بسبب هذه الظروف سيتم تسريع وتيرة إنجازها بما يدعم استقرار العملية التعليمية في الجامعات.
كما اجتمع الوزير مع مجلس إدارة مستشفى جامعة تشرين لمتابعة الأعمال المتبقية وآلية إنجازها في مشروع تطوير المستشفى، حيث أكد ضرورة وضع المشفى في الخدمة خلال عام من تاريخه كحدّ أقصى، مشيراً إلى أن ما تحقّق من خطوات نوعية خلال الفترة الماضية أثمر عن إنجاز عقود أعمال بنسبة 100٪ وأخرى 85٪ ما يقتضي المتابعة الحثيثة من جميع الجهات المعنيّة بالمشروع، إشرافاً ودراسة وتنفيذاً لحل أي إشكالية ولتسريع افتتاح المستشفى وإطلاق خدماته، مبيناً أن العمل الأهم يتركّز على توريد التجهيزات الطبيّة وتركبيها بعد أن تمّ إبرام عقودها.