محلل اسرائيلي شهير: كيف يمكن لأحد أن يصدق نتنياهو؟؟!!

 

 

هاجم محلل اسرائيلي شهير اليوم الاثنين سياسة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو متهما اياه بـ"التضليل".

وهنا نص المقال الذي كتبه عكيفا إلدار في صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية:

"لو أن القانون يسمح بمحاكمة القادة على تضليلهم الجمهور والحصول على التأييد من خلال الخداع، فسيكون نتنياهو في رفقة موشيه كاتساف (الرئيس الاسرائيلي السابق) داخل السجن. الرئيس السابق دين باغتصاب نساء كن مرؤوسات لديه وإساءة استخدام سلطته. ونتنياهو يمارس الديموقراطية الاسرائيلية بطريقته الشريرة، ويستخدم منصبه من اجل تضليل المجتمع الاسرائيلي وقيادته نحو عزلة دبلوماسية واقتصادية.

ومن هنا لا توجد إلا طريق قصيرة نحو حرب إقليمية ونظام فصل عنصري "أبارتهيد"- والسؤال الوحيد الذي يطرح هنا هو أي من هذين سيأتي اولا. ومع ذلك، فإن بلدا بأكمله يواصل الاستسلام عن طيب خاطر لكذاب لا يتوقف عن مضايقة المجتمع وتهديده.

هل بالغت؟ كم من السياسيين ورجال الإعلام أو المواطنين العاديين يعتقدون ان نتنياهو مخلص في اهتمامه بالتوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين؟ الإشارة هنا بالطبع ليس إلى اتفاق يشمل السيطرة الاسرائيلية على غور الأردن لمدة 40 عاما، كما اقترح نتنياهو اخيرا على الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

اذكر انه خلال زيارة عزاء قام بها نتنياهو لإحدى المستوطنات اليهودية أواخر التسعينات، تبجح بأنه نجح في خداع إدارة كلينتون خلال فترة رئاسته الاولى للحكومة، من أجل تدمير إعلان اوسلو.

واعتقادا من نتنياهو بأن الميكروفونات والكاميرات اقفلت روى كيف أنه انتزع من إدارة كلينتون وعدا بأن اسرائيل ستكون المخولة وحدها بتعريف "المواقع العسكرية" التي ستظل تحت سيطرتها، مقابل اتفاق الخليل.

وبابتسامة ماكرة ملأت وجه نتنياهو أضاف: "قلت أنه بقدر ما يعنيني الأمر، فإن غور الأردن كله منطقة عسكرية وفقا لتعريفنا. لماذا هذا الأمر مهم؟ لأنه منذ تلك اللحظة اوقفت اتفاق اوسلو".

وقد عبر اسحق شامير، سلف نتنياهو في زعامة "ليكود"، عن ذلك بكلمات بسيطة "من أجل ارض اسرائيل يسمح لك أن تكذب". ولنتنياهو، تلميذ المستشار الأميركي المحافظ آرثر فنكلشتاين، صيغة أكثر تعقيدا. ففي محاضرة لنتنياهو خلال مؤتمر لـ"ليكود" عقد في تموز 2001، نصح نتنياهو الناشطين قائلا: "لا يهم ما إذا كانت العدالة إلى جانبكم، وإنما عليكم أن تصوروا موقفكم على انه عادل".

وبالفعل فقد أعطى هذه العملية أكبر مجال ممكن للتفسير. ورغم أنه (نتنياهو) لم ينس، وفقا لكل الاحتمالات، متى جاء إلى هذا العالم في تشرين الأول 1949، فقد استطاع أن يستعيد ذكرى مواجهة مع جنود بريطانيين قرب المنزل الذي عاش فيه طفولته، حتى مع أن الانتداب كان قد انتهى قبل أن يولد.

والأمور الذي تحدث عنها الرئيس الفرنسي نيكولاس ساركوزي لنظيره الأميركي اوباما تلخص السمعة التي كونها نتنياهو لنفسه في الخارج. والميكروفون الذي أبقي مفتوحا عن طريق الخطأ سحب التغطية الدبلوماسية، وكشف عن رأي هذين الزعيمين البارزين في رئيس الوزراء الاسرائيلي. وقبل ذلك قال الرئيس الفرنسي في مستهل لقاء له مع الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز في قصر الإليزيه عام 2010 :"لا أفهم المكان الذي يتجه إليه نتنياهو وما الذي يريده".

وانضمت زعيمة أخرى لها نفس القدر من الأهمية، وهي المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، إلى نادي المتأثرين بأكاذيب نتنياهو. ولم يجد رأيها في تصريحات رئيس الوزراء طريقه للميكروفونات، ولكن وفقا لتقرير نشره المراسل باراك رافيد في صحيفة "هآرتس" في شهر شباط نُقل عنها قولها لنتنياهو: "لقد خيبت آمالنا. ولم تقم بأي خطوة لتحريك السلام".

وعشية آخر اجتماع بين نتنياهو واوباما في نيويورك، تسرب إلى صحيفة "نيويورك تايمز" أن اوباما اخبر مستشاريه أنه لا يعتقد بأن نتنياهو سيكون مستعدا في يوم من الأيام لتنفيذ تنازلات تؤدي إلى اتفاق سلام. وكشف ستيفن سايمون، رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في البيت الابيض، قبل ذلك خلال محادثة عبر الفيديو كونفرنس مع قادة الطائفة اليهودية في الولايات المتحدة أن الفلسطينيين وافقوا على استئناف المفاوضات على أساس اقتراحات اوباما (حدود 1967 مع تبادلات أراض متفق عليها)، وان الكرة الآن هي في ملعب نتنياهو.

وكما هو معروف، فإن بيبي (نتنياهو) يصور الرئيس عباس على انه يرفض العودة للمحادثات. فهل يتوقع نتنياهومن العالم، بمجموعة أكاذيب كهذه، ان يصدق أنه ينوي مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، وأن يتم تشديد العقوبات على إيران؟ ولماذا لا يجب أن يشك المجتمع الدولي بأن ذلك الضجيج كله الذي يفتعله نتنياهو حول القنبلة هدفه هو إبعاد تهديد السلام، وبالتالي فلن يرفع أصبعا واحدا لمواجهة التهديد الإيراني؟

 

 

شام نيوز - هااريتس