مدلسي: الحوار الجدي بين السوريين أنفسهم المخرج الوحيد لحل الأزمة في سورية

في لقاء مع قناة "روسيا اليوم" أكد وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي أن المخرج الوحيد والدائم لحل الأزمة في سورية وضمان استقرارها في المستقبل هو المبني على عاتق السوريين انفسهم من خلال حوار جدي وأن الجزائر تعمل مع روسيا في هذا الاتجاه منذ زمن مشيرا إلى أن الطرح الجزائري يتفق مع الطرح الروسي الذي يقوم على تحمل المسؤولية تجاه الشعب السوري وتقديم مخرج سلمي للأزمة في سورية.
وحذر مدلسي من أن الدفع نحو زيادة تسليح المجموعات المسلحة في سورية يؤخر الحل السياسي وسيؤدي إلى آلاف الضحايا والدمار وازدياد أعداد المهجرين فيها بالرغم من أن البعض يرى العكس.
وحول تدخل بعض الدول في سورية أوضح مدلسي أن الموقف المبدئي للجزائر هو عدم التدخل في شؤون الغير لذا فإن التدخلات الأجنبية غير مرضية ولا تسمح للسوريين بالتقارب.
وعن توقعاته بشأن إمكانية انعقاد المؤتمر الدولي المزمع حول سورية قال مدلسي "إن المجال مفتوح والتحضيرات لعقد المؤتمر جارية لذا لم يتم تحديد تاريخه ولابد من العمل على إنجاحه ولكن المشاكل عديدة والبعض منها يتعلق بتكوين فريق المعارضة والبعض الآخر يعود للقراءات المختلفة لبيان جنيف لذا ربما تأخذ هذه الأمور مزيدا من الوقت".
وأضاف وزير الخارجية الجزائري إن الدول التي ترعى المؤتمر تحاول إقناع الأطراف المعنية وتقريبها للمشاركة وبدء العمل فيه كخطوة أولى ثم تسييره والخروج منه بأرضية مقبولة قابلة للتطبيق في الخطوة الثانية ونتمنى أن يتم تحديد توقيت انعقاده بأقرب وقت وألا يكون بعيدا.
وعن الأخطار التي تحيط بالجزائر جراء تصاعد الإرهاب في دول جوارها وخاصة في مالي وليبيا أوضح مدلسي أن الجزائر ومنذ سنوات أخذت على عاتقها المشاركة المسؤولة في قضية مكافحة الإرهاب خارج حدودها بعدما أن انتهى تقريبا على أراضيها لكن في جوارها المباشر يوجد الإرهاب وخاصة في الساحل وبعد أزمة ليبيا التهبت الأمور واستفاد الإرهاب من إمكانيات بشرية ومالية وعسكرية ضخمة جدا وأصبح الأمر اليوم معقدا أكثر مما كان عليه في الماضي.
وأضاف الوزير الجزائري إن أمن الحدود بين الجزائر وليبيا وتونس ومالي من الأولويات المشتركة من أجل تأمين المنطقة والمجهود الجزائري يعتبر الأكبر في هذا المجال وبما أن للجزائر تجربة مرة في مكافحة الإرهاب فهي اليوم موجودة مع الأشقاء وهم بحاجة إليها وهي منفتحة دائما لتقديم العون في هذه الميادين الحساسة.
ولفت مدلسي إلى أن زيارته لموسكو كانت لتقييم العلاقات الروسية الجزائرية وبحث الأوضاع في عدة دول مؤكدا أن العلاقات الجزائرية الروسية قوية جدا وتتعزز دائما بظل الظروف الاستثنائية الموجودة اليوم في المحيط المجاور للجزائر وفي العديد من الدول العربية والإسلامية وعلى رأسها سورية الشقيقة.