"محو أمية" المسؤولين

زياد غصن - شام إف إم
سلامات
عندما يخرج مسؤول، ويعلن أن رفع سعر مادة لن يتسبب بزيادة أسعار باقي السلع والمواد المطروحة للإستهلاك في الأسواق المحلية..
وعندما يعلن مسؤول آخر أن قرار زيادة سعر أحد مدخلات الإنتاج لن يرفع من سعر المنتج النهائي..
وعندما يصعد إلى المنصة مسؤول لا يعرف تركيب جملتين اقتصاديتين صحيحتين...
وعندما يترأس مسؤول اجتماعاً خاصاً، ويقول للمجتمعين: لاقولنا حل يا جماعة.... أنا ماني اقتصادي.
وعندما يصرّ مسؤول على تكليف شخص ما بمهمة ليست من اختصاصه، ويغض الطرفَ عن أخطائه وتصرفاته المدمرة لقطاع كامل...
عندئذ يجب أن نعلم أن الكثير من المسؤولين المكلفين بملفات اقتصادية واجتماعية لا علاقة لهم بعلوم الاقتصاد، وأن معارفهم وخبراتهم لا تزيد على معارف وخبرات بعض طلاب السنة الثانية أو الثالثة في كليات الاقتصاد.
ولهذا فإن جزءاً كبيراً من أسباب تدهور الأوضاع الإقتصادية والمعيشية في البلاد يتحمله هؤلاء، بقراراتهم وإجراءاتهم المعاندة أحياناً للعلم وللمنطق.
وعليه، فإنني اقترح أن يصار إلى إطلاق سلسلة ورش تدريبية على مستوى الحكومة هدفها محو الأمية الإقتصادية لكثير من المسؤولين، لكن مع مراعاة القطاع الذي يعمل فيه كل منهم، بحيث لا يتم خلط "عباس بدباس" كما هو الحال في جميع الورش والبرامج التدريبية الأخرى.
إذا كان مثل هذا الاقتراح يثيرُ حفيظة البعض حفاظاً على برستيجه، إذاً ليقم كل مسؤول بجمع أربعة أشخاص من أصحاب الخبرات الإقتصادية في مكتبه، وليتداول معهم ببعض النقاط الأساسية في عمل وزارته أو مؤسسته... هل هذه صعبة أيضاً أو تنال من عزة نفس البعض؟...
الصفحة الأخيرة-شام إف إم