مخول: من المفارقة أن تحمل «عشتار» إيحاءً جنسياً وليس "المانيكانات" الموجودة في بعض الأسواق
ملفات
الأحد,١٠ تشرين الثاني ٢٠١٩
شام إف إم – هند الشيخ علي
أُزيلت منحوتة لـ «عشتار» على جذع شجرة مقابل المتحف الوطني في دمشق على خلفية اعتراض البعض على "عريها".
وعلى عكس الهدف من إزالة المنحوتة درءاً للمشاحنات وتصادم الآراء. أثار فعل إزالتها جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ رأى البعض أن هذا التصرف يرسخ الفكر المتشدد عوضاً عن الانطلاق نحو مستقبل علماني منفتح، وكتب البعض على «فيسبوك» آراءً تلقي المسؤولية على الجهات التربوية والتعليمية التي لم تُعرّف بتاريخ السوريين -بما في ذلك الآلهة «عشتار»- كما يجب، ونتج عن ذلك جيل جاهل بتاريخه ولا يرى من العمل الفني التاريخي سوى القشور، في حين أيد آخرون إزالة المنحوتة لما تحمله -بحسب رأيهم- من محتوى جنسي لا يناسب الشارع السوري.
وفي اتصال هاتفي ضمن برنامج «نبض العاصمة» مع عطية عوض، أوضح المشرف على فعالية «تحت سماء دمشق» الفنان التشكيلي، موفق مخول، أن المنحوتة أُزيلت استجابة لتوجيهات حكومية "درءاً للمشاكل"، مضيفاً: "لا نستطيع الدفاع عن مشروعنا الفني لأننا نعمل ضمن مؤسسات حكومية ونتلقى الدعم منها، وبلا موافقة هذه الجهات لما انطلق المشروع من البداية، ولكنني عاتب على هذه الجهات التي لم تتخذ موقفاً شجاعاً وسمحت للبعض بالوصول إلى مرادهم وإلغاء العمل الفني".
وتابع مخول: "نحن نعتبر ما حصل اليوم رسالة لكل الجهات الحكومية "المقصرة" من حيث تعريف الأجيال بتاريخ أوطانهم، كما أننا نشعر بالحزن لأننا كنا نأمل بمستقبل أكثر تقبلاً للآخر، ولكن مع وجود عقليات كالتي اعترضت على "عري" المنحوتة، فهذا يعني أن مستقبل سورية لا يتجه نحو وضع مريح".
وتساءل مخول عن تقبل الشارع السوري لـ "المانيكانات" الموجودة في بعض الأسواق وتجسد أشكالاً عديدة للإغراء، في حين رفضوا عملاً فنياً خالصاً لأن البعض رأى فيه "إيحاءات جنسية"، قائلاً: "نحن نحترم الآخر ونتقبل وجهة نظره، ولكن على الآخر أيضاً أن يحترم فكرنا ويتقبل وجهات نظرنا".
وذكر مخول أن التاريخ يمثل هوية الأوطان، وبدون تاريخ لا يوجد وطن، ولهذا الأمر بالتحديد يجب على الأجيال الحرص على تاريخها والدفاع عنه، منوهاً إلى أنه سيتم تنظيم معرض خاص بالآلهة «عشتار» قريباً، وذلك في محاولة للتعريف عنها، دون التسبب بـ "بلبلة" في الشارع السوري مجدداً.