محللون عسكريون وسياسيون فلسطينيون يستقرئون احتمالات الحرب الايرانية الاسرائيلية..

 

 

تتصاعد حدة التهديدات الإسرائيلية بضرب المنشآت النووية الإيرانية خلال الفترة الأخيرة، بما يشكل تمهيداً لحرب مقبلة بين تل أبيب وطهران قد تنفجر في أي لحظة، خصوصاً وأن الدولة العبرية تقرع طبول الحرب ليس على الجانب السياسي فحسب، بل أنها أجرت مناورات عسكرية ذات صلة بالهجوم على المفاعل النووي الإيراني في أكثر من منطقة، إضافة إلى تدريبات الجبهة الداخلية على توقع الأسوء في الحرب المقبلة.

ولم يستبعد المحلل في الشؤون الإسرائيلية حسن عبدو إقدام إسرائيل على توجيه ضربة مباغتة لمنشآت نووية إيرانية خلال الفترة المقبلة، رغم معرفتها بالتداعيات العسكرية والسياسية التي قد تلحق بها في أعقاب ذلك، وبصرف النظر عن موقف الولايات المتحدة التي تصر على ضرورة معرفتها بأي ضربة قبل حدوثها على حد قوله.

وأكد أن تصاعد الضغوط الغربية على طهران بعد تقرير الهيئة الدولة للطاقة النووية يشير إلى تنامي الرغبة في تحجيم الأنشطة النووية لإيران، لما تشكله من خطورة استراتيجية على الدولة العبرية، لافتاً إلى أن إسرائيل والغرب يدركون جيداً حجم القدرات العسكرية لطهران ومدى تهديدها الحقيقي لتل أبيب.

وقال: "الضربة واردة. لكن التساؤل يبقى حول مدى نجاحها في تحقيق أهدافها العسكرية والاستراتيجية في ظل الحرص الإيراني على حماية المنشآت النووية وإتخاذ الإجراءات الكفيلة بتقليص الضرر من أي ضربة متوقعة".

في المقابل يعتبر البعض التهديدات العسكرية الإسرائيلية "جزءاً من الضغوط السياسية من دون استبعاد حرب مقبلة إذا ما أصبحت إيران تهدد كينونة الدولة العبرية بشكل يقيني"، وفق المتابع للشأن الإيراني هلال جرادات. ورجح جرادات أن طهران سترد بقوة على استهداف منشآتها النووية، ولن يكون الأمر بالنسبة لإسرائيل مماثلا لما حدث في قصفها لمفاعل تموز العراقي، خصوصاً وأن إيران تمتلك من القدرات العسكرية ما يؤهلها لإيلام الدولة العبرية، وفق تقديره.

وأوضح جرادات ان إسرائيل تحاول تجنيب نفسها أي معركة مع طهران عبر تكثيف الجهود السياسية الغربية لثنيها عن المضي قدماً في مشروعها النووي. بيد أن هذا لا يمنعها من الإقدام على خطوة مفاجئة قد تفجر المنطقة برمتها على حد قوله، مشيراً إلى أن التهديدات الإيرانية برد قاس لا تبدو ظاهرة كلامية أو جزءاً من الحرب النفسية بين الطرفين فحسب، لكنها تبدو تهديدات حقيقة.

وبينما تتسارع خطى توجيه ضربة منسقة لطهران، تهدد الأخيرة بأن "أصدقاء الثورة" سيغيرون وجه المنطقة في الرد على إسرائيل وفق ما يردده الساسة والعسكر في الجمهورية الإيرانية.

بدوره شدد خبير الأمن القومي الدكتور إبراهيم حبيب على الدور الكبير الذي ستؤديه الجهات المرتبطة بالجمهورية الإيرانية في أي معركة مقبلة مع إسرائيل، خصوصاً التنظيمات التي تتلقى دعم عسكري وسياسي منها وفي مقدمتها حزب الله.

وقال: "المتوقع رد فعل إيراني قاسي على أي هجوم إسرائيلي. وقد تعترض الصواريخ الإيرانية المضادات الأميركية في المنطقة بينما تكمل المضادات الإسرائيلية التصدي لما قد ينجح في الوصول إلى إسرائيل".

واعتبر حبيب أن السلاح الأخطر بيد إيران هو حزب الله الذي سيشعل المنطقة الشمالية في إسرائيل في فترة وجيزة، في ضوء ما يمتلكه الحزب من آلاف الصواريخ قصيرة المدى التي تهدد العمق الإسرائيلي في مقابل عجز الاحتلال عن التصدي لهذه الصواريخ.

أما الجبهة الجنوبية لاسرائيل (قطاع غزة)، فيبدو أنها لن تكون مشتعلة كنظيرتها الشمالية، خصوصاً في ظل تشديد حركة "حماس" على أنها لن تدخل أي معركة مقبلة بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران.

وقال القيادي في الحركة صلاح البردويل : "نحن غير معنيين بالدخول في حرب لا علاقة لنا فيها، ولا نملك أدواتها، رغم رفضنا لأي هجوم صهيوني على إيران".

وأضاف: "نحن فقط معنيون بالدفاع عن أنفسنا إذا ما فرضت علينا الحرب، فمن غير المعقول أن نقف مكتوفي الأيدي إذا ما أقدم الاحتلال على الاعتداء على قطاع غزة".

 

شام نيوز - صحيفة القدس