مخيم الركبان «أرض الموت»!

مخيم الركبان «أرض الموت»!

شام إف إم - مواقع 

الرُكبان أو الرَكبان، في الاصطلاح اللغوي هي أرض صحراوية حدودية قاحلة، مكانها يتحدد في محافظة المفرق في أقصى شمال شرق الأردن، بالقرب من الحدود مع سوريا والعراق، وعلى بعد 290 كيلومترًا شمال شرق العاصمة الأردنية عمّان.

هذه الأرض القاحلة المقفرة التي لا تزورها النسائم والتي ترتادها العقارب، كما تجتاحها العواصف الرملية طوال فترة الصيف، تحولت إلى أرض سكنية أطلق عليها اسم أرض الموت.

هذا الاسم لم يطلق عبثاً إنما ظروف الحياة فيها ومقومات العيش بجنباتها هي من ألصقت بها هذه التسمية، إن معاناة النازحين كبيرة جداً فقساوة الظروف تأتي من قساوة المكان الذي أنشئ فيه المخيم، وصعوبة العيش تأتي من صعوبة التأقلم مع جفاف الأجواء المحيطة باللاجئين الذين يعيشون حالة صراع مع الفقر والجوع والتشرد وسط صحراء جافة.

من قسوة الظروف إلى قلة الموارد الغذائية مروراً بهجمات داعش وانتهاءً بمنع واشنطن خروج اللاجئين للالتحاق بركب أخوانهم الذين سبقوهم إلى بلادهم.

كل هذا لم يؤثر في حياة اللاجئ السوري فحسب بل تعداها إلى التأثير في النفس الإنسانية المحاطة بشيطانية أمريكا وجعلها في حالة من الانحدار والانكسار والتذلل وتكبيل الأيدي والأرجل بنير الطمع والرغبة في بسط السيطرة اللامتناهية على الشرق الأوسط.

كوارث مستمرة في مخيمات اللجوء السوري سبّبت في خلقها الولايات المتحدة وارتفاع درجات الحرارة التي لم تحنو حتى على الطفل الصغير، كوارث لم تقف عند الركبان فقط وإنما أيضاً في مخيم الهول في شمال شرق سوريا.

فقد أكدت الهيئتان السورية والروسية أن الأوضاع الإنسانية في مخيمي الركبان والهول للاجئين في تدهور مستمر في ظل ظروف كارثية يعيشها السكان المدنيون من نقص حاد في المياه والمواد الغذائية والظروف غير الصحية ما يتسبب بانتشار الأمراض بينهم وخاصة الأطفال، حيث يؤدي كل يوم تأخير في إزالة المخيمين إلى وفاة ما بين 7 و10 أشخاص.

فالوضع الإنساني حَرِج في مخيمات الهلاك ولا يبشر بالخير، ظروف مزرية تحيط بالحياة الجهنمية التي أصبحت اعتيادية بالنسبة لأولئك المنغمسين في أوجاع الكآبة.

ينادون الخلاص من الضيم، ويتمردون على الظلم لعل الصبر يكون حليفهم، لكن لا أذن تسمع ولا قلب يرحم، ولا ضمير يعي، فهل من مغيث؟