مجمع دار الشفاء الطبي.. القضاء على آخر نقطة للحياة في قطاع غزة!

مجمع الشفاء الطبي

لين حمدان- شام إف إم


لا قوانين تمنع الاحتلال الإسرائيلي من الاستمرار في مجازره، لا دول.. ولا مساءلة.. لا قرارات ولا حد لهذا الكم من الأسى والموت! 

هذه المرة، كما المرات السابقة، على أعين العالم أجمع، يرتكب كيان العدو أفظع المجازر بحق المرضى والمدنيين من خلال استهداف علني ومباشر لمجمع الشفاء الطبي ضمن غزة، للقضاء على آخر نقطة للحياة في شمالي القطاع.

ضرب الاحتلال محيط مجمع الشفاء بعشرات الصواريخ، وكثف القناصين على أطرافه ليستهدفوا أي شي يتحرك حول المجمع ما أدى لحصار مئات المدنيين فيه، وسط محاولات للتوغل البري من محوري الشمال والجنوب الغربي.. لمسح المجمع عن وجه الحياة!

فلماذا يكثف الاحتلال الإسرائيلي كل هذه الهجمات على مكان طبي بهذا الشكل؟

تزعم الرواية الإسرائيلية أن سبب القصف هو وجود مراكز تحت مجمع الشفاء الطبي لقيادات حركة حماس، فجاء رد كل من حكومة غزة وإدارة المشفى والهلال الأحمر الفلسطيني بدعوة المنظمات الأممية لتفتيش المقر ودحض هذه الرواية، إلا أن الاحتلال لم يستجب لهذه الأصوات. 

أما الأسباب الحقيقية وراء هذا القصف العنيف يأتي بداية من كون مجمع الشفاء أكبر مؤسسة صحية تقدم خدمات طبية في قطاع غزة، تأسس عام 1946، ويعمل فيه أكثر من 25% من الكادر الطبي في القطاع، وبالتالي قصفه يؤدي إلى شل الحركة الإسعافية والطبية ودفع الناس للتوجه إلى الجنوب.

أيضًا تخرج من هذا المكان التصريحات الرسمية لوزارة الصحة، التي جاء بآخرها قرار إنشاء مقبرة جماعية داخل مستشفى الشفاء لدفن الجثث كي لا يحدث وباء، وسط انقطاع التيار الكهربائي وتوقف المولدات عن العمل، كما حذر سابقًا مدير المستشفيات بقطاع غزة أن الاحتلال يعد لأكبر مجزرة بحق مستشفى الشفاء الذي استُهدف 5 مرات.

إضافة إلى كون المجمع يحتوي على أكثر من 35 ألف نازح من بقية المناطق، لجؤوا إليه وافترشوا ممراته وباحاته، ليحموا أنفسهم من الغارات التي استهدفت منازلهم.


وهذا ليس المشفى الوحيد الذي يستهدفه الاحتلال، فكانت الأيام الماضية مليئة باستهدافات نوعية لمجموعة كبيرة من المشافي منها الرنتيسي والنصر والصحة النفسية المحاصرة منذ أيام.


لا نهاية واضحة لهذا القصف الوحشي على القطاع الطبي.. عشرات الآلاف من المدنيين محتجزين ومحاصرين، منتظرين أن يهدأ القصف أو أن تحدث معجزة إلهية تخرجهم من المشفى على قيد الحياة.