محللون: إعلام انتقل من التحريض إلى إيصال أوامر العمليات

بعد  عشرات الاخبار التي  بثتها القنوات الفضائية السبت بالاضافة لروايات شهود العيان و التي  تحدثت  جميعها عن تظاهرات في بعض ساحات دمشق الرئيسية، في وقت كانت هذه الساحات هادئة بشكل واضح ما عدا ساحة كفرسوسة التي شهدت مناوشات بين متظاهرين وقوات الأمن، وجاء هذا فيما بثت قناة الجزيرة تحديداً عن هجوم على مركز أمني في دوما ظهر أمس، ليبدأ هذا الهجوم بالفعل بعد ساعة ونصف من بث الخبر العاجل، في وقت يقول محللون إن إخفاق الحرب الإعلامية على سورية دفع ببعض القنوات إلى التدخل المباشر بسير الأحداث وتحديد أجندات التخريب والمواقع المستهدفة.

 
ونقلت وكالات أنباء عن ناشطين أن مدنياً قتل وأصيب خمسة آخرون عندما حاولت قوات الأمن تفريق اعتصام داخل مسجد الرفاعي في ساحة كفرسوسة في دمشق.

 


وبعد ذلك نقلت عدد من الفضائيات أنه تضامنا مع معتصمي كفرسوسة، شهدت دمشق صباح «عدداً كبيراً من التظاهرات انطلقت من معظم أحيائها كالصالحية والميدان وبرزة والمالكي والزاهرة والمجتهد وركن الدين وأحياء ثانية وأنه خرجت تظاهرات في ريف دمشق منها عربين وزملكا ودوما وكفربطنا والزبداني ومضايا»، وذهب بعض الفضائيات إلى الحديث عن تظاهرات وسط ساحات دمشق الرئيسية كالعباسيين والأمويين.

 


إلا أن صوراً مباشرة بثها التلفزيون السوري، وشهادات عدد كبير من المواطنين نفت وجود لأي تجمعات أو تظاهرات في ساحات العباسيين والأمويين وكفرسوسة خلافاً لما بثته بعض القنوات الفضائية.
وأكد زياد الحلبي صاحب محل حلويات في ساحة كفرسوسة أنه منذ الصباح كان متواجداً في محله ولم ير أي شيء غير اعتيادي أما أحمد فاكهاني صاحب محل موبايلات في المكان نفسه فيقول: إن الأخبار تبقى أخباراً أما نحن فنرى بأم أعيننا ولا داعي لمشاهدة التلفزيون لم نر حشوداً والحياة أكثر من طبيعية.

  


ولفت محمد الرهوان وسامر سرور من سكان منطقة العباسيين إلى أنهما لم يشاهداً شيئاً مما بثته العربية والجزيرة في حين قالت الطفلة مايا عيد التي كانت تتجه بصحبة أمها إلى السوق «سورية قوية ونحن نحبها كثيراً».
ورغم ما قدمه الإعلام الوطني عبر مندوبي ومصوري وكالة سانا والتلفزيون العربي السوري وباقي الوسائل الإعلامية من وثائق حية تؤكد كذب هذه الأخبار إلا أن هذه القنوات واصلت بث هذه الأخبار التحريضية.

  

محللون: إعلام انتقل من التحريض إلى إيصال أوامر العمليات


ويرى محللون أن بعض القنوات الإعلامية التحريضية انتقلت ضمن تغطيتها للأحداث في سورية من مرحلة التزوير والفبركة وصناعة أفلام الفيديو المزيفة إلى التدخل المباشر بسير الأحداث حيث تقدم إيحاءاتها الإعلامية لمثيري الشغب والمجرمين وعناصر المجموعات المسلحة للتوجه إلى أماكن بعينها من خلال بث أخبار ملفقة وتسمية أماكن معينة.
ويرى محللون وأكاديميون أن هذا التطور في التغطية الإعلامية يدل على إخفاق الوسائل السابقة في إثارة الفوضى والتأثير على معنويات المجتمع السوري خدمة لأجندات خارجية ما دفع بالجهات التي تقف وراء هذه القنوات التحريضية إلى استخدام الإعلام لإيصال أوامر العمليات لمن ينفذون المؤامرة على الأرض.

 


وأكد عضو مجلس الشعب خالد العبود أن هذه الأدوات الإعلامية المحرضة تجاوزت كل أشكال الأداء الإعلامي وصولاً إلى أداء استخباراتي وأمني ينفذ بدقة فائقة يتم اختيار أماكن محددة تحدد كأهداف محتملة للمخربين والمجرمين يتم التركيز عليها إعلامياً وبات الإعلام يحدد الأماكن التي ستحرق أو تخرب والأماكن التي يجب أن يتجمع فيها المتظاهرون كما تحدد أهدافاً عسكرية وأمنية ومواقع بعض المؤسسات الحيوية بدقة عبر خرائط الكترونية ليعرف من يريد استهدافها كيف يصل إليها.
بدورها قالت الدكتورة نهلة عيسى نائب عميد كلية الإعلام في جامعة دمشق أن القنوات التحريضية تعمل كجزء من مخطط كبير ومبرمج ضد سورية وتؤدي عملها دون أن تنحرف عن المهمة التي أنيطت بها طيلة هذه الفترة وذلك بهدف إحداث الفوضى والبلبلة في سورية.

 

 


ولفتت عيسى إلى أهمية دور الإعلام الوطني في رد الهجمة الإعلامية وتفنيد أكاذيبها وشرحها للرأي العام والمساهمة بفاعلية في إيضاح العناصر الرئيسية لبرنامج الإصلاح الشامل والتأكيد على قوة سورية وتمسكها بقرارها الحر النابع من المصلحة الوطنية ونهجها المقاوم.

 

شام نيوز.سانا / الوطن