محللون: قرارات الجامعة خطوة في تنفيذ مخطط صهيوأمريكي

أكد عدد من المحللين والسياسيين العرب أن قرارات اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب أمس حول سورية خطوة جديدة من خطوات تنفيذ المخطط الصهيوأمريكي بأدوات سعودية قطرية وكذلك دعوة تونس لمؤتمر على أراضيها حلقة جديدة تضاف إلى سابقها من خطوات تصعيدية.
وقال رفعت السيد أحمد المفكر العربي المصري إن قرار اجتماع الوزراء العرب أمس ليس بالمفاجئ موضحا أن من مرروا تلك القرارات حول سورية هم وكلاء أمريكا واسرائيل يتم الضغط عليهم لإرباك أي محاولة سورية لإنهاء الأزمة والوصول إلى بر الأمان حيث تشتد الوطأة الإسرائيلية والأمريكية بالضغط على وكلائهما كلما اقتربت سورية من حسم الأمر على الأرض بإنهاء ظاهرة المسلحين والاقتراب من الحوار.
وأكد السيد أحمد في اتصال مع التلفزيون العربي السوري أن تصريحات بعض المسؤولين العرب وخاصة الخليجيين والسعوديين تتضمن لغة عداء تجاه الشعب السوري وقال: سورية ليست سهلة ومن المعيب أن يطلب وزيرا قطر والسعودية الحريات للآخرين وبلداهما مليئتان بالفساد ولا يملكان دساتير أو أي حريات كما أنهما بلا سيادة والدليل وجود إحدى عشرة قاعدة عسكرية أمريكية على أرضي بلديهما فمن ليس لديه إحساس بالاستقلال الوطني ومن لا سيادة له على أرضه من المعيب أن يتحدث عن السيادة معتبرا ان حديثهم عن دعم ما تسمى المعارضة السورية التي صنعت على عين المخابرات الفرنسية والتركية والأمريكية تأكيد لحقيقة هذا الدعم وليس أمراً جديداً.
واستغرب السيد أحمد دعوة تونس لاستضافة ما سمي مؤتمر أصدقاء سورية وهو في الحقيقة مؤتمر أعداء سورية ولا يليق بأرواح الشهداء ولا باستقلال تونس قائلاً: نحن نعلم جيدا نتائج مثل هذه اللقاءات التآمرية الشبيهة بتلك التي حدثت في ليبيا إذ أفرزت 145 ميليشيا مسلحة تتنافس على الأرض هناك إضافة إلى حلف الناتو وتنظيم القاعدة والأسلحة المهربة.
بدوره قال المحامي فايز شحاترة نائب رئيس المنتدى العربي في اتصال مماثل من عمان إن من اتخذ القرار في الجامعة العربية أمس تجاهل أن التناقض الرئيسي في الوطن العربي هو بين أبناء الأمة العربية والعدو الصهيوني الغاصب ومن يسانده من الدول الغربية وأمريكا وحلف الناتو وتجاهل هذا الأمر يعني أنهم يدخلون في المخططات التي وضعتها لالهاء العرب عن قضيتهم وينسوا أن العدو الرئيسي هو الكيان الصهيوني الغاصب ومن يسانده.
وأوضح شحاترة أن الهدف الذي أنشئت من أجله الجامعة العربية هو حماية المصالح العربية ما يقتضي حماية أعضائها وفي مقدمتهم سورية فما يمس الأمن في سورية يمس الأمن القومي العربي في مجموعه وتجاهل البعض لهذا يفتح المجال للمخططات الصهيونية الأمريكية كي تنفذ في وطننا العربي وتجد اختراقات جديدة.
وأكد شحاترة أن ما يحدث في سورية هو مجموعات مسلحة تعتدي على الدولة والمواطن يجب أن تواجه بالقوة العسكرية وما يتم التحدث به من ذرائع حول حقوق الإنسان والإصلاحات ليس صحيحا بدليل أن القيادة السورية دعت ومنذ اليوم الأول إلى الحوار والاصلاحات وعلى من يريد الوقوف مع الشعب السوري في حل قضاياه فيجب أن يدفع باتجاه الحوار الذي دعت إليه القيادة السورية والوسائل السلمية دون تدخل أجنبي لأننا نعلم نتائج هذا التدخل في دول كالعراق وليبيا والسودان والصومال.
من جهته بين المستشار محمد الوصيف رئيس حزب مصر الفتاة أن ما يجري حاليا ضد سورية من قبل بعض الدول هو تبعية واضحة لمؤامرة محاكة ومطبوخة ومعدة سلفا منذ عام 2006 أي قبل مغادرة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن وتابعته كوندا ليزا رايس إذ وجدوا أن مصاريف الحرب في العراق وأفغانستان والمناطق التي وضعوا أيديهم عليها مكلفة ومهلكة فاخترعوا الحرب الناعمة أو الفوضى الخلاقة بهدف تقسيم المنطقة.
وأكد الوصيف أن الموقف أصبح واضحا للجميع بأن حمد والفيصل يبحثان عن قرار ضد سورية ويستجدان العالم لأجل ذلك معتبرا أن هذا التصرف خيانه وعمالة يصدر عن أشخاص بلا كرامة.
وقال إبراهيم البدراوي ممثل حركة اليسار المصري المقاوم إن الأمة العربية لم تر الذين يقودون الحملة ضد سورية يتحركون في يوم من الأيام ضد العدو الصهيوني ونصرة الحق العربي.
وأشار البدراوي في حديث للتلفزيون العربي السوري إلى أن الحكومة السورية وافقت على القرارات التي أصدرتها الجامعة العربية سابقا رغم الرهان على أنها لن توافق عليها ولذلك أصدر هؤلاء الذين يشنون حملة على سورية قراراً جديداً مثل القرارات السابقة كتب لهم في البيت الأبيض والبنتاغون وإسرائيل.
من جانبه أكد إيهاب شوقي أمين القاهرة لحزب التحرير إن قرارات الجامعة العربية هي أمريكية صهيونية بالأساس وبعض الأنظمة العربية هي مجرد منفذة لها.
المنتدى العربي الدولي لمناهضة التدخل الأجنبي في سورية ودعم الحوار والإصلاح: قرارات الجامعة العربية انزلاق في استدراج التدخل الأجنبي بكل أشكاله
كما ندد المنتدى العربي الدولي لمناهضة التدخل الأجنبي في سورية ودعم الحوار والإصلاح بقرارات الجامعة العربية وقال إن هذه القرارات جاءت لتعكس إمعان النظام الرسمي العربي في خرق ميثاق الجامعة العربية بانتهاكه الفاضح لسيادة دولة مؤسسة في الجامعة وبالانزلاق في استدراج التدخل الأجنبي بكل أشكاله إلى بلد عربي بما يشكل اعتداء موصوفا على السيادة القومية للأمة بأسرها.
وأكد المنتدى في بيان له أن هذه القرارات تمس بوضوح مصالح الشعب السوري داخل وطنه وخارجه.
وقال إن التوجه مجددا إلى مجلس الأمن رغم معرفة النتائج مسبقا ليس إلا محاولة للتطبيع مع منطق التدويل والتدخل الأجنبي اللذين خبرتهما شعوب المنطقة جيدا وخبرت نتائجهما الدموية والمدمرة.
وأوضح المنتدى أن استضافة تونس لما يسمى مؤتمر أصدقاء سورية يتناقض بوضوح مع كلام وزير خارجية تونس الذي أعلن رفض بلاده لأي تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية لأي بلد عربي مستهجنا عدم تطرق الاجتماع إلى وضع خطة لمواجهة تصميم الصهاينة وتصريحاتهم حول اقتحام المسجد الأقصى ومواجهة الممارسات الصهيونية المتمادية في تهويد القدس والاستيطان وقتل الشعب الفلسطيني ومصادرة أرضه ومحاصرته.
وتساءل المنتدى العربي هل يمكن لعربي أو مسلم أو حر في العالم أن يصدق أن حماسة واشنطن وحلفائها لمحاصرة سورية نابعة من حرصهم على دماء الشعب السوري وأياديهم ملوثة بدماء الملايين من أبناء الأمة.
ودعا المنتدى إلى اعتماد الحوار الشامل طريقا وحيدا لإطلاق حل سوري يوقف العنف.
كما دعا القوى الشعبية المتحررة من الإملاءات الأجنبية والإغراءات المالية للإسراع في التحضير لقيام جامعة شعبية عربية تعبر عن المصلحة القومية العليا للأمة وتكون مستقلة عن الضغوط والإملاءات.
شام نيوز - سانا