مدير النسيجية: نحن مُخَسّرون ولسنا خاسرين ولكننا متفائلون

تحدث الدكتور جمال العمر المدير العام للمؤسسة العامة للصناعات النسيجية عن القطاع العام النسيجي والخسارة التي لحقت بهذا القطاع على الرغم من النتائج التي تحققت على صعيد العملية الإنتاجية والتسويقية مشيرا الى ثمة مشكلات ومعوقات جعلت منه مخسَراً وليس خاسراً قياساً لظروفه وفي مقدمتها الأزمة المالية العالمية وفي الوقت نفسه لا نريد تحميلها سبب الخسارة وإنما هناك أيضا جملة من العوامل لاتقل أهمية عن غيرها في وضع المؤسسة في مرتبة المؤسسات الخاسرة وهذه الأسباب لعبت دوراً فاعلاً في تراجع الأداء خلال السنوات السابقة في مقدمتها وبشكل أساسي أكثر من سبب:
- نقص الكوادر المتخصصة والمتدربة في قطاعي الغزل والنسيج وخاصة في الجانب النسيجي.
- طريقة إعداد الخطط التي يتم وضعها على أساس تحقيق أكبر قدر من الربح وأقل خسارة بالنسبة للشركات المتعثرة وبالتالي أثناء تنفيذ هذه الخطط تعترضها المزيد من المشكلات التي تعوق تنفيذها وانعكاس ذلك على مستوى الأداء وتحقيق النتائج الجيدة.
- أيضاً هناك العامل الفني المرتبط بقدم الآلات وعمرها الزمني واهتلاكها والذي لايمكن من خلاله الاستفادة القصوى من الطاقات المتاحة أي بنسبة 100% منها وهذا العامل ليس الوحيد وإنما يأتي في مقدمة العوامل الفنية الأخرى..
- العامل الإنتاجي وهذا مرتبط بإنتاجية العامل الذي تحكمه جملة من الظروف في مقدمتها مهارة العامل وطريقته في التعامل مع الآلة التي تحتاج بدورها للتأهيل والتدريب المستمرين إضافة لذلك كيفية إدارة العملية الإنتاجية من خلال عدم توافر المرونة في توزيع العمالة على المفاصل الإنتاجية بالشكل الذي يلبي حاجات الإنتاج وذلك بسبب جمود الملاكات العددية وعدم القدرة على تجاوزها وخاصة للشركات التي لديها ملاكات، أما بالنسبة للشركات التي ليس لها هذا الأمر فالأمر يتعلق بثبات حجم العمالة ونوعيتها وأسباب أخرى تتعلق بالمردودية الاقتصادية للعامل باعتبار أن نظام الأجور والحوافز الإنتاجية نظام لايلبي حاجات تطوير الإنتاج وسعي العامل لتطوير الأداء بما يحقق أفضل إنتاجية وانعكاس ذلك على مردوده.
- ويرى العمر أن الجانب الإداري هو أهم الأسباب والمعوقات التي تؤثر على سير العملية الإنتاجية والتسويقية والتي تكمن في:
مرونة وضعف
1- عدم توافر المرونة الكافية للإدارات في تنظيم العملية الإنتاجية والتسويقية في الشركات وذلك وفقاً لما تتطلبه التوجهات الحالية والظروف الراهنة من أجل تحقيق أكبر مردود اقتصادي وإنتاجي ينعكس بشكل إيجابي على مستوى الأداء.
2- ضعف الكفاءات الإدارية والجرأة في اتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب ومحاولات الهروب من تحمل المسؤوليات وبالتالي عدم امتلاك الجرأة أيضاً في توصيف المشكلات الحقيقة في الشركات واقتراح الحلول العملية لتجاوزها بشكل يلبي مستوى الطموح.
أم المشكلات..؟
وتبقى هذه المشكلة (أم المشكلات في القطاع النسيجي) وهذا ليس في النسيجية فحسب وإنما في جميع القطاعات الأخرى وهناك قاعدة في التسويق (المنتج الجيد يسوق نفسه بنفسه) ولكن هذا لا يعني أنه ليس لدينا منتجات جيدة بل لدينا سلع منتجة في الشركات لها سمعتها الخاصة وجودتها التي تميزها عن غيرها.
فالمنتج الجيد بحاجة إلى دراسة عناصر التكلفة وحسابها بدقة وفقاً للظروف والمعطيات التي تفرضها الحالة الراهنة للأسواق سواء في السوق المحلية أم الخارجية منها لكي يمتلك المنتج الصفة التنافسية وبالتالي هنا ليست المشكلة لجهة تسعير المواد الأولية وتسعير حوامل الطاقة وغيرها من حسابات التكلفة بل هناك حسابات أخرى لها تأثيرها المباشر في قضايا التكلفة ومنطق حسابات الربح والخسارة في مقدمتها المصاريف الخدمية بما فيها الرسوم والضرائب وتعد الجهات الرقابية الوصائية والتدخلات المستمرة والتي قد تكون في بعض المحطات عائقاً أمام اتخاذ القرارات المطلوبة لتجاوز المشكلات في وقتها المناسب.
والمشكلة الأكثر أهمية أيضا في المجال التسويقي السوق الخارجية حيث المعاناة بعدم توافر قاعدة بيانات واضحة وشاملة لحجم الأسواق ومتطلباتها ليتاح للسلع دخول هذه الأسواق بأقل التكاليف.
وبالتالي تذليل هذه الصعوبات تشكل من جديد فرصة جديدة ومواكبة ما هو جديد في عالم صناعة الغزل والنسيج والانتقال الى مواقع متقدمة من الربح وتحقيق العائدية الاقتصادية المطلوبة وذلك ضمن التوجهات الحكومية وخطتها بالنهوض الصناعي بجميع أبعاده الاقتصادية والاجتماعية.