مدفيديف: الوجود العسكري الروسي في سوريا محدود زمنيا

مدفيديف

أكد رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف أن الوجود العسكري الروسي في سوريا يستهدف تحقيق مهمة معينة تتعلق بحماية المصالح القومية الروسية، ولن يتحول إلى عملية عسكرية "لا نهاية لها".

وشدد مدفيديف في مقابلة مع مجلة "تايم" الأمريكية نشرت الاثنين قائلا: "ليست لدينا خطط لتمديد وجودنا في سوريا إلى ما لانهاية".

وأوضح رئيس الوزراء أن المصلحة الروسية، التي يدافع عنها الجيش الروسي في سوريا، تتمثل في منع تسلل آلاف المتطرفين والإرهابيين من سوريا إلى الأراضي الروسية.

وأكد مدفيديف في الوقت نفسه أن موسكو تريد أن تبقى سوريا دولة موحدة في حدودها الحالية، مضيفا أن الدول الأوروبية والولايات المتحدة تدرك أيضا ضرورة الاحتفاظ بسوريا الموحدة.

وأردف قائلا: "لا أحد منا يريد ظهور"ليبيا جديدة" متفككة إلى دويلات عدة أو تعمها الفوضى".

واعتبر رئيس الوزراء الروسي أنه في حال جلس الرئيس السوري بشار الأسد وأولئك الذين يعارضونه لأسباب أيديولوجية إلى طاولة الحوار بوساطة دولية، ودون مشاركة متطرفين، ستظهر هناك فرصة التوصل إلى اتفاق حول المستقبل السياسي لسوريا وحول دور الأسد نفسه في هذه العملية، وفرصة إنهاء الأزمة في نهاية المطاف.

وبشأن التقرير الأخير الذي نشرته لجنة التحقيق التابعة لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة بشأن جرائم الحرب المرتكبة في سوريا، بما في ذلك الجرائم التي يتهم بارتكابها النظام، قال مدفيديف إنه يجب دراسة هذا التقرير، وإذا كانت الأدلة المقدمة فيه دامغة، فعلى المجتمع الدولي تقديم تقييم قانوني لتلك الجرائم.

ذكر رئيس الوزراء أن رد روسيا على إسقاط قاذفة "سو-24" في سماء سوريا، من قبل سلاح الجو التركي، أظهر مرة أخرى الطابع السلمي لنهج موسكو الخارجي.

واعتبر مدفيديف أنه لو وقع مثل هذا الحادث إبان الحقبة السوفيتية، لرد الاتحاد السوفيتي بتوجيه ضربة عسكرية جوابية على الأقل. لكن القرارات التي اتخذتها السلطات الروسية الراهنة، تؤكد أن نهج موسكو يحمل طابعا سلميا تماما. ولفت إلى أنه على الرغم من كون حادثة إسقاط القاذفة استفزازا بحتا، لم ترد عليه روسيا عسكريا على الإطلاق، لكنها اضطرت لتعليق التعاون السياسي والاقتصادي مع تركيا.

واعتبر مدفيديف أن تركيا بإقدامها على هذا العدوان الذي وقع يوم 24 نوفمبر/تشرن الثاني الماضي، تكون قد ورطت حلف الناتو وليس نفسها، وأبدت موقفا غير مسؤول على الإطلاق. وحذر من أن الوضع يتعلق حاليا بمدى حزم قيادة الناتو في التأثير على أولئك الأعضاء (في الحلف) الذين يستفزون جيرانهم لجرهم إلى نزاعات. وأضاف: "إننا جميعنا ندرك جيدا إلى أين يؤدي مثل هذا التصرف".