مخابز في جبلة تخبز وتبيع الخبز بطريقة العصور الوسطى

يخيل إليك عندما تنظر إلى هذه الصور أن حال الأفران في مدينة جبلة لا يعلوه حال والخبز يباع بالطريقة المثالية فلا غش في المواد ولا نقص في الأوزان ولكن الحقيقة غير ذلك فرغيف الخبز في الأفران الخاصة التي تعمل في مدينة جبلة وبعض نواحيها يمر بمراحل كثيرة بدءاً ببدائية التصنيع ومروراً بجشع أصحاب المخابز وانتهاء بغياب الرقيب الذي لا حول له ولا قوة رغم ادعاء الكثير من أصحاب المخابز بأن آلياتهم ومعداتهم حديثة.    

فعملية تصنيع الخبز في تلك المخابز تفتقر إلى أغلب الشروط الواجب توفرها في عملية التصنيع هذه والمعتمدة في أغلب بلدان العالم المتمدن فأغلب مخابزنا وأفراننا لا تتوفر فيها الشروط الصحية في أكثر مراحل التصنيع من نظافة المكان العام (المخبز والفرن) إلى نظافة الأدوات المستخدمة في التصنيع والإنتاج من ماكينة العجن  إلى الطاولات المستخدمة في تصنيع العجين وحتى المخدة) المستخدمة في فرش الرغيف ويضاف إلى ذلك كله نظافة أبدان وملابس عمال التصنيع، فأغلب مخابزنا وأفراننا غير مغلفة بالسيراميك أو مواد البناء التي يسهل غسلها وتنظيفها بشكل دوري بل أغلب جدرانها مطلية بالجص الذي تتآكل أغلب أجزائه بفعل الحرارة كما أن أغلب المخابز تعتمد طاولات خشبية متآكلة لتقطيع العجين أو طاولات حديدية تتفاعل بمرور الزمن مع العجين أو تصدأ بفعل عوامل الجو والحرارة داخل الفرن وغالباً ما تكون ملوثة إضافة إلى تركها دون تنظيف مما يعلق بها من بقايا العجين.

خبزنا اليوم

 وبغياب الرقيب صحي أو النوعي  حيث الرقيب الوحيد هنا هو ضمير صاحب الفرن "المغيب تماماً أو المتوفى" نجد أن نوعية الخبز الذي تدخل فيه الفئران بكل شيء من أكياس الطحين ونوعياته إلى جولات حرة في أحواض العجن إلى وزن ربطة الخبز الذي أصبح أقل وتبديل عدد الخبز داخل الربطة الواحدة حيث قل العدد وصغر الحجم ليصبح بسعة (صحن الشاي) فقط كما شبهها المواطن نضال أبو قاسم الذي يشتري خبزه من مخبز بيت ياشوط الحديث.

كما أن التطور التكنولوجي لم يدخل في عملية تصنيع رغيف الخبز الذي ما زالت عملية تصنيعه على بدائيتها حيث لم يتمكن أصحاب هذه الأفران من تشغيل تلك التقنية الحديثة على أصولها.

والمشكلة في الموضوع على حد قول المواطن فداء صالح الذي يشتري خبزه من فرن الرعوش أن أي مفتش أو رقيب لن يخدموا المواطن بشيء على الإطلاق لأنهم لن يهتموا بغير ابتزاز أصحاب المخابز والأفران بالرشاوى من أجل أن يثروا على حساب قوت الشعب!!.

اللاذقية ـ شام نيوز ـ سامي زرقة