مخيم جنين يتشح بالسواد حداداص على المخرج جوليانو خميس

اتشحت جدران مسرح "الحرية" في مخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة أمس بالأعلام السوداء، حداداً على مدير المسرح، المخرج الفلسطيني جوليانو صليبا خميس "52 عاماً" الذي قتل برصاص مسلح مجهول، أول من أمس، على بعد عشرات الأمتار من موقع المسرح.
وجلست فتاة في العشرينيات من عمرها، في إحدى زوايا المسرح، وهي تبكي بحرقة رحيل خميس، وتصرخ بالقول، "إنهم لم يقتلوك بل قتلونا"، وذلك في الوقت الذي كان فيه يشهد المسرح، مؤتمراً صحافياً دعت إليه أسرة المسرح، وتحدث فيه، زكريا الزبيدي الذي تعهد أمام مئات الفلسطينيين والمتطوعين الأجانب ممن شاركوا في حفل تأبين لخميس الذي من المقرر أن يتم تشييع جثمانه في مدينة حيفا، بملاحقة مرتكب جريمة اغتياله.
ووصف الزبيدي، وهو الصديق المقرب من خميس، الأخير بقائد ثورة الحرية في مخيم جنين، من خلال حرصه على العيش في المخيم، سنوات طويلة، حتى أصبح واحداً من أبنائه، ويشاركهم أفراحهم وأحزانهم.
وخلص إلى القول، "إننا لن نرحم ولن نسامح ولن نتهاون مع اليد التي امتدت إلى قائد الحرية جوليانو".
وتحدث في المؤتمر الصحافي، بلال السعدي الذي ألقى كلمة مسرح "الحرية"، وقال، "إن جنين ومخيمها والثقافة الفلسطينية وأطفال الحرية، يفتقدون شهيدهم وشهيد الإنسانية جوليانو خميس الذي قضى برصاصات غادرة سوداء أطلقت من قاتل مجهول".
وقال السعدي "إن جوليانو مثل للمخيم ولأطفاله، نموذج الداعي للحرية، والحريص على الثقافة، والحامل للقيم الإنسانية، ورمزاً من رموز ثقافة المقاومة، وتبقيه إرادة الحياة بأعماله وإبداعاته وبمحبيه من الناس الطيبين، حيا دائما في وجداننا، وسيبقى مسرح الحرية رمزا للحرية التي قدم روحه على مذبحها".
وكان خميس الذي أسس مسرح "الحرية" في العام 2006، قتل عصر أول من أمس، جراء إطلاق النار عليه من قبل مسلح كان ملثما لاذ بالفرار بعد إطلاق عدة رصاصات استقرت في صدره، وأصابت إحداها مربية طفل خميس الذي كان يحتضن طفله لحظة إطلاق النار عليه ومقتله.
واعتصم العاملون في مسرح "الحرية" الذي كان يديره الراحل خميس، ورفعت عليه الرايات السوداء والأعلام الفلسطينية، وأعلن فيه الحداد.
وأصدر المعتصمون، بياناً أكدوا فيه، أن خميس، كان هدفاً للاغتيال أثناء تأديته واجبه ورسالته في دعم فلسطين والانتصار لها.
وأضاف البيان، "إننا فقدنا ابنا لهذا المخيم، وأخا لأهله، ونذر نفسه وحياته خدمه للأطفال وحياتهم السعيدة، وقدم روحه على مذبح الحرية ومن أجل الحرية ".
تجدر الإشارة إلى أن خميس، ولد في مدينة الناصرة، ووالده المناضل الفلسطيني صليبا خميس، ووالدته المناضلة آرنا خميس.
وعاد خميس، إلى مخيم جنين، بعد فترة قصيرة من المعركة التي كان المخيم مسرحا لها، في نيسان عام 2002، للبحث عن أصدقائه الذين تعرف عليهم من خلال إخراجه فيلم "أولاد آرنا" والذي حصل على العديد من الجوائز العالمية، وقرر إعادة بناء المسرح من جديد، واستقر في المخيم مع زوجته وطفليه.