محتالون في حمص يسرقون المصارف بطريقة " أخوية "

تواصل السلطات المختصة البحث عن مشبوهين قاما خلال الأيام القليلة الماضية بعمليات نصب واحتيال في مكاتب تجار وصرافة عملات بحمص بأسلوب جديد ظهر آخرها أمس الأول في شركة كيميائية تهتم بتصنيع وتجارة المواد الكيميائية والمنظفات.
وأوضحت معلومات للعروبة أن المذكورين كانا على متن سيارة سياحية تمكنت كاميرات المراقبة في المكتب من ضبط أربعة أرقام من لوحتها وكشفت صور الكاميرات عن مواصفات ثلاثة أشخاص دخلوا إلى المكتب المشار إليه في وقت اقتربت فيه الساعة من الثامنة والنصف مساء وفي حين بقي أحدهم خلف مقود السيارة دخل اثنان ادعا أن أحدهما مواطن خليجي والآخر لبناني وأنهما يرغبان بشراء كمية كبيرة من المواد المنظفة فرحب بهما صاحب الشركة، وعبرا عن «حسن نيتهما» أكثر عندما عرضا شراء شحنة مهمة من إنتاج الشركة ودفعا ثمنها كاملاً وتركاها أمانة لديه حتى اليوم التالي
وبعد أن تم الاتفاق بادر أحدهما للاقتراب من طاولة صاحب الشركة راغباً بصرف مبلغ ألف ليرة سورية ما استدعى أن يفتح صاحب الشركة درج طاولته الفخمة لصرف المبلغ في الوقت نفسه أخذ الثاني يتحدث معه كلاماً اعتباطياً سريعاً قصد منه التشويش على صاحب الشركة وإشغاله بمحاولة فهم مايريد قوله ليتسنى الوقت الكافي للآخر وقد انشغل صاحب المكتب مع رفيقه وتحول بنظره عن درج الطاولة التي «طارت» منها رزمة مالية بعشرات آلاف الليرات السورية من بين رزم مالية كانت موجودة في درج الطاولة...والمفارقة...أن صاحب الشركة وهو يرحب «بالأشقاء» أتاح الفرصة لأحدهما بالاقتراب منه وضمه ومعانقته إلى أن اتضح أن للعناق هدفا آخر هو التأكد من جانبه أن عملية النشل والاحتيال يمكنها أن تتم بيسر وخاصة وأن صاحب الشركة لايحمل تحت إبطه أو على خصره أي سلاح ناري .
والمفارقة الثانية... أن صاحب الشركة أنتبه إلى نشل رزمة مالية من درج الطاولة لكنه تجاهل الأمر بعد ما أدرك أنه وقع في فخ يمكن أن يؤدي بحياته في مكتبه بين ثلاثة أشخاص أحدهما في السيارة خارج المكتب وقد بقيت جاهزة للإقلاع في وقت قصير جداً تحسباً لأي طارئ ، اثنان يملكان القوة والشباب بينما هو وحيد في المكتب لايسمح عمره الذي ناهز السبعين سنة على أية «مقاومة»!!
وببساطة...احتالا عليه بأسلوب«أخوي تجاري» ونشلا منه المبلغ المالي ولم تتم بالطبع صفقة المنظفات التي دخلا بحجتها ولم ينتظر المشبوهان صرف الألف ليرة سورية التي بقيت في قبضة المشبوه الآخر الذي أثار «فوضى» من الجمل والحديث المركب غير المفهوم بينما نشل الآخر المبلغ في زمن بالكاد استطاعت كاميرات المراقبة الحديثة المثبتة في أرجاء المكتب من ضبط عملية النشل السريعة....وفي خلفية الحادثة...فقد علمت «العروبة» أن صاحب الشركة لايخلو مكتبه من أبنائه وعدد من العمال في الشركة لكن ذلك الحادث حدث تلك الساعة...وخلا المكتب
ومن الواضح أن المشبوهين كانوا بانتظار مثل هذه الساعة ربما منذ أيام عديدة خلال مراقبتهم لحركة الأشخاص الداخلين والخارجين والعاملين في الشركة الكائنة إلى القرب من مركز المدينة لاكما قد يتصور البعض أنها نائية وخارج المدينة...وقد أوضح شريط cd مدمج التصوير الكامل لحركة المشبوهين الأمامية والخلفية بسيارتهم لعدة مرات أمام باب الشركة قبل القيام بالعملية كما سجلت صورهم وأصواتهم وفي السياق ذاته...
وعلمت جريدة العروبة أن عدداً آخر من أصحاب الأموال وقع في «الفخ» ذاته وأن الحادثة قبل الأخيرة كان ضحيتها مكتب صرافة عملة لكن شكل الاحتيال على صاحب مكتب الصرافة لم يتم بالأسلوب نفسه...وهذا الأسلوب قد يتبدل من ضحية إلى أخرى على أيدي محتالين جدد يتمتعون بمظهر أنيق للغاية وهم إلى جانب أجسادهم الرياضية يرتدون بدلات وثيابا تظهر عليها القيمة ويستكملون«عدة النصب» ويدخلون بحقائب توحي كما لو أنهم رجال أعمال أما نحن فلا نملك إلا أن نشير إلى ما تناهى إلينا كي لاتزداد الضحايا!
شام نيوز