محكمة فرنسية تحدد 60 مليون يورو تعويضاً لطليقة الأغا خان

البيجوم، أو الأميرة التي تصغر زوجها بـ 28 عاما، أنجبت للأغا خان ولدا، عام 2000، هو الأمير علي. لكن زواجهما تعرض للهزات، بعد ذلك، لاسيما عندما رفض الأغا خان وجود زوجته معه في رحلة قام بها إلى تنزانيا، عام 2002. واستخدمت البيجوم مخبرا خاصا لتتبع تحركات الأمير، وتأكدت من أن رفيقته في الرحلة كانت مضيفة تعمل على متن طائراته الخاصة، فقررت طلب الطلاق. وجاء في تفاصيل القضية التي استغرقت وقتا طويلا حتى وصلت إلى محكمة الاستئناف في مدينة آميين، شمال فرنسا، أن هيئة المحكمة تملك الدليل على أن الأغا خان أقام علاقة مع مضيفته استمرت لسنوات.
وكما يحدث في محاكم قضايا الأسرة، كان على المحكمة حصر ثروة الزوج لتقدير التعويض المناسب لطليقته. وتوصلت إلى تقديرات تشير إلى أن الزعيم الروحي لأكثر من 10 ملايين إسماعيلي يملك ما لا يقل عن 10 مليارات يورو ويعتبر من كبار أثرياء العالم. كما قدرت ثروة زوجته بنحو 7 ملايين يورو. وكان على الأميرة الألمانية الأصل أن تلجأ إلى أكبر مكاتب المحاماة لكي تحصل على ما تتصور أنه حقها. وقد تولى القضية جان ميشال دوروا المحامي الذي يدير واحدا من أشهر مكاتب المحاماة المتخصصة في القضايا المالية في باريس. كما جاءت البيجوم بالمحامية الفرنسية إيلودي مولون التي تعتبر الأبرع في قضايا الطلاق، للتنسيق مع مكتب دوروا.
ومع بدء النظر في القضية، سمع القضاة الفرنسيون وأمناء المحكمة مبالغ لم يسبق أن مرت عليهم من قبل. فقد طلبت البيجوم 200 مليون يورو على سبيل التعويض والنفقة. لكن الأغا خان لم يكن ينوي أن يدفع لطليقته أكثر من 10 ملايين يورو.. وأصدرت محكمة الابتداء حكما يحدد التعويض بـ 12 مليونا. لكن قاضي الاستئناف رفع المبلغ إلى 60 مليون يورو. ولم يكن الرقم هو المفاجأة الوحيدة في القرار، بل إشارة القاضي إلى الطابع «العلماني» للزواج، وكذلك لما انتهى إليه من طلاق. وفي الحكم الابتدائي، أقرت المحكمة بأن الطرفين يتحملان مسؤولية الطلاق بسبب التقصير المتبادل. ذلك أن البيجوم لم تحترم الواجبات المترتبة عليها كزوجة لزعيم روحي. وكان الأغا خان قد أخذ على زوجته خفتها في المجال الديني، واعترض على شرعية تنقلاتها لحضور مناسبات عالمية ذات طابع سياسي مثل ملتقى دافوس في سويسرا، أو رحلاتها إلى أراضي السلطة الفلسطينية وإلى إسرائيل. كما أبدى عدم ارتياحه لنشر صور لها، مع شخصيات أخرى، أثناء زيارة للهند حيث كانت تضع النقطة الحمراء على جبينها.
لم يأخذ قاضي الاستئناف بتلك الحجج، وكان تقديره أن الضرر الذي أنهى الحياة المشتركة جاء من خيانة الأمير كريم أغا خان لزوجته، وقرر أن هذا الأخير خرق واجبات الزواج وبالأخص عندما كان يظهر مع صديقته في الأماكن العامة.
يذكر أن كريم أغا خان، من مواليد جنيف في سويسرا عام 1936، وهو الإمام التاسع والأربعون للطائفة الإسماعيلية، إحدى فرق الشيعة التي يتوزع أتباعها في أنحاء متفرقة من العالم، لاسيما في شبه القارة الهندية، وتضم مدينة السلمية في سورية تجمعا لهم. وتولى الأغا خان كريم الرابع الزعامة، عام 1957، بعد وفاة جده أغا خان الثالث. وكان الحفيد، يومها، طالبا في جامعة هارفارد الأميركية. أما أبوه علي أغا خان فقد كان شخصية معروفة عالميا وتزوج، في بلدة فالوريس الواقعة في جبال الألب الفرنسية، من نجمة هوليوود ريتا هيوارث التي أنجب منها ابنته ياسمين، وبعد انفصالهما ارتبط بعارضة الأزياء الفرنسية بتينا غرازياني التي ظل معها حتى وفاته في حادث سيارة، شمال فرنسا، عام 1960. وبسبب أهوائه حرمه أبوه من زعامة الطائفة وأسندها إلى الحفيد كريم أغا خان.
شام نيوز - وكالات